حكاية الشيخ "عمارة".. 32 سنة فى نشر الدين الوسطى بشمال سيناء.. إمام أوقاف تحدى الظروف وواصل رسالته الدعوية بعد المعاش على منبر مسجد الشيخ خلف جنوب الشيخ زويد.. وقطع مسافات سيرا على أقدامه لإيصال رسالته ..فيديو

الإثنين، 14 يونيو 2021 08:00 م
حكاية الشيخ "عمارة".. 32 سنة فى نشر الدين الوسطى بشمال سيناء.. إمام أوقاف تحدى الظروف وواصل رسالته الدعوية بعد المعاش على منبر مسجد الشيخ خلف جنوب الشيخ زويد.. وقطع مسافات سيرا على أقدامه لإيصال رسالته ..فيديو الشيخ احمد عماره متحدثا عن رحلته
شمال سيناء - محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ضرب أحد أئمة وزارة الأوقاف بشمال سيناء، مثلا فى الإصرار على عدم قطع رسالته الدعوية والخدمية على أرض سيناء حتى بعد إحالته للمعاش، بعد رحلة عمل إستمرت أكثر من 30 عاما، وواصل دوره إماما وخطيبا لمسجد الشيخ خلف بقرية الجورة، جنوب مركز الشيخ زويد، وتحدى كل الصعاب للوصول للمسجد وأداء رسالته الدعوية فى كل الظروف.

قال الشيخ أحمد عبد الرحمن مصطفى عمارة، لـ"اليوم السابع"، أنه حتى قبل إحالته للمعاش فى عام 2019 وصل لدرجة كبير أئمة بإدارة أوقاف شمال سيناء، التى خدم فيها رافعا لواء الوسطية فى الدين ونشر سماحة الإسلام من خلال عمله فى مسجد الشيخ خلف بقرية الجورة جنوب الشيخ زويد، وهى رسالة يواصلها ولم يثنيه عنها قرار الإحالة للمعاش حتى اليوم، مشيرا إلى أنه من أبناء مركز تلا بمحافظة المنوفية، ووالده كان يعمل موظفا بالسكة الحديد وهو من بين 6 من الأبناء لهذا الرجل الذى رباهم على منهج التصوف وحب الله ورسوله.

وأضاف الشيخ أحمد، أنه بعد إنهاء دراسته فى كلية أصول الدين كان التوجه أن يكتب كل خريج رغبات محل العمل الذى يريده، وعلى الفور كتب فى الثلاث رغبات شمال سيناء التى كان يحلم أن يزورها بعد قراءته للتاريخ والتضحيات التى قدمها رجال الوطن على أرضها على مر تاريخ مصر، وتحقق له ما أراد واستلم عمله بمديرية أوقاف شمال سيناء، حتى إكتشف حالة أحد الأئمة وهو الشيخ قناوى، عندما كان يقيم بمسجد ال بدوى بالعريش، ونصحه أن يتجه لقرية الجورة، حيث هناك أهل قرية على شاكلته وبينهم سيجد ضالته.

وأضاف إمام الأوقاف بشمال سيناء، أنه بالفعل توجه لهناك واستلم العمل فى عام 1990 إماما لمسجد القرية الذى وجد أنه ليس كأى مسجد عادى، إذا يوجد به شيخ ذو هيبة ووقار وهو الشيخ خلف الخلفات وزاوية ومحبين للمكان يترددون عليه جميعهم من أهل التصوف والسماحة والخلق، قائلا، " فور وصولى إستقبلنى أهل المكان وكان لقائى بالشيخ خلف وقلت له فى البداية " انا أبنكم حضرت هنا لأتعلم وأعلم"، وكان رده رحمه الله"، الله يصلح لك الأحوال ويهدى لك نفسك ويزيدك من علم الله سبحانه وتعالى"، ومن هنا كانت البداية وأصبحت من أهل المكان على ما عليهم ولى ما إليهم.

وقال الشيخ عبد الرحمن، أنه إنخرط فى العمل بصحبة أهل المكان بقيادة الشيخ خلف، الذى إكتشف أنه ليس شخصا عاديا فهو من الزمن الجميل ذو هيبه يحترمه كل من حوله ويشار إليه بالبنان، ولا ينطق إلا حقا ومحل تقدير كل القبائل وكل رموز المجتمع وقيادات الدولة، وله ماضى مشرف فى العمل الوطنى لتحرير الأرض ومواجهة الإحتلال وفى حاضره مدرسة يتعلم منها الجميع،" الشيخ خلف بادلنى الثقة، وقال لى إن لى إبن واحد وانت إبنى الثانى ومرحبا بك بين أهلك وإخوانك".

وأضاف عمارة، أنه أدى دوره ورسالته فى ظروف كانت ميسره فى ذلك الوقت وتوفى الشيخ خلف فى عام 2009، ليكتشف أنه تعلم منه ما هو ليس فى الكتب من كيفية الإصلاح بين الناس وإدارة الأزمات وموازنة الأمور ونصح الناس باللين، وكان شاهدا عليه تطبيق شرع الله فى جلسات القضاء العرفى ورفض أى مخالفة للشرع فى هذه الجلسات، وإصلاح ذات البين القبائل والعائلات ووئد الفتن وتربية وتعليم من حوله على البذل والعطاء للوطن والتكاتف من أجله.

وإستطرد عمارة، أنه بعد وفاته رحمة الله عليه، تولى المسئولية " الشيخ عرفات خضر"، الذى إستكمل المسيرة فى قيادة المكان وتوجيه أهله، وهو بدوره إستكمل مسيرة دوره الدعوى، وتغيرت الأحوال نظرا للظروف التى مرت بها المنطقة، حتى أصبحت مغلقة ويتعذر الوصول للمسجد، ومع هذا كان الحرص على عدم الغياب وأداء صلاة الجمعة والدروس، وأصبحت ملزما التزاما ذاتيا أن أتواجد بين ساكنى المكان، وكانت المعاناة شديدة ولكنها لم تقف عائقا حيث السير على الأقدام لمسافات 3 كيلو مترات، أو ركوب عربات الكارو التى تجرها الحمير حتى نصل ونؤدى الرسالة .

وقال الشيخ أحمد عمارة، أنه فى خضم ذلك أن وقت الرحيل من الوظيفة بعد بلوغ الستين فى عام 2019، وبالفعل إستكملت الأوراق الرسمية، وأصبحت على المعاش، ولكنى لم أتوقف عن وظيفتى ودورى ومهمتى للأن، وأحرص على التواجد و أداء العمل لا أريد من ذلك إلا أن أساعد فى استمرار منظومة عمل تسير بفضل رعاية الله وحفظ أهل المكان على ما ورثوه من علم التصوف ووسطية الدين.

وقال الشيخ أحمد، إن مسجد الشيخ خلف الذى يعمل فيه فى قرية الجورة، أسس فى عام 1957، ببناء بسيط شيد بالجهود الذاتية وقتها أعقبه تجديد وبناء وزارة الأوقاف للمسجد، وبدورهم قام أهل المكان الزاوية ودار الضيافة ليكون المكان بمثابة مدرسة فيها يتم تعليم كل ما يعين على الحياة، ومنها الأذكار والمدح وتحفيظ القرآن والحديث وتدريس أمور الفقه، وأصبحت أجيال جديدة تواصل المهمة وصغار يكبرون على هذه التربية السلوكية التى هى نقطة ضوء فى سيناء.

وتابع عمارة قائلا، أنه وصل لسيناء شابا صغيرا وعلى أرضها تربى من جديد بين الناس أصفياء وتزوج وأنجب، وترك وصيته أن يدفن فى أرضها وفى القرية التى عاش بها وأدى رسالته الدعوية وهى "الجورة"، ونصيحته لكل من هم خارج سيناء أن يأتوا لسيناء ويروها على حقيقتها ويكتشفوا على أرضها معادن الرجال الحقيقية حيث منبع الوطنية والصدق والإيثار على النفس، وتسجل من نور بطولات شباب مصر من كل المحافظات فى الدفاع عن أرضها وتعميرها وأداء كلا رسالته فى مجال عمله.

 

 

الشيخ احمد عماره متحدثا عن رحلته
الشيخ احمد عماره متحدثا عن رحلته

 

من امام المسجد الذى يعمل فيه
من امام المسجد الذى يعمل فيه

 

من على منبر المسجد
من على منبر المسجد

 

احتفال بتكريم حفظة القرأن
احتفال بتكريم حفظة القرأن

 

الشيخ خلف مؤسس المسجد والمكان
الشيخ خلف مؤسس المسجد والمكان

 

المسجد
المسجد

 

رموز المكان فى الوقت الحالى برئاسة الشيخ عرفات
رموز المكان فى الوقت الحالى برئاسة الشيخ عرفات

 

فى المسجد مع اهل المكان
فى المسجد مع اهل المكان

 

لقاء مع الاهالى فى المكان
لقاء مع الاهالى فى المكان

 

متواجدا بين اهل المكان
متواجدا بين اهل المكان

 

مسجد الشيخ خلف بقرية الجورة
مسجد الشيخ خلف بقرية الجورة

 

مع احد الاهالى
مع احد الاهالى

 

مع الشباب
مع الشباب

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة