- 30 يونيو 2013 ثار الشعب المصرى ضد الإرهاب
- 2014 تولى الرئيس السيسي حكم مصر
- يونيو 2014 الاتحاد الإفريقي يلغى تجميد عضوية مصر
- 2017 فازت مصر بعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقى
- 2018 شاركت مصر فى الدورة 31 لقمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الموريتانية نواكشوط
- 2016 فازت مصر بعضوية مجلس الأمن عن أفريقيا لمدة عامين
- 2019 فوز مصر برئاسة الاتحاد الأفريقى
- 2020 إرسال مساعدات عاجلة إلى 30 دولة إفريقية
- 2020 فوز مصر بأغلبية ساحقة بعضوية مجلس الأمن والسلم الإفريقى للفترة حتى 2022
- 2021 توقيع 4 اتفاقيات تعاون عسكري ودفاعى مع السودان وبوروندى وأوغندا وكينيا
- 2021 إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع السودان
يوم الـ 30 من يونيو، نجحت الثورة الشعبية فى إزاحة الغمة عن مصر، ومنذ ذلك التاريخ بدأت مصر برئاسة عبد الفتاح السيسي، الذى صعد للحكم عام 2014، فى مشوار الألف ميل، نحو القارة الأفريقية، وأصبحت قصة نجاح شاقة عاشتها الدولة المصرية خلال 8 سنوات للصعود بمصر من القاع وصفر علاقات دبلوماسية فى أفريقيا إلى قمة وذروة الحضور المصرى فى القارة الأفريقية التى تعد امتدادا طبيعيا للمحيط الإقليمى لمصر، وأيضا للأمن القومى المصرى.
كل هذا الجهد لم يحدث بين ليلة وضحاها، لاسيما بعد أن حملت الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي طوعا ميراثا من الجفاء الذى خلفته سنوات ما قبل ثورة 25 يناير والإخوان، وتستعيد زخم العلاقات الذى كان فى يوما من الأيام يحتل ثانى مرتبة لدى الزعيم معشوق الأفارقة، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذى أولى اهتماما خاصا بها، ولاتزال حتى يومنا هذا سيرته محفورة فى ذهن الشعوب الأفريقية المتحررة من الاستعمار آنذاك، حيث ساند الزعيم حركات التحرر، وسخّر كل إمكانات مصر لخدمة الأشقاء والزعماء الأفارقة، وكان له دور واضح فى تحرير كينيا وأوغندا وتنزانيا والكونجو وغيرها.
من رحيل عبد الناصر حتى عبث الإخوان
وانحسرت ريادة مصر بعد رحيل الزعيم الناصر، وتجمدت بعض النشاطات الاقتصادية المشتركة مع دول القارة، وقتها بدأ الجسد الأفريقى ينفصل عن الرأس، وسارت العلاقات من سيئ إلى أسوأ، وغابت شمس القاهرة تماما عن عواصم القارة السمراء، على مدى العقود التى سبقت ثورة 25 يناير، وتقلصت رقعة العلاقات الدبلوماسية المصرية الممتدة شرقا وغربا عن أفريقيا، وانفصلت القاهرة قلب أفريقيا النابض عن سائر الجسد الأفريقى، ثم جاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية لتزداد الهوة اتساعا على خلفية تصاعد أزمة سد النهضة والنقاش التليفزيونى الشهير الذى أذيع على الهواء مباشرة، وزاد الطين بلة فشل الرئيس المعزول الراحل محمد مرسى فى إدارة الملف وتأمين حصة مصر من مياه النيل.
ثورة 30 يونيو تمحو سنوات الظلام
وتمكنت ثورة 30 يونيو من محو الظلام، وصعد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى وضع نصب عينيه عودة مصر إلى مكانتها، والإسهام الفاعل مع بقية دول القارة، ومدرك لأهمية الامتداد الأفريقى لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومى ولاسيما بعد أن برزت أزمة سد النهضة، وتصاعد التعنت الأثيوبى وتاهله لحقوق مصر المائية، وتجلى اهتمام الرئيس فى المشاركة في قمتي الاتحاد الافريقي بغينيا الاستوائية وأديس أبابا 2014، فضلا عن الجولات الإفريقية التى قام بها رئيس الوزراء السابق، المهندس ابراهيم محلب إلى دول إفريقية، والحالى الدكتور مصطفى مدبولى، واستنهاض الهمة المصرية في إقامة المشروعات الحيوية للأفارقة مثل سد تنزانيا.
الصعود للقمة الأفريقية
وعلى مدار 8 سنوات، نجحت الدولة المصرية بقيادة السيسي فى إحياء التعاون مع معظم دول القارة، وعادت أم الدنيا إلى الحضن الأفريقى، وعادت قلبا نابضا لأفريقيا تقود وتشارك وتتعاون مع بلدانها، واستأنفت حضورها ونشاطها فى العمق الأفريقى، إذ كللت جهودها برئاسة الاتحاد الأفريقى فى دوراته عام 2019 وذلك بعد سنوات من تعليق عضويتها بالاتحاد فى عام 2013، وحرصت الدولة المصرية على تأكيد جملة من الثوابت التاريخية والاستراتيجية، والالتزامات السياسية والعملية تجاه محيطها الأفريقى، فى مقدمتها إعلاء مبادئ التعاون الإقليمى، والمساهمات المصرية فى برامج الاتحاد الأفريقى، وعملت على تنمية دول القارة عموما، ودول حوض النيل خصوصا، فضلا عن تنوع سياسات وآليات التحرك المصرى تجاه بلدان القارة، بين تحركات سياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية ومائية، فضلا عن الدعم المصرى الواسع لجهود التنمية البشرية، من خلال إيفاد آلاف الخبراء والمختصين فى عشرات المجالات، واستقبال الآلاف من الأفارقة للتدريب فى المعاهد والأكاديميات المصرية، وتنوع مجالات واهتمامات «الصندوق الفنى للتعاون مع أفريقيا» التابع لوزارة الخارجية.
ليس هذا فحسب بل واكب ذلك خطاب سياسى جديد ومختلف من الرئيس السيسى، ما ساهم فى عودة مياه العلاقات المصرية الأفريقية إلى مجاريها، بينما تواصل تأكيد الرئيس فى كل المحافل والمناسبات لتاريخية واستراتيجية علاقات مصر بالقارة السمراء، واعتزازها بانتمائها لها، وإلى جانب هذا حرصت مصر على قطع أشواط أبعد فيما يخص الانفتاح على دول القارة المختلفة، وتدشين مسارات متوازية من العلاقات الثنائية والتعاون المشترك مع دولها المختلفة، لتصبح حاضرة بقوة فى عشرات من الدول والمجتمعات، مستعيدة جانبا كبيرا من ميراثها العميق مع الدول الأفريقية ومواطنيها.
واليوم بعد 8 سنوات حصدت الدولة المصرية نجاح جهودها فى القارة السمراء، اذ تجسد ذلك فى زيارات متبادلة على أعلى المستويات شملت العديد من دول القارة منها: أوغندا- بوروندي- تنزانيا- الكونغو الديمقراطية- إثيوبيا- السودان- جنوب السودان -إريتريا- كينيا- تشاد- نيجيريا -الجابون -غانا- السنغال- مالي -بوركينا فاسو- الكاميرون -سيشيل- غينيا الاستوائية - وجيبوتى.
عشرات اللقاءات والزيارت
كما احتلت أفريقيا مرتبة متقدمة عقب ثورة 30 يونيو، فقد جسد مؤشرات الاهتمام المصرى بأفريقيا تنظيم القاهرة عديدا من المنتديات والفعاليات الأفريقية، إضافة إلى عقد الرئيس السيسى حتى العام 2018 ما يزيد على 112 اجتماعا مع قادة وزعماء ومسؤولين أفارقة زاروا مصر خلال السنوات الثلاثة الأولى من حكم الرئيس، من إجمالى 543 اجتماعا عقدها مع زوار مصر من قادة ومسؤولى دول العالم والهيئات والمنظمات الدولية. وتنوعت خريطة زيارات الرئيس لتتضمن 7 زيارات فى العام الأول لرئاسته «من 8 يونيو 2014 حتى 7 يونيو 2015» شملت: السودان، وإثيوبيا بزيارتين، وزيارة لكل من غينيا الاستوائية والجزائر. وفى الفترة نفسها عقد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زياراتهم لمصر، أو خلال المشاركة فى مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 213 اجتماعا، كان نصيب القارة الأفريقية 45 اجتماعا منها، شملت دول: إثيوبيا، والسودان، وجنوب السودان، والمغرب، والجزائر، وليبيا، ومالى، وبوركينافاسو، والصومال، والسنغال، وجزر القمر، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وتونس، وبوروندى، ورواندا، وجنوب أفريقيا، وغيرها، كما شملت هذه اللقاءات اجتماعات مع وفود من وزراء البيئة الأفارقة، ورؤساء تحرير الصحف الأفريقية، ووفد التليفزيون الإثيوبى، ووفد السوق المشتركة لشرق وجنوبى أفريقيا «كوميسا».
وخلال 2015 - 2016، زار الرئيس السيسى إثيوبيا، إضافة إلى مشاركته فى قمة الهند أفريقيا. وفى تلك الفترة عقد اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زيارات لمصر، أو خلال المشاركة فى مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 175 اجتماعا، كان نصيب القارة الأفريقية منها 42 اجتماعا، شملت دول: إريتريا، وزيمبابوى، ومالاوى، وموزمبيق، وأوغندا، والجابون، والنيجر، وموريتانيا، ونيجيريا، وتوجو، وإثيوبيا، والسودان، وجنوب السودان، والجزائر، وليبيا، وجزر القمر، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وبوروندى، وجنوب أفريقيا، والمغرب والكونغو الديمقراطية وغيرها. كما شملت هذه اللقاءات اجتماعات مع وفود رؤساء تحرير الصحف الأفريقية، والدبلوماسية الشعبية الإثيوبية، وبنك التنمية الأفريقى، وسكرتير عام تجمع الكوميسا، ورئيس برلمان عموم أفريقيا، ووزراء دفاع دول الساحل والصحراء، وغيرها.
وبين «8 يونيو 2016 حتى 7 يونيو 2017» أنجز 6 زيارات لأفريقيا، تضمنت المشاركة فى القمة الأفريقية فى العاصمة الرواندية كيجالى، والقمة العربية الأفريقية فى مالابو، والقمة الأفريقية فى أديس أبابا، إضافة إلى زيارات ثنائية لكل من السودان وأوغندا وكينيا. كما زار الرئيس أوغندا فى 22 يونيو 2017 لحضور قمة دول حوض النيل، والقمة الألمانية الأفريقية فى 3 يوليو 2017، إلى جانب جولة رئاسية شملت 4 دول: تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد، كما استضافت مصر نحو 25 اجتماعا أفريقيا.
وفى عام 2018، وفي إطار الحرص المصري الدائم على التفاعل مع قضايا القارة، شاركت مصر فى الدورة 31 لقمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الموريتانية نواكشوط، تحت شعار "الانتصار في معركة مكافحة الفساد، كما استضافت مصر فى العام نفسه اللجنة الزراعة والبيئة والموارد الطبيعية بالبرلمان الأفريقى.
وامتد أواصر التعاون إلى تعاون عسكري ودفاعى، فقد عززت مصر من تعاونها العسكري مع جيبوتى التى تعد قلب القرن الأفريقى وكان الرئيس السيسي أول رئيس مصرى يزروها فى الـ 27 من مايو 2021، كما ساهمت مصر فى دعمها لمواجهة فيروس كورونا وقدمت مساعدات طبية وغذائية، وفي مارس 2021 وقعت مصر اتفاقًا عسكريا مع السودان، خلال زيارة لرئيس أركان الجيش، الفريق محمد فريد إلى السودان، كما أجرت مصر والسودان فى عام 2021، 3 تدريبات عسكرية مشتركة حملت أسماء: "نسور النيل 1" و"نسور النيل 2"، و"حماة النيل"، فضلا عن توقيع اتفاقًا استخباراتيا عسكريا مع أوغندا في أوائل أبريل 2021، كما وقعت مصر بروتوكول آخر للتعاون العسكري مع بوروندي، وفى 30 مايو 2021، وتم توقيع اتفاق فني للتعاون في المجال الدفاعي بين وزارتي الدفاع المصرية والكينية.
قوة مصر الناعمة
وجاء دور القوة الناعمة المصرية ، ففى سبتمبر 2020، وجه الرئيس السيسي بإرسال مساعدات عاجلة إلى 30 دولة إفريقية بقيمة 4 ملايين دولار بلغت كل شحنة منها في حدود واحد ونصف طن لكل دولة، وذلك في إطار مساهمة مصر في الصندوق الإفريقي للاستجابة لفيروس كورونا التابع للاتحاد الإفريقي، كما أرسلت مصر وفدا طبيا لعلاج مصابي الثورة السودانية فى اكتوبر العام الماضى.
وخلال الجائحة العالمية، ساندت مصر الأشقاء الأفارقة، ففى يونيو 2021، قدمت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان مستلزمات طبية وأدوية إلى 22 دولة أفريقية وفقا لتوجيهات القيادة السياسية، وفى كلمة ألقاها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماع هيئة مكتب قمة الاتحاد الإفريقي اغسطس 2020 قال: "مصر قدمت مساعدات طبية عينية إلى 10 دول إفريقية شقيقة لمواجهة تفشي فيروس (كورونا) بقيمة تقارب 1.6 مليون دولار".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة