قمة بلا لكمات أو أحضان.. أجواء إيجابية فى أول اجتماع جمع بايدن وبوتين.. اتفاق بين الرئيسين على استئناف حوار "الاستقرار" وتعزيز الأمن الإلكترونى.. واشنطن بوست: استراتيجية "التشاؤم" نجحت فى إظهار التقدم

الخميس، 17 يونيو 2021 03:30 م
قمة بلا لكمات أو أحضان.. أجواء إيجابية فى أول اجتماع جمع بايدن وبوتين.. اتفاق بين الرئيسين على استئناف حوار "الاستقرار" وتعزيز الأمن الإلكترونى.. واشنطن بوست: استراتيجية "التشاؤم" نجحت فى إظهار التقدم قمة بايدن وبوتين
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى أجواء طغى عليها الإيجابية رغم خفض التوقعات، عقد الرئيسان الأمريكى جو بايدن والروسى فلاديمير بوتين قمتهما الأولى أمس الأربعاء، فى مدينة جنيف السويسرية، التى جاءت فى ختام جولة بايدن الخارجية الأولى منذ توليه الحكم.

ورغم أجواء التوتر التى تسود العلاقات بين موسكو وواشنطن فى الفترة الأخيرة، والتصريحات الهجومية السابقة التى تبادلها مسئولو الطرفين على مختلف المستويات، إلا أن القمة خرجت بنتائج غير متوقعة بحديث إيجابى من كلا الرئيسين عن لقائهما وتوصلهما لاتفاق حول عدد من القضايا، وإن كانت الخلافات لا تزال قائمة فى قضايا أخرى.

فقد اتفق بايدن وبوتين على إعادة السفراء بين البلدين، وكان السفير الأمريكى لدى روسيا جون سوليفان والسفير الروسى لدى واشنطن أناتولى أنتونوف بعيدين عن سفارتيهما منذ أشهر، مما قوض الدبلوماسية فى وقت التوتر السياسى بين البلدين، واتفق الجانبان أيضًا على استئناف محادثات الاستقرار الاستراتيجيى المتوقفة منذ فترة طويلة لتخفيض مخاطر الصراع بين القوتين النوويتين، بحسب ما جاء فى البيان المشترك الصادر بعد الاجتماع.

وقرر الجانبان عقد اجتماعات خبراء لإجراء مشاورات حول الأمن الإلكترونى، لاسيما لتحديد أنواع البنية التحتية التى يجب أن تكون خارج حدود الهجمات الإلكترونية المدمرة، بحسب ما قال مسئولون أمريكيون أفادوا بأنه تم تسليم بوتين قائمة من 16 قطاعا تشمل الأغذية والزراعة والخدمات المالية والاتصالات وغيرها.

وعلقت صحيفة واشنطن بوست على القمة، وقالت إن استراتيجية بايدن للتشاؤم ساعدت على إظهار التقدم مع نظيره الروسى.

وقالت الصحيفة إن بايدن طوال مسيرته السياسية الممتدة على مدار أربعة عقود رأى الرؤساء الأمريكيين، واحدا تلو الآخر، يحاولون إحداث تحول فى العلاقات مع روسيا قبل أن يتركوا المنصب بخيبة أمل، ولذلك حاول فى أول اجتماع له كرئيس مع الرئيس الروسى ألا يكرر نفس الخطأ، فلم يقدم أى بوادر لإعادة ضبط العلاقة، كما أن تشاؤمه بشأن تغيير موقف بوتين فى قضايا مثل حقوق الإنسان كان يوجه أفعاله، وقال بايدن فى المؤتمر الصحفى بعد القمة إن هذا لا يتعلق بالثقة بل بالمصلحة الشخصية.

ولم يترك مساعدو بايدن شيئا للصدفة فى التجهيز لاجتماعه مع بايدن،كما تقول الصحيفة. فلتجنب إخفاق التوقعات، قللوا من احتمالية تحقيق إنجازات حتى ولو متواضعة، ولتجنب الظهور فى مظهر الضعف، تفاوضوا على أن يصل بوتين لمقر القمة أولا، وأنهوا فرص أن يبقى بوتين بايدن منتظرا بالظهور متأخر، وهى حيلة نفسية متكررة استخدمها بوتين. ولتجنب أى مفاجآت، قرروا عدم عقد مؤتمر صحفى مشترك.

ومع إبقاء التوقعات منخفضة، وهو ما تعزز بإنهاء المحادثات مبكرا، خرج بوتين وبايدن من الاجتماع بمفاجئة سارة وهى إحراز تقدم تدريجى حول عدة قضايا. وقال بوتين بعد القمة، لم يكن هناك عداوة، على العكس، حدث اجتماعنا بروح بناءة، بينما وصف بايدن اللقاء بأنه كان جيدا وإيجابيا.

وتقول واشنطن بوست إنه على الرغم من الاتفاقات التى توصل إليها الرئيسان فيما يتعلق بتبادل السجناء وغيرها، فاللقاء لا يشكل لحظة فاصلة، لكن المحللون يرون أنه يمثل تقدما فى قضايا مهمة للبلدين، وقال سام شاراب، المحلل الروسى فى مؤسسة راند الأمريكية، إنها كانت خطوات واضحة إلى الأمام، وبشكل عام، ربما تكون هذه أفضل نتيجة كانوا يتوقعونها.

من ناحية أخرى، وصفت وكالة أسوشيتدبرس قمة الرئيسين الأمريكى والروسى بأنها كانت بلا لكمات أو أحضان من الطرفين، وأنها كانت قمة "الكلمة العملية".

وأشارت الوكالة إلى أن بايدن وبوتين تبادلا الكلمات الودية، وخطا خطوات متواضعة بشأن الحد من التسلح والدبلوماسية، لكنهما خرج من القمة باختلافات عميقة بشان حقوق الإنسان والهجمات الإلكترونية والتدخل فى الانتخابات وقضايا أخرى.

ورأت الوكالة أن اتفاق عودة الدبلوماسيين الذى توصل إليه كلا الرئيسين مهم، لكنه بالكاد ما يغير العلاقة بين بلديهما، وأشارت إلى أن المحادثات التى استمرت ثلاث ساعات على ضفاف بحيرة جنيف تركت الرجلين واقفين بثبات فى نفس المواقف التى بدآ فيها.

فقد قال بايدن فى مؤتمر صحفى بعد القمة إنه ليس واثقا أن بوتين سيغير سلوكه، وأن ما سيغيره هو رد فعل باقى العالم إزائه.

وتابعت أسوشيتدبرس قائلة، إن بايدن جاء إلى القمة ليضغط على بوتين لاتخاذ إجراءات صارمة ضد تصاعد هجمات الأمن الإلكترونى وهجمات برامج الفدية الروسية، التى استهدفت الشركات والوكالات الحكومية فى الولايات المتحدة وحول العالم، لكن عندما انتهت القمة، لم يكن من الواضح أنه تم إحراز أكثر من تقدم سطحى.

إلا أن بايدن، وبرغم الخلافات الواضحة، أصر على أنه قد تم إحراز تقدم، ووصف الصحفيين بأنهم متشائمين للغاية خلال نقاش قبل أن يستقل طائرة الرئاسة للعودة إلى الولايات المتحدة، حيث قال بايدن: هناك قيمة لتكون واقعيا وتضع وجها متفائلا. وقال بايدن أنه وبوتين أمضيا وقتا كبير فى مناقشة الأمن الإلكترونى ويعتقد أن بوتين يفهم الموقف الأمريكى.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة