ستبقى قناة السويس الجديدة واحدة من المشروعات ذات الطبيعة الخاصة في ذاكرة المصريين بعد ثورة 30 يونيو 2013، نظرا لما صاحب هذا المشروع من نجاحات مختلفة أهمها على الإطلاق الالتفاف الشعبي الذي حظي به منذ الإعلان عنه في 5 أغسطس عام 2014، وحتى الانتهاء والافتتاح في أغسطس 2015.
قصة نجاح حفر قناة السويس الجديدة بدأت عندما أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى إشارة البدء في مشروع حفر القناة ووضع التحدي بإنجاز المشروع خلال عام واحد فقط، فكانت النتيجة الحشد الشعبي وراء المشروع وإقبال غير المسبوق على شراء شهادات استثمار قناة السويس لتمويل المشروع الذي يكلف 60 مليار جنيه، وخلال أقل من أسبوعين أعلن هشام رامز محافظ البنك المركزي في ذلك الوقت إغلاق باب الاكتتاب في شهادات قناة السويس في 15 من سبتمبر 2014، بعد أن وصلت حصيلة بيع شهادات استثمار قناة السويس نحو 61 مليار جنيه مصري، منذ بداية الطرح عن طريق البنوك يوم 4 سبتمبر 2014.
وبدأت مرحلة الحفر الجاف بقناة السويس الجديدة في 7 أغسطس 2014، بمشاركة 4500 معدة، ونحو 84 شركة، وتم إنهاء الحفر الجاف بنسبة 100% خلال 9 شهور فقط، تلاها مباشرة مرحلة الحفر المائي بمشاركة 45 كراكة، وانتهت أعمال التكريك المائي برفع 258.8 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه.
وفي 6 أغسطس عام 2015، كنا على موعد مع افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة بعد عام واحد فقط تنفيذا لوعد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشهد حفل الافتتاح مشاركة دولية عالية المستوى، وأعلن عن تحقيق قيمة مضافة جديدة للاقتصاد المصري، حيث أدى المشروع إلى تجنب توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة، واستيعاب قناة السويس للسفن العملاقة بغاطس 65 قدم، وهو ما ساعد في زيادة دخل القناة.
ومنذ الانتهاء من حفر قناة السويس الجديدة، تشهد إيرادات القناة زيادة مضطردة، حيث أعلن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أن القناة حققت إيرادات بنحو 5.6 مليار دولار من خلال عبور 18.830 سفينة بحمولة بلغت 1.16 مليار طن، وحقق شهر أبريل 2021 ارتفاعا غير مسبوق فى العائدات والأعداد والحمولات، حيث سجلت القناة إيرادات بلغت 551.5 مليون دولار، بزيادة 15.8% مقابل إيرادات 476.2 مليون دولار بنفس الشهر من 2020.