أسدلت محكمة جنايات الزقازيق، فى جلستها اليوم، الستار فى واقعة مقتل الشاب "السيد سعيد" شهيد لقمة العيش، بإحالة أوراق المتهمين الأول والثانى فى واقعة قتل سائق تاكسى العاشر من رمضان، والتخلص من جثته بمصرف بدائرة مركز أبوكبير، إلى فضيلة مفتى الديار المصرية، وحددت جلسة 10 يوليو المقبل للنطق بالحكم عليهما وعلى المتهم الثالث فى يوم الجلسة كونه حدث.
صدر الحكم برئاسة المستشار سامى بيومى، رئيس المحكمة وعضوية المستشارين حمدى طلبة وحازم بشير، وحسين عمار، وأمانة سر سامى سمير وتامر عبد العظيم.
السيد سعيد شهيد لقمة العيش
ووصف المستشار محمد الشربينى، رئيس النيابة العامة بأبو كبير، بإشراف المستشار حلمى عطا الله، المحامى العام لنيابات شمال الشرقية، فى مرافعته أمام هيئة محكمة الجنايات، الجريمة بالشنعاء، لافتا إلى أن الجناة تجردوا من الإنسانية وارتكبوا الجريمة وقاموا بتمثيلها أمام النيابة، و هذه الجريمة تتطلب عقوبة رادعة وهي عقوبة الإعدام شنقا للمتهمين الأول والثانى وأقصى عقوبة للمتهم الثالث لكونه حدث.
وفور النطق بالحكم على الجناة امتلأت المحكمة بالتكبيرات والزغاريد فرحا، من جانب أسرة المجنى عليه، وتوجهت الأسرة بالكامل إلى المقابر مباشرة فور النطق بالحكم، لقراءة الفاتحة على روحه نجلهم .
"أنا زغردت لابنى داخل القاعة" قالتها والدة المجنى عليه، من أمام مقبرة نجلها، معبرة عن فرحتها بالحكم ، موجهة الشكر للقضاء المصري العادل، وللنيابة العامة، وقالت : إن نجلها مات شهيدا للقمة العيش.
وتابعت والدة الشاب سيد سعيد: "حق ابنى رجع الحمد لله، مليش حد غيره فى الدنيا، لسه مخلص فترة التجنيد بتاعته فى الأول من مارس الجارى، ويوم 22 مارس قتله المتهمين، ورموه فى البحر صاحي، كان نفسى يسبوه على الأرض وحسبى الله ونعم الوكيل والحمد لله حق ابنى رجع، وفرحانة بحق ابنى، دا كان لسه بيشوف حالة علشان يجهز نفسه للجواز".
محمد سعيد المحامى شقيق المجنى عليه ومحاميه
وتابعت الأم المكلومة خلال حديثها لـ "اليوم السابع"، أن نجلها كان محبوبا من الجميع ورفاقه بالتجنيد وقادته، وحصل على شهادته قدوة حسنة، قائلة "عمره ما زعلنى ولا عمل حاجة غلط فى دنيته، يوم ما بدأ يشتغل عشان يجهز نفسه لأنه والده مريض كبده يقوم المجرمين يوم ما يبدأ يشتغل يقوموا يموتوا ورموه فى البحر، أنا بقول لك يا سيد ارتاح أنا زغردت لك فى المحكمة ارتاح يا ابنى حقك جه، والحمد والشكر لله على نعمه".
مرافعة النيابة العامة
وأوضحت: "ابنى غلبان يوم الواقعة المتهمين وقفوه فى الطريق بالتاكسى الخاص به، وطلبوا منه يوصلهم للمكان اللى هما رايحين يقتلوه فيه وهو ميعرفش، وقالوا له مش معانا فلوس ولأن كمان عندنا حالة وفاة، وابنى رد عليهم وقالهم حتى لو مش معاكم خالص أنا هعمل معاكم واجب وأوديكم ببلاش، وهما فى الطريق قال لهم أنا عمرى ما مشيت فى الطريق دا هرجع إزاى، قالوا له هترجع متخفش، واتارى هما هيرجعوا ليا فى كفن".
مقبرة المجنى عليه
فيما قال والد شهيد لقمة العيش، لـ "اليوم السابع"، إنه ظل طوال فترة محاكمة المتهمين رافعا صورة الضحية "نجله"، قائلا "أنا بورى صورة ابنى للمستشارين وعاوز حقه فقط مش اكتر ولا أقل"، موجها الشكر لقضاء مصر على عدله الصارم، كما وجه الشكر للقيادات الأمنية وأجهزة البحث الجنائى بمركز أبو كبير بالشرقية وسرعة تحركهم عقب الواقعة وخلال دقائق بعد الواقعة تم ضبط المتهمين وتقديمهم للعدالة، وأشاد بدور النيابة العامة محامى الشعب، ورئيس نيابة أبوكبير المستشار محمد الشربينى..
وتابع: "أنا بعد الحكم فورا توجهت للمقابر أزور أبنى وأبارك له على رجوع حقه بالكامل، وكمان الشكر للقضاء ورجال الأمن لأن دى أسرع قضية فى ضبط المتهمين وإحالتهم للمحاكمة وصدور الحكم فى أقل من 90 يوم من ارتكاب المتهمين للواقعة، حيث أن أول جلسة من يوم 12 يونيو وصدور الحكم فى 17 يونيو، وكمان أخو الضحية كان المحامى بتاعه".
فيما قال صاحب التاكسى الذى كان يعمل عليه الضحية، إن المجنى عليه "شهيد لقمة العيش بالشرقية" عمل لمدة أسبوع فقط على التاكسى قبل الواقعة وكان يجد ويجتهد لكسب لقمة عيشه، مضيفا "يوم الحادث خرج "سيد" بالتاكسى وطلب منى أتابع معاه أول بأول، قلقت عليه وفتحت الـ GPS للتاكسى وعرفت أن المكان على مصرف بحر البقر تحركت على الفور بعد توقف السيارة وحاولت الإتصال به لكن هاتفه كان مغلق، وتواصلت على جهاز السيارة فسمعت بالواقعة واستغاثة الضحية لنجدته من المتهمين، فتوجهت على الفور لقسم شرطة أبو كبير، وتم متابعة السيارة وضبط السيارة والمتهمين على الفور".
تعود أحداث الواقعة لشهر مارس من عام 2020، عندما تلقى اللواء إبراهيم عبدالغفار، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ بالعثور على جثة سائق تاكسى، مقتولًا في ترعة أبو الأخضر، بالقُرب من عزبة أبو خليل بأبو كبير، وتبين أن الشاب، من قرية بنى شبل بالزقازيق، مُقيم بالمجاورة 15 بالعاشر من رمضان، عُثر عليه مقتولًا، تم انتشال الجثة والتحفظ عليها بمشرحة مستشفى الزقازيق العام، تحت تصرف النيابة العامة.
وأفادت التحقيقات أن قسم ثان العاشر من رمضان، تلقى بلاغا من حاصل على ليسانس 41 سنة، مقيم بدائرة القسم، أنه سلم سيارته الأجرة "تاكسي" لسائق، 22 سنة، مقيم بدائرة قسم أول العاشر للعمل عليها وعدم عودته، ثم اتصل به عدة مرات وتبين غلق هاتفه المحمول.
أسفرت تحريات فريق البحث المشكل برئاسة قطاع الأمن العام بإشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية وبمشاركة مفتشي القطاع وضباط إدارة البحث الجنائي بأمن الشرقية، عن تحديد مكان السيارة بدائرة مركز ميت غمر بالدقهلية، حيث تم ضبطها وبداخلها مستقليها عاملان مقيمان دائرة مركز أبو كبير بالشرقية.
بمواجهتهما أقرا بقيامهما بالاتفاق مع عامل آخر مقيم بدائرة مركز أبو كبير على استدراج أحد قائدى السيارات الأجرة وسرقته كُرهاً عنه وبيع السيارة واقتسام ثمنها فيما بينهم، وأنهم بتاريخ الواقعة توجهوا لمنطقة مفارق الحى 14 دائرة قسم ثان العاشر، و استوقفوا المجني عليه حال قيادته السيارة المُشار إليها، بزعم توصيلهم لقرية الرحمانية دائرة مركز أبو كبير، وعقب سيرهم بطريق بدائرة مركز أبو كبير طلب أحدهم من السائق التوقف لقضاء حاجته، وحال توقفه تعدوا عليه بالضرب بـ"قالب طوب" على رأسه، فأودوا بحياته وألقوا جثته بمصرف ولاذوا بالهرب بالسيارة، وتوجهوا لمكان ضبطهم للتصرف فيها بالبيع، وأرشدوا عن مكان الجثة بمصرف بدائرة مركز أبو كبير، وعقب تقنين الإجراءات القانونية قررت نيابة شمال الشرقية، إحالتهم لمحكمة الجنايات.