ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، امس الأحد، أن ملايين الأشخاص في البرازيل لا يستطيعون حاليا الحصول على جرعاتهم الثانية من لقاح كورونا (كوفيد-19)، مما يزيد من تعقيد الحملة الوطنية للتحصين والتي شابها بالفعل نقص الإمدادات ومزاعم فساد.
وقالت الصحيفة -في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني- إن حوالي 4.1 مليون برازيلي لم يتوجهوا إلى مراكز التحصين للحصول على الجرعة الثانية اعتبارًا من الأول من يونيو الجاري، وفقًا لبيانات جمعها باحثون يتابعون برامج التلقيح، وهو ما يمثل حوالي 16% من المؤهلين للحصول على الجرعة الثانية.
وأضافت الصحيفة أن أسباب ذلك الأمر قد تتباين وتتنوع بشكل كبير، غير أن خبراء الصحة العامة يحذرون من أن وجود عدد كبير من الأشخاص الذين يتمتعون بحماية جزئية قد يؤدي إلى انتكاسة جهود التطعيم المضطربة بالفعل في البرازيل، حيث تسبب فيروس كورونا في وفاة أكثر من 500 ألف شخص، في ثاني أعلى حصيلة معروفة في العالم بعد الولايات المتحدة، فضلا عن وصول الحالات اليومية الجديدة لذروتها منذ فترة طويلة، فيما تلقى حوالي ثلث السكان جرعة واحدة على الأقل، وتم تحصين أقل من 12% منهم بشكل كامل.
وقالت الدكتورة ليجيا باهيا، أخصائية الصحة العامة في الجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو وإحدى الباحثين الذين يقودون دراسة اللقاحات: "من المرجح أن يتم تطعيم العديد من هؤلاء الأشخاص مرة أخرى بالجرعة الأولى، بما قد لا يبشر بانخفاض قريب في عدد حالات الإصابة الجديدة".
وأضافت باهيا أن أحد الأسباب التي جعلت الكثير من الناس يفوتون الجرعة الثانية هو انتشار التطعيم الفوضوي في البلاد، حيث إن العديد من السلطات المحلية وسلطات الولايات فتحت التحصين بسرعة كبيرة جدًا لمجموعات لم تكن معرضة لخطر الإصابة بالعدوى، في وقت لم تتوفر فيه جرعات كافية.