بعد النجاح الذى حققه الجزء الأول من مذكرات الكاتب الكبير محمد سلماوى بعنوان "يوما أو بعض يوم" والصادر عن دار الكرمة، تطرح الكرمة فى معرض الكتاب الجزء الثانى بعنوان "العصف والريحان"، والذى يواصل فيه الكاتب الكبير تلك الضفيرة النادرة التى يجيدها والتى يربط فيها بين أحداث حياته الشخصية والأحداث الوطنية الكبرى التى شكلت تاريخ مصر فى الفترة من مقتل الرئيس السادات عام 1981 وتولى الرئيس مبارك إلى قيام ثورة 25 يناير 2011 وصعود وسقوط حكم الأخوان ثم إقرار دستور 2014م، الذى شارك سلماوى فى كتابته وكان المتحدث الرسمى باسم لجنة الخمسين التى وضعته ووضعت معه مصر على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخها.
العصف والريحان
يروى لنا الكاتب محمد سلماوى مذكراته من منظور شخصى يهتم فيها بالتفاصيل الإنسانية التى كثيرا ما تغفلها كتب التاريخ، فيمضى بنا من خفايا بيروقراطية العمل الحكومى حين كان وكيلا لوزارة الثقافة إلى الصراعات، التى احتدمت على إثر فوز أديبنا الأكبر نجيب محفوظ بجائزة نوبل، ومن كواليس معاركه مع الرقابة حول عروضه المسرحية إلى المواجهات العاصفة التى شهدتها الجلسات السرية للجنة الدستور، وقد أتاحت له مختلف المواقع الرسمية والشعبية التى تبوأها أن يعايش ذلك التاريخ ويتفاعل معه على المستويات السياسية والثقافية والصحفية على حد سواء، كما اتسعت دائرة معارفه لتضم كبار الشخصيات المصرية والأجنبية، مثل ملك السويد ورئيس البرتغال وآرثر ميللر والأميرة مارجريت وعبد الرحمن الشرقاوى وأسامة الباز وألفريد فرج وغيرهم، وهو يدلل على وقائع روايته والتى يكشف عن بعض تفاصيلها لأول مرة بالوثيقة الخطية أو القصاصة الصحفية أو بإحدى الصور الفوتوغرافية النادرة التى أخرجها من أرشيفه الخاص والتى يزيد عددها فى الكتاب عن المائة صورة.
وكان محمد سلماوى قد حصل أخيرا على جائزة النيل فى الآداب وهى أكبر الجوائز التى تمنحها مصر.