صدر حديثا للكاتب الصحفي مفرح سرحان سلسلة بعنوان "تنمية الإنسان"، وهي متوالية من الإصدارات في التنمية البشرية، تهدف إلى سبر أغوار النفس البشرية والتنقيب عن ثرواتها، وإعادة اكتشاف قدراتها وتطويرها، للوصول إلى حياة سليمة في ظل موجات اليأس والإحباط والأمراض المجتمعية التي تؤدي إلى الاغتراب والميل إلى العزلة.
يصدر الجزء الأول من تلك السلسلة تحت عنوان "زمان.. كيف تجد السعادة في صندوق الذكريات؟"، وهو محاولة للحياة التي نستحقها، حياة حقيقية بأشياء حقيقية وصفات حقيقية ومشاعر حقيقية وأصدقاء حقيقيين، حياة تمجد حاضرها، وتستشرف مستقبلها، وتأخذ من ماضيها كل جميل، وتتخذ من ذكرياتها السيئة حافزًا على اكتشاف كل جميل والتمسك به في عالم سمته الفقد ووسمه الضجر وغوله التكنولوجيا التي قطعت كل أسلاك التقارب واللقاءات.
وفيه يقول الكاتب: أنت تستحق حياة سعيدة، وفي ذكرياتك ما لا يستحق أن يبقى مغمورًا وسط الركام، أو مطمورًا تحت التراب، ومحفزًا على البكاء على القديم الذي فات.. ودائمًا وأبدًا تذكر أنه "من فات قديمه تاه".
ويوضح الكاتب أن تحافظ على سلامتك النفسية من الحزن والهم، ألا تستسلم لغواية التكنولوجيا، وحالة الفصام التي تفرضها عليك وتخرجك من واقعك لتزج بك في واقعها الافتراضي وسرابها الذي يفرغك من السعادة ويسرق حياتك القصيرة ويستغرقك في عوالم وتفاصيل تجعلك كالآلة، أن تتخلص من كلمة "زمان" وتجعل منه حاضرًا ناضرًا ومستقبلا مشرقًا، أن تتخلص من مثبطات السعادة وتعيد استثمار وقتك، أن تنقب عن كل قديم في ذاكرتك (أشياء- صفات- أشخاص)، وتجري له عملية تحديث ليواكب يومك وواقعك، أن تبدأ من الآن المضي قدمًا في تعاطي هذه الجرعة، وتحفز من حولك على العلاج، قبل أن تصبح أنت وأنا وجميعنا محتويات مهملة في صناديق الذاكرة للأجهزة اللوحية، أما الجزء الثاني من سلسلة "تنمية الإنسان"، فقد جاء تحت عنوان "لا حياء في الحلم.. فرصة أخيرة قبل نهاية العالم"، وفيه يتساءل الكاتب: هل أنت بحاجة إلى أن تُريح رأسك فوق وسادة، أو تدسها تحت غطاء ثقيل لتغط في النوم كي يأتيك حلم طائر عجزت عن اصطياده في اليقظة؟، الحقيقة أنك تظلم الحلم.. هل سينتهي العالم قريبا؟، نهاية العالم أمر مفروغ منه، لأن كل مبتدأ له خبر، والعالم طالما كانت له بداية، فخبره نهاية.. هذه سنة كونية، لكن هل يعني ذلك أن نشيد قبرا، ونرتدي كفنا ونوزع ميراثنا على قيد الحياة انتظارا للموت؟، الذين انتهوا بالفعل هم أولئك الذين ضربهم وباء اليأس والخوف فجلسوا ينتظرون النهاية ولم يكن لهم مشروع حلم يتجاوزون به شعور النهاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة