كتب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، مقالة نشرت فى صحيفة "دى تسايت" الألمانية اليوم الثلاثاء، حملت عنوان "لنكن منفتحين، رغم الماضى"، وذلك تزامنًا مع الذكرى الثمانين لبداية الحرب الوطنية العظمى (1941-1945).
وقال الرئيس الروسى فى المقال - الذي نشرت وكالة أنباء "تاس" الروسية مقتطفات منه مترجمة إلى اللغة الإنجليزية - "في 22 يونيو 1941، أى قبل 80 عامًا بالضبط، قام النازيون، بعد أن احتلوا عمليًا كل أوروبا، بمهاجمة الاتحاد السوفيتي. بالنسبة للشعب السوفيتي، بدأت الحرب الوطنية العظمى - الأكثر دموية في تاريخ بلادنا. فقد عشرات الملايين أرواحهم، وتعرضت الإمكانات الاقتصادية للبلاد وممتلكاتها الثقافية لأضرار بالغة".
وأضاف "نحن فخورون بشجاعة وصمود أبطال الجيش الأحمر وعمال الجبهة الداخلية، الذين لم يدافعوا فقط عن استقلال وكرامة وطننا، ولكن أيضًا أنقذوا أوروبا والعالم من الاستعباد. إن ذكرى الأبطال الذين قاتلوا ضد النازية مقدسة بالنسبة لنا".
وتابع "نتذكر بامتنان حلفاءنا في التحالف المناهض لهتلر، والمشاركين في حركة المقاومة، والألمان المناهضين للفاشية، الذين عملوا على تقريب انتصارنا المشترك".
وأشار بوتين إلى أن حقيقة الحرب الوطنية العظمى هي أن الجيش الأحمر قدم إلى ألمانيا في مهمة تحرير قائلًا:"على الرغم من محاولات إعادة كتابة صفحات الماضى التي تجري اليوم، فإن الحقيقة هي أن الجنود السوفييت جاءوا إلى ألمانيا لا للانتقام من الألمان، بل في مهمة تحرير نبيلة وعظيمة".
وتحدث الرئيس الروسي عن علاقات بلاده مع أوروبا قائلًا: "أكرر أن روسيا تؤيد استعادة شراكة شاملة مع أوروبا. لدينا العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وتشمل هذه الموضوعات الأمن والاستقرار الاستراتيجي، والرعاية الصحية والتعليم، والرقمنة، والطاقة، والثقافة، والعلوم والتكنولوجيا، وحل المناخ والبيئة".
وأضاف "نحن منفتحون على التفاعل الصادق والبناء. وهذا ما تؤكده فكرتنا المتمثلة في إيجاد فضاء مشترك للتعاون والأمن من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، يشمل أشكال مختلفة من التكامل، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والاتحاد الاقتصادي للمنطقة الأوروبية الآسيوية".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن نظام الأمن الأوروبي تدهور بشكل كبير وأن مخاطر حدوث سباق تسلح جديد أصبحت أكثر واقعية، وأن الجانبين يضيعان الفرص الهائلة التي يمنحها التعاون، والتي تكتسب أهمية أكبر الآن في ظل التحديات المشتركة وذكر منها على سبيل المثال "الجائحة وتبعاتها الاجتماعية والاقتصادية الوخيمة".
وكتب بوتين "لماذا يحدث هذا؟ والأهم من ذلك، ما هي الاستنتاجات التي يجب أن نستخلصها معًا؟ ما هي دروس التاريخ التي يجب أن نتذكرها؟".
وتابع "أعتقد، أولاً وقبل كل شىء، أن التاريخ الكامل لأوروبا الكبرى بعد الحرب يؤكد أن ازدهار قارتنا المشتركة وأمنها لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال الجهود المشتركة من جميع البلدان، بما في ذلك روسيا، لأن روسيا هي واحدة من أكبر الدول في أوروبا، ونحن ندرك ارتباطنا الثقافي والتاريخي الوثيق بأوروبا ".
وفى السياق نفسه، وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، خلال مراسم إحياء الذكرى الـ 80 لبدء الغزو النازي في الحرب الوطنية العظمى، وفقا لقناة "روسيا اليوم" الإخبارية، يوم بداية الحرب الوطنية العظمى بالـ"ثقيل" و"المأساوي" ولا يزال يتردد صداه سخطا وحزنا في قلوب جميع الأجيال؛ وتلك السنوات الرهيبة محفورة في الذاكرة".
وأضاف بوتين أنه: "قبل 80 عاما بدأت الحرب الوطنية العظمى، وكبر أحفاد أولئك الذين فى عام 1941 من الدقائق الأولى لهجوم النازيين الغادر وقفوا مثل جدار للدفاع عن وطنهم".