على مدار 57 عاما عاشتها مع زوجها الذى أنهكه المرض فى سنواته الأخيرة ساعدته فى كسب الرزق لتستلم العهد بعد وفاته وتظل تعمل لتربية الأبناء والإنفاق عليهم من عرق الجبين، فتظل بالساعات تعد وجبات الكشرى المنزلية فى بيتها الذى يكاد يكفى تواجدها وتقف بعربة كشرى صغيرة على ناصية الشارع.
يقبل الزبائن على شراء الكشرى الخاص بها لمذاقه المتميز وكذلك لتعامله المحبب للقلب مع الزبائن، فلا تتردد فى تقديم المساعدة لأحدهم وعرض طبق الكشرى بأى سعر يقدمه لها تنفيذا لوصية زوجها المتوفى بمساعدة الجميع ومد يد العون لهم وإطعام من يطلب الكشرى والحفاظ على عدم المغالاة فى السعر.
بضحكة وقناعة تؤكد السيدة العجوز، أن السر وراء الإقبال على الشراء البساطة والحفاظ على نظافة وجودة الكشرى والبركة والرضا بما قسمه الله لنا ولا شئ غير ذلك، وبنظرات الرضا تستكمل حديثها عن العمل فى صناعة الكشرى على مدار تلك السنوات لتصبح أقدم سيدة تعمل فى بيع الكشرى بقنا.
أقدم بائعة كشري
لم تكتفى دولت، بائعة الكشرى بقنا، بالعمل مع زوجها فقط بل حفظت الود إلى نهاية عمره، حيث ذهبت به إلى العديد من الأطباء بعد إصابته بالسكرى وبتر قدم الرجل وظلت تعالجه حتى توفى منذ 17 عاما، لتستكمل مسيرة العطاء وتحافظ على أسرتها وأبنائها التى استطاعت إتمام زيجاتهم الـ 6 والفرحة بالأحفاد.
وقالت دولت، بائعة الكشرى بقنا، إنها بدأت تعلم عمل الكشرى مع زوجها منذ ما يزيد عن 57 عاما وبعد مرضه بداء السكرى وبتر قدمه بدأت تعمل بمفردها على عربة الكشرى للإنفاق على أبنائها الذين كانوا فى مرحلة مبكرة من العمل وفى مراحل تعليمية مختلفة واستطاعت تربيتهم من العمل فى بيع الكشرى على العربة الصغيرة وداخل منزلها الضيق.
بائعة الكشري ونجلها
وأوضحت، أنها تقوم بتحضير الكشرى فى منزلها الصغير وتعد المكرونة والصلصة والبصل وغيرها من مكونات الكشرى ثم تبدأ فى البيع على عربة كشرى صغيرة متواجدة بالقرب من المنزل، بالإضافة إلى مساعدة ابنها الأكبر لها فى البيع على عربة الكشرى بعدما تمكن منها التعب وآلام العظام.
وأشارت بائعة الكشري، إلى أنها أنجبت 6 أبناء 3 بنات و3 بنين واستطاعت تربيتهم وتعليمهم من العمل فى مجال الشكرى وكذلك رؤية أحفادها، مؤكدة أن سر حب الناس للكشرى البركة وحب الصنعة والبيع للجميع حسب مقدرته وتنفيذًا لوصية الزوج بمساعدة الجميع وتقديم يد العون لكل محتاج وعدم المغالاة فى أسعار الكشري.
بائعة الكشري
وتمنت دولت، أن تحصل على عمرة لزيارة لرسول الله وكذلك توفير سكن مناسب لها، لافتة إلى أن الابن الأكبر يساعدها فى البيع فى الوقت الحالى ولا تتمنى سوى تلك الأمنيتين مكافأة لرحلة عطاء استمرت لأكثر من 50 عاما ساعدت خلالها الزوج فى بيع الكشرى وتعلمت الصنعة من بعده واستطاعت تربية الأبناء وزواجهم من بيع الكشري.
دولت فاوي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة