واحدة من أهم الأسباب التي عجلت من رفض المصريين لحكم جماعة الإخوان، هو أن التعليمات والأوامر كانت تصدر من خلال مكتب الإرشاد بالمقطم، ولم يكن محمد مرسى رئيس مصر آنذاك يملك مقاليد الحكم كاملة في يده، وسعت الجماعة الإرهابية لأن تحول الدولة إلى كيان إخوانى بلا مؤسسات، تتحكم فيه عناصر الإخوان بشكل كامل بما يصدر لها من تعليمات من قوى خارجية.
شهدت فترة حكم الإخوان حالة من الاستقطاب الحاد، وتم تقسيم المجتمع حينها بين مؤيد للمشروع الإسلامي ورافض له، وهو ما انعكس على العمل والإنتاج، فبدلا من أن تسعى الدولة إلى التعليم وزيادة الإنتاج وجذب الاستثمارات، حاولت الجماعة إقحام الشارع في الصراع والتناحر وتحول مشروع الإخوان لمعركة استنفذت فيها الجماعة طاقة المصريين.
الجماعة رسخت لأخونة الدولة و30 يونيو غيرت واقع البلاد للأفضل
وفى الوقت الذى آمن فيه الشارع المصرى بضرورة تعديل الأحوال المعيشية وتحسين أوضاع الاقتصاد، عملت الجماعة على ترسيخ أخونة الدولة وبدأت في تعيين أعضائها والموالين لها في مختلف قطاعات الدولة وهو الأمر الذى زاد من رفض الشارع لها الأمر الذى تطور وشهدت مصر خلال عام حكم الجماعة أعمالاً فوضوية وهمجية غير مسبوقة بعضها كان بتحريض من الرئيس وجماعته.
8 سنوات مرت على ثورة 30 يونيو، لكن الأمر هذه المرة مختلف تماما، إذ سعت الدولة قيادة وشعبا على تغيير واقع البلاد وسارعت في تنفيذ مشروعات حقيقية في مختلف القطاعات لتؤسس للجمهورية الجديدة وبدأت مصر في عهد تنمية شاملة حقيقية في مختلف المستويات وجرت الكثير من الإصلاحات الهيكلية لعل أبرزها الإصلاح الاقتصادى والذى ساعد في عودة التوازن لاقتصاد مصر وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
وخلال هذه الفترة تعددت المشروعات القومية التي التف فيها المصريون حول قائدهم الرئيس عبد الفتاح السيسى ويأتي في مقدمتها مشروع قناة السويس الجديد والتي سطرت فصلا جديدا من التحدى والرغبة فالقناة تم تنفيذها في عام واحد فقط وتم توفير التمويل اللازم لها على الفور بمشاركة من المصريين، كذلك مشروع العاصمة الإدارية الجديدة الذى يمثل نهضة حضارية وتقنية هائلة لطالما طالب بها كثيرون عبر العقود الماضية.
العاصمة الإدارية أول مدينة من نوعها في الشرق الأوسط وإفريقيا
العاصمة الإدارية الجديدة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وإفريقيا ، وتمثل حجر الزاوية في إعلان الجمهورية الجديدة لمصر، فالمدينة تأسست على خلفية ذكية وتكنولوجيا متطورة ستجعل من مصر دولة رائدة تاريخا وحاضرا وتمثل تحديا حقيقيا لرغبة المصريين في وضع بلادهم على خارطة التطور، وبدلا من أن يتغنى الشعب المصرى بماضيه فقط أصبح له الحق في التغنى بحاضره ومستقبله أيضا.
وإلى جانب قناة السويس والعاصمة الإدارية شرعت مصر في تنفيذ الكثير من المشروعات الأخرى في مجالات الطرق والكبارى والنقل والاتصالات والكهرباء والصناعة والزراعة والتعليم والبحث العلمى والصحة وكل هذه المشروعات كان لها أثر جيد في جذب المزيد من الاستثمارات وتحسين بيئة سوق العمل في مصر بالرغم من جائحة كورونا التي ضربت اقتصاد العالم كله.
مصر تنفذ 25 ألف مشروع في 8 سنوات
ونفذت مصر في الثماني سنوات الماضية ، 25 ألف مشروع تم الانتهاء منها بقيمة تبلغ أكثر من 4 تريليون جنيه حيث تم تنفيذ 16 ألف مشروع تم الانتهاء منها خلال الفترة من يوليو 2013 إلى ديسمبر 2019، بتكلفة حوالى 2.2 تريليون جنيه ويجري حاليًا تنفيذ 9 آلاف مشروع، بتكلفة كلية 2 تريليون جنيه. وبلغ عدد المشروعات المنتهية والجارية في محافظات الصعيد يبلغ 4446 مشروعا، بتكلفة حوالي 296 مليار جنيه بالإضافة إلى 1498 مشروع فى المحافظات الحدودية، بتكلفة 182 مليار جنيه، وكل هذه المشروعات تبلور نجاح ثورة 30 يونيو في العبور من مخطط الإخوان لتقسيم مصر إلى بناء مصر الحديثة.