قال الدكتور طارق يوسف، أستاذ الباطنة والجهاز الهضمى بطب عين شمس، مدير مستشفى عين شمس الجامعى، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع": "إن أعراض فيروس كورونا التى نراها حاليا تختلف عن الأعراض التقليدية التى كانت تظهر بالجهاز التنفسى من قبل".
د طارق يوسف
وأوضح أن فيروس كورونا يأتى بأعراض معوية أو أعراض بالجهاز الهضمى مثل آلام بالبطن، وارتفاع بدرجة الحرارة لمدة يوم أو يومين، ثم آلام بالبطن وقيء وآلام مستمرة تختلف من مريض لآخر، مع وجود نزلة معوية وارتفاع فى درجة الحرارة، وأنه لا بد من عمل التحاليل، والتفكير فى إمكانية الإصابة بفيروس كورونا.
استرازينيكا
وعن كيفية التفرقة بين فيروس كورونا والنزلة المعوية قال: "إن مريض النزلة المعوية قد يصاب بها لمدة يوم أو يومين فقط، ولكن مريض كورونا تستمر معه النزلة المعوية ويشعر بالإعياء المستمر والشعور بالإجهاد، وآلام المفاصل والارهاق"، موضحا أن الإرهاق والإجهاد المستمر هى الأعراض السائدة المنتشرة لفيروس كورونا، والتى يشعر بها جميع مرضى كوفيد 19، فالمريض يصاب بالإسهال والقيء والهزلان والشعور بالتعب وعدم القدرة على القيام بوظيفته وعدم القدرة على المشى، حيث إن هذه الأعراض لا يمكن أن تكون نزلة معوية فقط، لذلك لا بد من التنبيه على الأطباء أن هذه الأعراض هى كورونا ويمكن عدوى الآخرين حوله.
لقاحات كورونا الموجودة فى مصر آمنة
وقال: "إن هذه العدوى يمكن أن تنتقل للآخرين عن طريق استعمال الأدوات، وليس من خلال الجهاز التنفسى، فالمريض الذى اعتاد أن يشرب من كوب يمكن أن يعدى الآخرين من خلال الأكل والشرب، ويكون التلوث من خلال البراز واستعمال دورة المياه بعد المريض مباشرة وبدون تعقيم حيث يكون التلوث من خلال الإخراج".
وأوضح د. يوسف: "المريض يمكن أن يتناول العلاجات التى تزيد من مناعتهم ولكن المضاد الحيوى لا يفيد المريض فى هذه الحالة، ويمكن عمل أشعة مقطعية للاطمئنان على عدم إصابة الصدر، حيث إنه يمكن الإصابة بأعراض معوية ثم تنقلب إلى أعراض بالصدر، ويمكن أن يتناول المريض العلاج فورا قبل أن يشعر بضيق بالتنفس والدخول فى مضاعفات الفيروس، ويحدث نقص فى الأكسجين، وأول ما يشعر المريض النهجان وارتفاع فى درجة الحرارة وفى هذه الحالة لا بد من عمل أشعة على الصدر"، مشيرا إلى أن كثيرا من المرضى الذين يصابون بنزلة معوية وارتفاع فى درجة الحرارة يفقدون حاستى الشم والتذوق، موضحا أن فقدان حاسة الشم والتذوق ليست حالة عامة ولا تحدث فى كل الناس، ومهم جدا الاطمئنان على عدم حدوث جلطات، موضحا أن الوقاية من الجلطات أمر مهم جدا.
وقال د. يوسف: "إن مضاعفات كورونا كثيرة، حيث يمكن أن تحدث أعراض عصبية مثل التنميل فى القدمين ويبدأ الجهاز المناعى مهاجمة الجهاز العصبى بعد التعافى من كورونا خلال من أسبوع إلى 10 أيام".
وعن الفطر الأسود قال أستاذ الباطنة والجهاز الهضمى بطب عين شمس: "الفطر الأسود موجود من زمان، وهى حالة نادرة لا تنتقل من شخص إلى شخص، وهو موجود فى التربة والمأكولات المتعفنة الفاسدة، وبدأنا نراه كثيرا فى مرضى كورونا نتيجة ضعف جهاز المناعة، نتيجة تناول أدوية الكورتيزون، وفى مرضى السكر غير المنتظم، حيث يكونون أكثر قابلية للإصابة بالفطر الأسود"، مؤكدا أن العدوى الفطرية لا تنتقل من شخص إلى شخص وهى لا تأتى مع كورونا بل هى نتيجة مضاعفات كورونا، نتيجة ضعف المناعة، وهى نادرة الحدوث ولا بد أن يكون لدى الأطباء توعية بكيفية تشخيصها مبكرا، لأن تشخيصها مبكرا يكون علاجها أفضل وتتوافر الأدوية إذا تم اكتشافها مبكرا لأنه إذا لم يتم اكتشافها مبكرا وحدثت مضاعفات فهى تحدث من اليوم السابع إلى اليوم الــ 14 بعد التعافى من فيروس كورونا، وتبدأ دائما بالجيوب الأنفية والجهاز التنفسى والمخ، وهناك نوع يصيب بالجلد ونوع يصيب بالجهاز الهضمى، والأكثر شيوعا هو الذى يصيب بالجيوب الأنفية، والعين، مؤكدا أنه لا بد من تشخيصه مبكرا وتوعية الأطباء.
محدش يخاف من اللقاح
وقال الدكتور طارق يوسف: "إن الفطر الأسود له أعراض مثل سقوط جفن العين، وفقدان الإحساس بجزء من الوجه، وحدوث تورم وعدم قدرة المريض على تحريك العين، وجحوظ العين والوجه، ويمكن الشعور بالورم واحمرار وحدوث ندبة صغيرة سوداء حول الأنف، وهذا يدل على بداية موت لبعض الأنسجة، وينتشر هذا السواد فيما بعد حول سقف الفم نفسه، ويحدث فيه التهاب وتآكل، واللون الأسود ينتشر ليصل إلى الفم، لذلك لا بد من تقوية جهاز المناعة، وإذا كان المريض يعانى من السكر فلا بد من ضبط مستوى السكر فى الدم ومنع حدوث حموضة بالدم، والذهاب إلى طبيب العيون أو طبيب الأنف والأذن حسب الأعراض التى يصاب بها مع ضرورة تناول الأدوية التى تقوى جهاز المناعة، وعمل محلول ملحى للأنف لتجنب حدوث مضاعفات شديدة.
وأضاف: "العلاج موجود بمجرد تشخيصه، حيث يتم أخذ عينة من الأنف وعمل منظار للرئة لمعرفة مدى الإصابة بالفطر الأسود، ويأخذ العلاج المناسب وهذا الفطر هو شاعل الناس وحدثت ضجة إعلامية بسببه وهو من الفطريات الموجودة منذ القدم".
وأوضح الدكتور طارق يوسف أن بروتوكول علاج كورونا يتم مراجعته حاليا ويتم عمل توصيات جديدة لاستخدام الكورتيزون عدم الحاجة فقط، وإعطاء الجرعات المناسبة لكل مريض مع متابعة المريض الذى تناول جرعات كبيرة من الكورتيزون، لتجنب حدوث مضاعفات شديدة، ويكون تحت إشراف طبى، مؤكدا أنه لا يوجد بروتوكول واحد لكل الناس.
وأضاف أن مستشفيات جامعة عين شمس بها مستشفيات للعزل مثل مستشفى العبور التخصصى، ومستشفى المسنين، وجزء من رعاية مستشفى الباطنة، والمستشفى الميدانى، مؤكدا أن لدينا بروتوكولا مع تخصيص العلاج لكل مريض، والبروتوكولات تطبق على أعلى مستوى وتشمل على الرعاية المركزة والمتوسطة ومنذ أن بدأنا التعامل مع كورونا استقبلنا مرضى من كل مكان.
وأكد أن كل اللقاحات الموجودة فى مصر آمنة، مضيفا: "محدش يخاف من اللقاح، والكل يذهب لتلقى التطعيم وهى الوسيلة الوحيدة لوقف انتشار فيروس كورونا، وأن المضاعفات التى نسمعها ونخاف منها تحدث فى أى مكان فى العالم، وإذا كان المريض يعانى من حالات طبية خاصة أو يأخذ بعض العلاجات يمكن استشارة الطبيب، ومرضى السكر والضغط يمكنهم تناول لقاح كورونا لأنهم من فئات المرضى الأكثر عرضه للإصابة بفيروس كورونا".
وأوضح أن الفئات الخاصة هى التى يجب أن تسأل عن إمكانية تناولها للقاح، مثل مرضى زراعة الكلى أو الكبد، والذين يتناولون أدوية السيولة أو الذين يتناولون الأدوية البيولوجية، وهناك تحديث للبروتوكولات، ويوجد خطوط استرشادية.
وأشار إلى إنه عند الشعور بالإرهاق والتعب المفاجئ والشعور بعدم القدرة على مزاولة العمل والشعور بآلام بالعضلات والجسم، يجب ألا يفسر ذلك بأنه كان ينام تحت المروحة، أو أخذ دور برد فهذه هى بداية الإصابة بفيروس كورونا، ويجب ألا يعيش المريض دور الطبيب فى التشخيص، فقد يصاب المريض بالكحة أو الإسهال، ويمكن أن تكون الأعراض شديدة، مضيفا: "أرجوكم اتعالجوا بدرى.. محدش ينتظر إلى أن يصبح بحاجة إلى الرعاية المركزة".
وقال إنه فى ظل جائحة كورونا يتم استقبال مرضى كورونا الذين يحتاجون إلى الجراحة بمستشفى العبور التخصصى، ويتم عزل المريض إذا كان مصابا بالفيروس، مضيفا: "الطوارئ تعمل خلال 24 ساعة، ولدينا ما يسمى بالفرز عند الاشتباه بفيروس كورونا والمريض غير المصاب يدخل الى الأقسام العادية إذا لم يكن يعانى من اشتباه أو الإصابة بفيروس كورونا"، مؤكدا أن مستشفى الدمرداش يستقبل جميع المرضى، وكل الأقسام تعمل بكل طاقتها والفرز هو الذى يحدد المكان الذى يتم علاج المريض فيه، مؤكدا أن الشىء الوحيد الذى يكسر الموجات المتتالية لفيروس كورونا هو التطعيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة