احتفى مهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، الذى يقيمه المركز القومى للسينما برئاسة السيناريست «محمد الباسوسى»، بعدد من النجوم المصريين الذين قاموا ببطولة الأفلام القصيرة، وذلك على هامش فعاليات الدورة الـ22 التى يرأسها الناقد السينمائى عصام زكريا، ومن أبرز النجوم الذين احتفى بهم المهرجان، النجمة الكبيرة صفية العمرى التى قامت ببطولة الفيلم الروائى القصير «كان لك معايا» إخراج روجينا بسالى، وإنتاج المركز القومى للسينما، وقد حصدت من خلاله «العمرى» جائزة أفضل ممثلة بمهرجان فاتن حمامة السينمائى الذى أقيم بلندن.
صفية العمرى من أبرز نجمات السينما المصرية، وتمتلك رصيدا سينمائيا ضخما، وقدمت من خلال فيلم «كان لك معايا» دورا متميزا، حيث جسدت شخصية مصممة أزياء مصرية صديقة لسعاد حسنى، وهى التى تصمم لها ملابسها وفى نفس الوقت تحب ضابطا، لكن الظروف تمنع زواجهما، فيتزوج الضابط وتمر السنوات لكنه يعود إليها بعد فترة زمنية كبيرة ويطلبها للزواج ليستعيد العاشقان حبهما الأول.
قدمت صفية العمرى العديد من الأفلام المهمة فى تاريخ السينما المصرية، حيث اكتشفها المنتج رمسيس نجيب وقدمها فى أول بطولة سينمائية فى فيلم «العذاب فوق شفاه تبتسم» أمام الفنان محمود ياسين، ومن هنا انطلقت مسيرتها الفنية وتوالت الأفلام لتصل إلى 100 فيلم، من أهمها المهاجر والمصير مع يوسف شاهين، والبداية والمواطن مصرى مع صلاح أبو سيف، ونالت العديد من الجوائز فى الكثير من المهرجانات الدولية والعربية، وشاركت كعضو لجنة التحكيم فى العديد من المهرجانات، واختارها مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة، رئيسا للجنة تحكيم الأفلام الطويلة فى دورته الخامسة، والتى ستعقد فى الفترة من 24 إلى 29 يونيو الجارى.
وفى عالم الدراما قدمت صفية العمرى العديد من الأعمال الناجحة، من أشهرها ليالى الحلمية، حيث قدمت دور نازك السلحدار، وشاركها البطولة يحيى الفخرانى فى دور سليم البدرى، وفردوس عبدالحميد فى دور أنيسة بدوى، وصلاح السعدنى فى دور سليمان غانم، وسهير المرشدى فى دور سماسم العادلى، وحسن يوسف فى دور توفيق البدرى، وأيضا مسلسل هوانم جاردن سيتى، بالمشاركة مع حسين فهمى فى دور عمر عز الدين، وهشام سليم فى دور محسن الشاذلى، وعبلة كامل فى دور شكران الشاذلى، وعزت أبو عوف فى دور حسين الشاذلى، وليلى فوزى فى دور أمينة هانم.
«تليفزيون اليوم السابع» التقى النجمة صفية العمرى، وتحدث معها عن العديد من الأمور منها احتفاء مهرجان الإسماعيلية بها وعرض فيلمها «كان لك معايا»، إضافة إلى الأعمال الخيرية التى تسهم فيها وكونها أول سفيرة عربية للنوايا الحسنة، وفكرة تجاهل الأعمال الفنية للنجوم فى مراحل عمرية متقدمة.
فى البداية كيف وجدت تجربتك مع مهرجان الإسماعيلية واحتفاءه بك، خاصة فى ظل الصعوبات التى واجهت الدورة للخروج هذا العام فى ظل قيود فيروس كورونا؟
مهرجان الإسماعيلية مهرجان مختلف وله مذاق وطعم خاص وعاد بعد تأجيل بسبب قيود فيروس كورونا، والفضل يعود إلى وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، والتى ساهمت بشكل كبير فى ظهور الدورة بهذا الشكل، إضافة إلى محمد الباسوسى رئيس المركز القومى للسينما، والناقد عصام زكريا، وجميع العاملين على المهرجان من تحدوا ظروف كورونا، ليخرج المهرجان بشكل جيد ويحافظ على مكانته ورونقه، وحقيقة مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة هذا العام مختلف ومنور وبه زخم كبير وسجادة حمراء للنجوم وتركيز إعلامى جيد جدا، ويا رب مهرجانات مصر كلها تكون على قدر كبير من الجمال والتنظيم.
ما الذى جذبك لقبول دور «ليلى» فى فيلم «كان لك معايا»؟
انجذبت للعمل لأن تركيبته الدرامية ثرية، والشخصية بها تحد كبير، وأنا أحب هذا النوع من الأعمال، لأن مثله مثل المصير والمهاجر كانت شخصيات أيضا بها تحد ومختلفة ومساحة الدور تساعدك على إظهار قدراتك التمثيلية والفنية، والأداء فى «كان لك معايا» كان بعيدا عن شخصية صفية العمرى.
هل التحدى الموجود بالشخصية هو الذى جعلك تقبلين على العمل أم مكانة سعاد حسنى فى قلبك؟
«مين فينا سعاد حسنى ملهاش مكان فى قلبه»، لكن أنا عملت الدور من وجهة نظر الشخصية التى أقدمها وليس من وجهة نظرى كصفية، والشخصية كان لها انفعالاتها وأحاسيسها، فهى امرأة ليست منجرفة وراء مشاعرها.
بعد تجربة فيلمك «كان لك معايا» مع المركز القومى، كيف وجدتيها؟
أحب أعمال المركز القومى للسينما، والأفلام القصيرة فيها تركيز وتكثيف للمشاعر وأنا سعيدة بهذه التجربة وسعيدة أيضا بتجربة فيلم «5 جنيه» القصير، وكرمت عنه أيضا بجوائز، وفخورة بفيلم «خمسة جنيه» لأنه يدرس فى كلية الطب بقسم أمراض الشيخوخة وأصبح مادة للدراسة فى إحدى جامعات لندن، وأنا أحب المشاركة فى هذه الأعمال وأحب المساهمة مع الشباب لأنهم يتميزون بالشغف.
وإذا اقتبسنا اسم فيلمك، من كان له معك أجمل حكاية؟
كل من دخل حياتى فى عمل فنى هم أجمل حكاية، كل واحد فيهم له حكاية جميلة فى حياتى.
ما هى حكاية إجادتك للغة الروسية؟
من زمان وأن أحب اللغة الروسية، ودراسة اللغة بالطبع تحتاج لممارسة، وأنا أمارسها عندما أسافر روسيا، مثلما حدث عندما كنت عضو لجنة تحكيم فى مهرجان، فمارست اللغة هناك، وأنا عندما أسافر أحب أن أذاكر البلد التى أزورها، وأتعرف على تاريخ البلد وأدبائها وأبرز الفنانين والشخصيات المشهورة هناك، وعندما ذهبت إلى قازان، صعدت على المسرح ورحبت بالجمهور بما تيسر لى من اللغة الروسية، وتحدثت عن الأدباء والعلماء المشهورين هناك وذكرت أسماءهم وأهميتهم فى التاريخ واللغة والأدب.
ما السر فى هذا الحب للغة الروسية، فهى لغة صعبة؟
الأدب الروسى هو الذى جعلنى أحب اللغة، أنا اعشق أدب أليكسى نيكولايفيتش تولستوى وأعمال ستانيسلافسكى، وكنت أحب الترجمات وشعرت بأنها أحيانا تغير المعنى، ولذلك أحببت اللغة وتعلمتها حتى أستطيع أن أفهم المعنى الحقيقى للأدب وأفهم ثقافتهم وأستمتع برواية آنا كارينينا، ومن عشقى للأدب أحببت تعلم اللغة رغم أنها صعبة جدا فى الكتابة.
قدمت خلال حياتك أكثر من 100 فيلم، كيف ترين هذا التاريخ، وهل لديك أحلام تسعين لتحقيقها؟
الأحلام لا حدود لها، ولكن لدى حنين لكل من مروا فى حياتى، كل واحد منهم ترك بصمة فى قلبى، وربنا يكرم «اللى عايش ويرحم اللى رحل وهو موجود فى حياتنا»، جميعهم يعيشون بيننا ونشاهد أفلامهم القديمة، الفنان يموت بجسده فقط، وأتذكر فيلم «البيه البواب» فهو من أحلى أفلامى وأحلى ذكريات لفيلم كانت فى «البيه البواب»، عمل لا تمل من مشاهدته ومن الأفلام المحبوبة لدى، وأنا سعيدة أنه فى تاريخى، رغم أننى لا أحب كلمة تاريخى لأنها أصبحت مستهلكة، وهناك ناس تستخدمها بابتذال، يكون فنان «لسه طالع امبارح ويقولك تاريخى»، أنا أحب أن أقول مشوارى، لأن به كفاح وتضحيات وصعوبات وتعب سنين، وفى النهاية أقول الحمد لله تعب السنين والمشوار متعلق على حيطان بيتى شهادات وجوائز.
تم اختيارك كأول سفيرة للنوايا الحسنة من الوطن العربى منذ سنوات وتقدمين العديد من الأعمال الخيرية، فكيف كانت تجربتك؟
المفروض إن الأعمال الخيرية يقدمها الفنان وغير الفنان، كل إنسان ربنا خلقه لازم يكون له دور فى الحياة حتى ولو بكلمة أو بطبطبة، مسحة دمعة أو مساهمة حتى لو بشىء بسيط، حتى ولو بكلمة مواساة أو نصيحة، نجوم العالم فى الخارج لديهم جمعيات خيرية ومؤسسات داعمة للفقراء، والفنانون المصريون ليسوا أقل من أى فنان عالمى، لا بد أن يكون لهم دور فى الحياة، «الحياة مش بس أكل ونوم وشغل ومنافسة وخلاص»، لا بد أن تكون للفنان بصمة فى الحياة يشارك الناس آلامهم، ربنا خلقنا لدور وقضية، ونصيحتى للفنان: «بلاش تعيش لنفسك متبقاش مهموم بس بأنك مستنى دور أو مشغول بدور انزل اعمل دورك فى المجتمع، دور إنسانى».
كيف ترين غياب الأدوار التى تكتب للنجوم فى مراحل سنية متقدمة؟
العالم كله لا يهمل الفنانين فى مراحل سنية متقدمة مثل النجم أنتونى هوبكنز فى فيلم The Father، من إخراج فلوريان زيلر، ونال عنه جائزة الأوسكار، وسبق ونال هوبكنز العديد من الجوائز منها البافتا وإيمى وسيسل بى دوميل، وفيلم «تشرشل» بطولة براين كوكس، هو أيضا قدم العمل فى مراحل متقدمة.