تلعب إسبانيا على كل شيء عندما تواجه سلوفاكيا فى السادسة مساء اليوم في ختام دور المجموعات ببطولة أمم أوروبا (يورو 2020)، حيث يتعين عليها الفوز من أجل تأهلها للدور ثمن النهائي، أما غير ذلك فقد يطيح بها خارج البطولة.
وعلى أرضها في إشبيلية لاتزال إسبانيا تبحث عن أول انتصاراتها بعد تعادلين مخيبين للآمال أمام جماهيرها أمام كل من السويد (0-0) وبولندا (1-1)، رغم الفرص العديدة التي أضاعها منتخب "لاروخا" أمام "أحفاد الفايكنج" وإهداره لركلة جزاء أمام فريق روبرت ليفاندوفسكي، ليظهر جليا افتقاد الفريق لقائد، في غياب المدافع سرخيو راموس.
لكن عودة لاعب وسط برشلونة المخضرم سرجيو بوسكيتس بعد تعافيه من كوفيد-19 ليكون قائدا للفريق في خط الوسط ستمنح بالتأكيد الثقة لزملاءه الذين أصبحوا مضطرين لتحقيق انتصار لا غنى عنه أمام سلوفاكيا.
فإسبانيا سترفع شعار "أكون أو لا أكون" وهي بحاجة لردة فعل عاجلة وهي الفوز والتهديف إذا ما أرادت أن تستمر في البطولة أو سيكون الإقصاء وارد للغاية إذا حدث نتيجة أخرى.
فإذا حققت إسبانيا الفوز على سلوفاكيا وفازت بولندا على السويد، ستتصدر إسبانيا المجموعة، وإذا فازت بفارق أكثر من هدف، وتعادلت السويد، ستتصدر أيضا المجموعة، لكنها ستحل وصيفة إذا ما حققت السويد الفوز على بولندا.
وستفيد الصدارة إسبانيا في جانبين: الأول هو مواجهة منتخب يمكن عبوره للدور ربع النهائي، وسيكون منتخب صاحب مركز ثالث أو ثان في مجموعته، إضافة للحصول على راحة أطول، لن تحظى بها إذا حلت وصيفة أو ثالثة في مجموعتها.
فإذا تصدرت إسبانيا ستلعب مباراة الدور ثمن النهائي يوم الثلاثاء 29 ، أما إذا حلت وصيفة فستلعب يوم 28 ، وإذا تأهلت ضمن أفضل منتخبات تحتل المركز الثالث فستلعب يوم 27 من الشهر الجاري.
وبدا ظاهرا للجميع تراجع مستوى إسبانيا أمام بولندا، وكذلك فقدانها للشخصية وللتهديف بالطبع. فقد سجلت هدفا وحيدا من أصل 28 تسديدة.
ورغم أن ألبارو موراتا مهاجم يوفنتوس عاد ليهز الشباك، لكنه أهدر ثلاث فرص أخرى واضحة للتسجيل. في المقابل، فبالرغم من أن جيرارد مورينو صنع هدف التقدم للإسبان، إلا أنه أهدر ركلة جزاء كانت لتصبح هدف التقدم 2-1 مجددا لمنتخب بلاده.
اعتادت إسبانيا على التعادل (6 في آخر تسع مباريات) أو (3 انتصارات في آخر عشر مباريات)، تحت قيادة لويس إنريكي، والذي تتجه الأنظار صوبه أيضا بخصوص خياراته في القائمة والتشكيلة التي يدفع بها في المباريات وتغييراته.
والآن، بدون غيابات، سيتعين عليه البحث عن حلول، فقد أقدم إنريكي على تغيير وحيد في تشكيلته بين مباراتي السويد وبولندا (دفع بجيرارد مورينو مكان فيران توريس)، ولكنه الآن سيستعيد قوة خط الوسط بالدفع بالقائد، سرجيو بوسكيتس، كلاعب أساسي.
وبعد تجاوزه كوفيد-19 وعودته مجددا لمعسكر المنتخب الجمعة الماضي، أصبح بوسكيتس، اللاعب الوحيد المتوج في الفريق بالمونديال والذي خاض 123 مباراة دولية، مرشحا للعب في التشكيلة الأساسية مجددا، وهو ما سيمنح إسبانيا بالتأكيد أفضلية في خط الوسط، دفاعا وهجوما، بفضل خبراته.
وقد تكون هناك المزيد من التغييرات في تشكيلة الفريق، حال اعتمد إنريكي على خوسيه لويس جايا، سيزار أزبيليكويتا أو تقديم مركز ماركوس يورنتي، الذي شارك في المباراتين السابقتين كظهير أيمن، وكذلك تياجو ألكانتارا، أو إعادة فيران توريس، للقدرات التهديفية التي أظهرها خلال مبارياته الدولية الـ13 التي خاضها مع إسبانيا.
أما سلوفاكيا صاحبة النقاط الثلاثة فتعلم أنها ستخوض نضالا كبيرا أمام إسبانيا في هذا اللقاء الحاسم الذي تسعى فيه لنتيجة إيجابية يمنحها الحظوظ في مواصلة تحقيق المفاجأة بالبطولة.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تخوض فيها سلوفاكيا آخر مباريات دور المجموعات بالبطولات الكبرى وهي تمني النفس بمواصلة مشوارها، بل سبق وأن نجحت في المشاركتين الوحيدتين الكبرتين في تخطي دور المجموعات.
وحجزت سلوفاكيا بطاقة دور الستة عشر في المباراة الثالثة والحاسمة في كل من مونديال جنوب أفريقيا 2010 وبطولة أمم أوروبا بفرنسا 2016، عبر انتصارها على إيطاليا بكأس العالم 3-2 وفي اليورو بتعادلها سلبا أمام إنجلترا، لتواصل المشوار كأحد أفضل المنتخبات التي حلت بالمركز الثالث.
ورغم إقصاءها لاحقا، إلا أن سلوفاكيا معروف عنها الرغبة في خوض التحديات، بلاعبين أمثال توماس هوبوكان أو باتريك هروسوفسكي.
كما أن سلوفاكيا لا تخطي على أحد طريقة لعبها، فهي ستتراجع لإغلاق الخطوط في الخلف وانتظار قدوم إسبانيا مع الاعتماد على الهجمات المرتدة لمباغتة مرمى الخصم، وهي تعتمد في دفاعها على ميلان شكرينيار، وفي خط الوسط نحو الأمام على ماريك هامسيك وروبرت ماك.
بينما سيغيب دينيس فافرو بعدما ثبتت إصابته بكوفيد-19 إضافة لاحتمال عدم لحاق إيفان شرانز بالمباراة بسبب إصابة تداهمة منذ بداية البطولة.
وتبدو تشكيلة المدرب شتيفان تاركوفيتش واضحة عدا مركزين، الاختيار بين باتريك هروسوفسكي أو ياكوب هرومادا لمرافقة يوراي كوتسكا في خط الوسط، وبين لوكاس هاراسلين ومارتين كوسيلنيك للعب في الرواق الأيمن، أما باقي اللاعبين فلن يتم تغيير أحد منهم حيث يعتمد عليهم المدرب في محاولة الحصول على بطاقة ثمن النهائي على حساب إسبانيا.
وفيما يلي التشكيل المحتمل للمنتخبين:.
إسبانيا: أوناي سيمون؛ يورنتي، لابورتي، باو توريس، جوردي ألبا أو جايا؛ بوسكيتس؛ كوكي، تياجو؛ جيرارد مورينو، موراتا وفيران توريس أو داني أولمو.
سلوفاكيا: دوبرافكا؛ بيكاريك، ساتكا، شكرينيار، هوبوكان؛ هاراسلين، كوتسكا، هرومادا أو هروسوفسكي، ماك؛ هامسيك ودودا.
إسبانيا ضد سلوفاكيا