تستمر التحقيقات القضائية فى وفاة أسطورة كرة القدم دييجو مارادونا المتهم فيها فريقه الطبى المكون من 7 أطباء، والذين يمثلون أمام القاضى أورلاندو دياز وعدد من المحققيين الآخرين فى انتظار عقوبة بالسجن تتراوح بين 8 إلى 25 عاما.
طبيبة مارادونا
وفى مايو الماضى، اتهم فريق المدعين العامين فى سان إيسيدرو المسئول عن القضية 7 من الممرضين والأطباء بارتكاب جريمة تتمثل بالقتل العمد، كما تم منع السبعة متهمين من مغادرة البلاد.
وكان آخر المتهمين الذين مثلوا أمام القاضى الأرجنتينى، ماريانو أرييل بيروني ، المشرف ومنسق ممرضات مارادونا ، للإدلاء بشهادته وذلك بعد تلقى تصريحات من ريكاردو عمر ألميرون وداهيانا جيزيلا مدريد. كلاهما من الممرضات اللواتي جئن للسيطرة على العشرة خلال أيام الأسبوع.
أكد الثلاثة ممرضين الذين تم التحقيق معهم أن السيطرة على الحالة الصحية لنجم كرة القدم كانت معدومة، وأن فرص الحفاظ على صحته كانت قليلة ، واتفق الثلاث المتهمين على أن الأطباء هم المسئولون عن هذا.
ممرض مارادونا
وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إلى أن ماريانو بيرونى جلس أمام القاضى لمدة 6 ساعات، وقال إن الطبيبة النفسية أوجستينا كوزاكوف والطبيبة نانسي فورليني، هما من يتحملان المسئولية الأكثر، وذلك لأنه لم يأمر أحد منهما بفحص العلامات الحيوية للمريض.
وأشار ماريانو بيروني، البالغ من العمر 40 عامًا وهو رئيس الممرضين، الذين كانوا مع مارادونا في الأيام الأربعة عشر التي قضاها في تيجرى، إلى أن مسؤوليته الوحيدة هي التحكم في دخول وخروج الأفراد الخاضعين لإدارته، وأن الأوامر صدرت من الطبيبة النفسية أوجستينا كوزاكوف والطبيبة نانسي فورليني، مضيفا أن الاستشفاء المنزلي لم يكن كافيا. بالإضافة إلى ذلك ، نفى أنه قام بتزوير توقيع مارادونا على الوثيقة الطبية للخروج من المستشفى.
المتهيمن بقتل مارادونا
وفيما يتعلق بالاستشفاء المزعوم لمنزل تيجرى ، وافق بيروني على ما عبرت عنه الممرضات ألميرون ومدريد في تصريحاتهما يومي الاثنين والأربعاء الماضيين: "لم أكن أعرف أن المنزل مستأجر، وكان الحمام في الطابق العلوي ، على الأقل لم يكن مناسبًا لذوي الإعاقة الحركية ، كما كانت حالة المريض . لم يكن هناك حتى جهاز للقلب.
في سؤال آخر من أسئلة الادعاء ، تمت الإشارة إلى الطريقة التي تم بها تزويد دييجو بالأدوية. يتفق جميع الأشخاص الذين كانوا في المستشفى على أن كل من مساعده ماكسيميليانو بومارجو وابن أخيه جوناثان إسبوسيتو دخلوا الغرفة لإعطاء مارادونا الأدوية، ولذلك فلا أحد يستطيع التأكيد أنه يتناول الادوية إلا من قام بإعطاءه إياها.
وأضاف أن دوره اقتصر على تنظيم مناوبات عمل الممرضات وليس اتخاذ "إجراءات طبية". وأكد أنه يتحكم فقط في دخل ونفقات الموظفين إلى المنزل ، لكنه لم يدخل المنزل أبدًا. "كل تقرير تلقيته من الممرضات أرسلته إلى (الدكتورة نانسي) فورليني" ، بدورها ، منسقة الفريق. حاولت سي إن إن الاتصال بمحامي فورليني ، لكنها لم تتمكن حتى الآن من العثور على دفاع.
بالإضافة إلى ذلك ، أوضح بيروني أن أيا من الأطباء المسؤولين لم يطلب من الممرضات أخذ العلامات الحيوية لمارادونا. كما أشار ، "يجب على كل طبيب أن يشير إلى ذلك كتابة. مؤكدا : "فحص العلامات الحيوية كان من المفترض أن تتم كل بضع ساعات". لكن لم تكن هناك مثل هذه المؤشرات فى أى تقرير . إن الفحص الطبي هو أمر يقوم به المستشفى أو العيادة ، ولكن إذا كان المريض غير مسموح به الذهاب فإنه لابد من اخذ هذه المؤشرات فى المنزل ولم يتم تنفيذ ذلك".
أما داهيانا جيزيلا مدريد، وهى ممرضة مارادونا ، المسئولة عن الفترة النهارية ، فأكدت الخميس الماضى "الأطباء الذين رافقوه رفضوه السماح لها بالدخول لغرفته لأخذ إشارته الحيوية"، وكانت وتم التحقيق معها لأكثر من 5 ساعات"، بتهمة قتل مارادونا، وهى جريمة تؤدى إلى دخول السجن لمدة تتراواح بين 8 إلى 25 عاما.
وأكدت التحقيقات أن فريق مارادونا الطبى لم يعد قاصرا فحسب بل أنه كان يعلم بأن مارادونا يموت وتركه للموت ولم يفعل شئ، حيث إنه وفقا للجنة الطبية التابعة للادعاء الأرجنتيني فإن مارادونا كان يعانى لمدة 12 ساعة ولم يشعر به أحد.
وسيكون جراح الأعصاب ليوبولدو لوك ، الذي عينه الادعاء "طبيب أسرة" مارادونا ، آخر المتهمين الذين يدلون بشهادتهم،ومن المقرر يوم الاثنين 28 يونيو. قال لوكي مرارًا وتكرارًا في مقابلات إنه لم تكن طبيبة مارادونا ورفضت التهم الموجهة إليه.
كما أكدت مدريد، أن "الأطباء الذين رافقوه رفضوه السماح لها بالدخول لغرفته لأخذ إشارته الحيوية".
ممرضة مارادونا
وأشارت الصحيفة إلى أن داهيانا مدريد، المسئولة عن مارادونا خلال الفترة النهارية، غيرت من أقوالها أمام النيابة العامة الأرجنتينية خلال التحقيقات التى جرت فى الـ 6 أشهر الماضية أكثر من مرة، حيث فى البداية قالت إنها لم تدخل غرفة مارادونا، ولكن روت أنها كانت أول من قادت محاولات الإنعاش القلبى والرئوى التى لم تنجح لمارادونا فى ظهر يوم 25 نوفمبر بعد وصول كلا من الطبيب ليبولدو لوكى والطبيبة النفسية أوجستينا كوزاكوف.
وقامت النيابة الأرجنتينية باستدعائها مرة أخرى، بعد اكتشاف تقرير مكتوب بخط يديها، والذى من المعتاد كتابته يوميا عن حالة مارادونا، والذى فيه قالت إنها حاولت فى صباح يوم وفاته أن تدخل لمارادونا وتقوم بالكشف عليه ولكنه رفض، وفى الشهادة الثانية، أقرت أن هذا التقرير كاذب وأنها اضطرت إلى كتابة ذلك بعد أن طلب مشرفها ماريانو أربيل بيرونى، أحد المتهمين الآخرين، بذلك، وهو الذى يتم استدعاؤه أمام المحكمة يوم الجمعة المقبلة.
وكان الأول الممرض ريكاردو ألميرون ، أحد المتهمين السبعة ، الاول فى التحقيقات، وقال: "رأيت مارادونا آخر مرة الساعة السادسة والنصف صباحا من الباب"، مضيفا: "فكرة الاستشفاء فى المنزل لحالة مثل مارادونا.
وأضاف ألميرون أمام القضاء الأرجنتينى: "لقد طلبت جهاز مراقبة للقلب وأنبوب أكسجين ومزيل الرجفان وأسلاك تمديد وأمصال لكنهم لم يعطوها لى أبدًا، كما طلبت جهاز مراقبة ضغط الدم وجهاز مراقبة ضغط الدم، والتى لم تصل إلا بعد 3 أيام من وصولى إلى المنزل ".
وفيما يتعلق بالساعات التى سبقت وفاة مارادونا، أوضح أنه فى الليلة السابقة ذهب إلى غرفة دييجو حوالى الساعة العاشرة مساءً، وأخذ علاماته الحيوية وأعطاه الدواء. كانت تلك آخر مرة رأيته فيها حياً. وفى اليوم التالى الساعة 6.30 قبل مغادرتى رأيت مارادونا من مسافة بعيدة من الباب.