صدر حديثا، كتاب "الرواية النِّسويَّة المعاصرة.. جدل التنظير والتطبيق" للدكتورة رشا غانم، والكتاب سيشارك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 52 التى تنطلق يوم 30 يونيو الجارى.
والكتاب محاولة ضرورية للتركيز على إبداع المرأة الذى يشغل حيزًا مهمًا على مستوى الكتابة الإبداعية،كما وجد النقد النسوى خصوصياته فى الكتابة النسوية الإبداعية حيث أصبح بالإمكان الحديث عن وجود كتابة إبداعية نسْوِية –منذ مطلع القرن العشرين إلى اليوم-وأيضا التفاعل مع الخطاب النسوى من خلال الرؤية االنِّسْوِية للعالم فى سياقات حوارياتها المختلفة مع الآخر الرجل كشريك فى الهموم الحياتية من جهة ،وكسلطة ذكورية قامعة للمرأة الباحثة عن التحرر من عتق كل أدوات القهر الذكورى من جهة ثانية، فالنّسْوية التى ندفع بها إلى الأمام ونحن مؤمنون بجدواها وخاصة فى وطننا العربى ليست دعوة لسفور المرأة أو لتجميل وضع شاذ تكون فيه المرأة راغبة فى الحرية الجنسية أو على الأقل مبررة لها. أو تكون حارسة للتقاليد فقط ،أو تُكرس مفهوم الضحية بالنسبة للمرأة، أو تؤسلب الرجال بصفاتهم أو تحجمهم بأوصافهم كون الغاية التى نبغى تحقيقها هى وضع لبنة فى صرح دراسة نسوية عربية، وفى إطار من الانفتاح والتجلّى يهدف إلى كشف الملتبس والظفر بالمضمون فالنِّسْوِية المستهدفة هى القائمة على تأسيس وعى نسوى عربى ينتج عنه التقدم والرقى فى بلادهن.
ويهتم الكتاب بإظهار خصوصية الكتابة الّنسوية، والدعوة المأمولة إلى تأسيس كتابة نسوية واعية تصحح الّنظرة السائدة غير المنصفة للأنثى. بوصف أن الخطاب النقدى – فى مرحلته الأخيرة - قد اتجه إلى ربط الإبداع بمكوناته الثقافية وكان اتجاهه إلى العناية بالأطراف المهمشة، وبخاصة ما يتصل بالإبداع النسوى (شعرا ونثرا).
ترجع أهمية الكتاب إلى أن الدراسات النسوية فى العالم العربيّ، ما زالت قليلة الإنتاج حيث لا يتعدّى بعض كتب ومقالات قليلة،ولعل هذا الكتاب وما احتوى عليه تنظيرا وتطبيقا يسد جزءَا ولو ضيئلا فى المكتبة العربية.
يتكون الكتاب من مقدمة وتمهيد وأربعة فصول أما المقدمة فترتكز على هدف وأهمية ومنهج الكتاب ،ثم التمهيد ،ويشتمل على الدراسات السابقة،ثم أربعة فصول ،الفصل الأول"تنظيرى " ،ويشتمل على عدة مفاهيم نظرية كـ::مفهوم النِّسويَّة -النِّسوية العربية- النِّسويّة العالمية- -النقد النِّسوى المعاصر. ثم الفصل الثانى والثالث والرابع"تطبيقي" ويحتوى على ،الروايات العالمية ، ثم الروايات العربية ، ثم الروايات المصرية ،ثم خاتمة للكتاب ثم القائمة للمصادر والمراجع ثم الفهرس ويشتمل على محتويات الكتاب.
يركز هذا الكتاب" الرواية النِّسْويّة المعاصِرة "جدل التنظيروالتطبيق" على الجانب الأنثوى بما يحمل من خصوصية وخاصة الكتابة التى تكتبها الأنثى،فهذه الكتاابة النسوية نتاج لمرجعية ثقافية واقتصادية واجتماعية ونفسية كونت لهن ذاكرة إبداعية أثْرت روايتهن، كما يستجلى خصوصية الرواية النِّسْوية من منظور النقد النسوى المعاصر فى بلدان غربية وعربية وكيف كانت كل بلد ذات مرجعية ثقافية مختلفة فتفتق عن ذلك خطابا أنثويا يحمل لغة مختلفة فى معجمها، و مضامينها،ومعالجتها للقضايا، وكيف كان دخول المرأة لعالم الرواية دفاع عن الأنا الفردية الأنثوية، بكتابة هموم الإناث الجمعية، والدخول إلى عالم اللغة الذى كان مُحرم عليهن.
ما زلنا نعانى من فوضى المصطلحات حيث نجد تعنتًا وجدلًا حول مصطلحات نسوى ، ونسائى ، وأنثوى ؟، مع أن الكتابة عن إبداع الكاتبات تستخدم كل هذه المصطلحات حيث إن الهدف الأساس هو الكتابة عن خصوصية إبداعهن ، وقد يكون من وجهة نظرى أن هذا الصخب والجدل على الرغم من التناقضات الكثيرة التى يقع فيها المنشغلون بهذا النوع من الدراسات لكنه له فائدته كإثراء معرفى يضع فوارق تحدد بدقة متناهية سمة كل مفردة منهن.
وجاء على غلاف الكتاب
إن تناول النص الأدبى من منظور نِسْوى يستدعى التركيز على وضع النساء فى النص كذوات وموضوعات وراويات ومؤلفات حيث ارتكزت على البنية الثقافية لكل منهن، فالقراءة النِسْويَّة تنصت إلى الصوت السائد والأصوات الخفية، كما تتأمل سمات هوية الراوية والبطلة والمؤلفة، ومدى تمتع المرأة بسلطة السرد وتمثيل الذات. هذه الروايات الــ (43) المختارة معبرة بوصفها عن الأنثى وكيف عبرت الكاتبات عن هواجسهن وآلامهن ، والتى تتيح مجالاً للعقل كى يبحث عن متنفس يتغلب على الألم والحسرة، ينطلق الخيال فى فضاء لا نهائى باحثًا عن طريق للانتصار على الواقع حيث نجد الكاتبات يتخذن من الكتابة معبرا للبوح، فكانت أكثر إثارة ورصدًا لهذا الواقع .
إن طريق تحقيق القوة لدى المرأة سواء على الصعيد العربى أو العالمى ليس واحدًا ، فقد اتخذت مقاومتها هذه صورا عدة، منها مقاومة مجتمعية بالنضال والكفاح، ومقاومة ذاتية بالإصرار والتحدى ،ومقاومة ثقافية بالتميز فى التأسيس، والتجريب وذلك ؛لنبذ صورة المرأة حين تكون قابعة تحت ضغط التجاوزات الجنسية، والمعاناة الواقعية ، وخاصة الكاتبات التى تلاحقهن صورة تشوه هُويتهن ككينونات منتجة بأنهن فشلن فى الخروج من إطار البيت والأطفال والزوج والحب فى كتاباتهن، ولذلك أخفقن فى معالجة ما هو أهم من قضايا اجتماعية وسياسية لبلدانهن، وتصرّ النّسويّة على أنّ هذا الظّلم ليس أمرًا ثابتًا أو حتميّا، وأنّ المرأة تستطيع أن تغيّر النّظام الاجتماعيّ، والاقتصاديّ، والسّياسى عبر العمل الجماعيّ، وبالتّالى فإنّ مساعى النّسويّة ترمى إلى تحسين وضع المرأة فى المجتمع.
يقدم هذا الكتاب الرواية النِسْويَّة المعاصرة من خلال مقدمة وتمهيد وأربعة فصول، احتوت المقدمة على هدف، وأهمية ،ومنهج الكتاب وتمهيد يقف عند الدراسات السابقة ثم الفصل الأول: مفاهيم نظرية كـ: مفهوم النِسْويَّة، النِسْويَّة العالمية، النِسْويَّة العربية، مصطلح النقد النسْوى المعَاصِر ثم ثلاثة فصول تطبيقية : الأول، الروايات النِسْويَّة العالمية، والثاني،العربية والثالث،المصرية مرتكزا على منهج النقد النسوى لكاتبات غربيات ،وعربيات أحدثن علامات فارقة فى عالم المرأة، وساهمن فى إغناء النص الروائى بملامح عدة أثرت فن الرواية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة