"لَيْسَ أنتم أخترتمونى بل أنا أخترتكم".. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بصوم الرسل.. ممنوع اللحوم الحمراء ومنتجاتها و‌الدواجن والبيض و‌الألبان حتى 4 أبيب.. الأسماك والزيت متاحان يوميا عدا الأربعاء والجمعة

الأربعاء، 23 يونيو 2021 06:00 ص
"لَيْسَ أنتم أخترتمونى بل أنا أخترتكم".. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بصوم الرسل.. ممنوع اللحوم الحمراء ومنتجاتها و‌الدواجن والبيض و‌الألبان حتى 4 أبيب.. الأسماك والزيت متاحان يوميا عدا الأربعاء والجمعة الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بصوم الرسل
كتب: محمد الأحمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

احتفلت الكنيسة الأرثوذكسية أول أمس الإثنين بأول صوم الرسل، والذى يستمر لمدة 21 يوما، حتى الحادى عشر من يوليو المقبل، حيث كان أول صيام تصومه الكنيسة، لأن الرسل صاموا هذا الصيام، ولكنه ليس أهم صيام فهو أول صيام من جهة التاريخ، فأهم صيام فى الكنيسة هو الصوم الذى صامه السيد المسيح نفسه.

اختيار الأباء الرسل

جاء اختيار الأباء الرسل من قبل السيد المسيح نفسه فهو الذى اختارهم بنفسه وقال لهم: "لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ وأرسلتكم لتصنعوا ثمرًا ويدوم ثمركم وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ فجميعهم كانوا مختارين من الرب، وجاء ذلك فى إنجيل يوحنا.

وأختارهم المسيح من نوعيات مختلفة، حيث اختار يوحنا الحبيب الرقيق الذى يتكئ على صدره، واختار بطرس الرسول الشديد الذى يتدخل فى كل مناسبة ويتكلم سواء كان كلامه خطأ أم لا،  مثلما حدث عندما قال السيد المسيح للتلاميذ: "كلكم تنكروننى هذه الليلة" (كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ) فتدخل بطرس وقال: "أبدًا ولو أدى الأمر أن نموت معك"، حيث كان بطرس يتكلم  بحماس ومرة أخرى عندما قال السيد المسيح: "سيقبِض علي رؤساء الكهنة.... وغيرهم، ويقتلوننى وفي اليوم الثالث أقوم" فرد بطرس سريعًا: "حاشاك يا رب" "لن يحدث هذا أبدًا"، فرد عليه السيد المسيح: "اذهب عنى يا شيطان أنت تفكر فيما للناس وليس فيما لله" (اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ) أى أن السيد المسيح اختار هذا الرجل القوى المندفع الذي أحيانًا يكون على حق فى كلامه وأحيانًا يخطئ واختار يوحنا الهادئ الناعم، واختار توما الشكاك الذي قال: "لا يمكن أن أصدق إلا عندما أضع إصبعي مكان المسامير".

فرق الرسل الذين اختارهم السيد المسيح

أولًا: فرقة الإثنى عشر رسولًا.

ثانيًا: السبعون رسولا الذين اختارهم السيد المسيح بعد ذلك، ومنهم مارمرقس، ولوقا الإنجيلى، ومنهم برنابا،... إلخ، ويضاف أيضا للرسل فيما بعد النوع الثالث.

ثالثًا: شاول الطرسوسى الذى كان مضطهدًا للكنيسة وأصبح عمود من أعمدة الكنيسة.

وإلى جوار الناس الذين كانوا بسطاء فى تعليمهم مثل مار بطرس ومار يوحنا كان أيضًا من ضمن الرسل من كان لهم ثقافة كبيرة، خاصة من الرسل السبعين، فمرقس الرسول يقال عنه أنه كان مثقفًا جدًا وكان إلى جوار اللغة العبرانية التى يتقنها يعرف أيضًا اللغة اليونانية ويعرف أيضًا اللغة اللاتينية لغة الرومان، ولذلك فى بعض كتب الكاثوليك يقولون أن مرقس كان يترجم لبطرس لأن معرفته كبيرة باللغة ولوقا كان طبيبًا وكان رسامًا أى له فى الناحية الفنية وله فى الناحية العلمية.

المأكولات والمشروبات فى صوم الرسل

صوم الرسل ليس صوما صارماً مثل الصوم الكبير أو صوم السيدة العذراء، لكنه يستلزم الصيام من اللحوم الحمراء و‌الدواجن ومنتجات اللحوم والبيض و‌منتجات الألبان والأسماك والزيت، وذلك بالنسبة للكثير من الأقباط الأرثوذكس، ويُسمح بالأسماك والنبيذ والزيت فى جميع الأيام ما عدا يومى الأربعاء والجمعة، وبعض الأرثوذكس الآخرين، مثل الأنطاكيين، لديهم قواعد أكثر صرامة، مع السماح للأسماك فقط فى عطلات نهاية الأسبوع المحددة، وقواعد الصوم مماثلة لتلك التى لوحظت أثناء صوم الميلاد، كما فى مواسم الصيام الثلاثة الأخرى من سنة الكنيسة.

وفى بعض الأماكن، تتشابه الخدمات فى أيام الأسبوع أثناء صوم الرسل مع الخدمات أثناء الصوم الكبير (مع بعض الاختلافات)، وتؤدى العديد من الكنائس والأديرة فى التقليد الروسى خدمات الصوم الكبير فى اليوم الأول على الأقل من صوم الرسل.

الصيام فى الكنيسة الأرثوذكسية

تصوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من أول يوم اثنين بعد عيد العنصرة حتى 4 أبيب حسب التقويم القبطى، وبعد ذلك يلي عيد الرسل.

وصامت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية أيضاً من أول يوم اثنين بعد عيد العنصرة حتى 29 يونيو، لكن مجلس حمص، الذي عقد عام 1946، اختصر الصيام ببدء الصيام فى 26 يونيو.

وفى الكنيسة المارونية، تم أيضاً تقصير مدة الصوم مع مرور القرون. بما أن الكنيسة المارونية هى كنيسة شرقية تنتمى إلى التقليد السريانى، يمكن أن نفترض أنه فى العصور القديمة كان الصوم يبدأ يوم الاثنين الأول بعد عيد العنصرة ومع ذلكى فى القرن السادس عشر، صام الموارنة حوالى 30 يوماً، حتى أقل فى بعض المناطق فى عام 1598، واعتاد الموارنة فى الصوم على الامتناع عن جميع المنتجات الحيوانية، بما فى ذلك الأسماك والمنتجات البحرية، وعن النبيذ، لكنهم لم يمتنعوا عن الزيت.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة