تمر اليوم الذكرى 119 على رحيل المفكر عبد الرحمن الكواكبى، أحد رواد النهضة العربية ومفكريها فى القرن التاسع عشر، وأحد مؤسسى الفكر القومى العربى، اشتهر بكتابه "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، الذى يعد من أهم الكتب العربية فى القرن التاسع عشر التى تناقش ظاهرة الاستبداد السياسى.
والكتاب صدر عام 1900، وقد سعى فيه إلى معالجة ظاهرة الاستبداد السياسى المتفشى فى العالم الإسلامى والعربي، لكن من هم المستبدون الذى أراد "الكواكبى" الحديث عنهم فى كتابه الشهير؟
كثير من المؤرخين يعتبرون عصره عصر الاستبداد بامتياز، فعهد السلطان" عبدالحميد الثاني" كانت فترة ضغط شديد على الحريات الذى أسس نظام الخفية وهو الجواسيس وراء الجواسيس.
وكان الكواكبى كذلك فى خصومة مع الوالى آنذاك "جميل باشا" من خلال حادثة محاميه الأرمينى الذى حاول قتل الوالى، وتم اتهام الكواكبى بتحريض هذا المحامى على عملية القتل، وأُتهم الكواكبى أيضًا بأنه يتخابر مع دولة أخرى للاستيلاء على حلب ودُست له أوراقٌ توحى بذلك فى بيته، وحوُكم وحُكم عليه بالإعدام، ولكنه كتب للسلطان عبدالحميد الثانى رسائل عدة لرفع الظلم عنه ونقل المحاكمة لولاية لا تخضع لحكم والى حلب "جميل باشا"، ونتيجة للضغط الشعبى المتعاطف مع الكواكبى فى ذلك الوقت، تم نقل المحاكمة لبيروت وحصل الكواكبى على البراءة نتيجة لخطابه المفوّه أمام القاضى.
بعد تلك الحادثة خرج الكواكبى إلى مصر، وهجر حلب للقاهرة هربًا من بطش السلطان عبد الحميد الثانى ووالى حلب والعيون الحميدية فى كل أرجاء سوريا.. ففى مصر لم تكن أيدى الدولة العثمانية تصل إليها بشكل واضح كما فى حلب.
نظر الكواكبى إلى القاهرة باعتبارها مناخ الحرية المقبول لاستكمال عمله الذى بدأه بحلب، كما كان جزءا كبيرا من جالية الشوام فى مصر يعرفونه أو سمعوا عنه حتى، وتعرف الكواكبى إلى الشيخ "على يوسف "، صاحب المؤيد، الذى بدوره كان حلقة الوصل بينه وبين الخديو"عباس حلمى الثانى" (الذى لم يكن على وفاق كبير مع السلطان العثمانى آنذاك) وهو ما حدا بالخديو إلى تشجيع الكواكبى على الاستمرار فى نهج انتقادته للسلطان وسياساته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة