على شاطئ نهر النيل بمنطقة المعادى فى القاهرة تقع كنيسة السيدة مريم العدوية، بطرازها الأثرى المميز، والتى تعتبر شاهدة على رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، حيث يوجد بداخلها سلالم أثرية ترجع للقرون الأولى كانت تستخدم قديما أثناء فيضان النيل.
وفى 12 مارس 1976 ميلادية رأى شعب الكنيسة كتابا مقدسا ضخما يطفو على سطح المياه وهو مفتوح على سفر أشعياء الإصحاح 19 عند قول الرب "مبارك شعبى مصر" ويوجد الآن هذا الكتاب المقدس داخل الكنيسة.
نص كلمة مبارك شعبى مصر فى الكتاب المقدس
اليوم السابع داخل دير وكنيسة العذراء مريم العدوية
تعتبر الكنيسة أول نقطة لبداية رحلة العائلة المقدسة إلى صعيد مصر عبر سلم ومنها إلى مركب ثم إلى صعيد مصر، ويوجد داخل كنيسة العذراء مريم العدوية في المعادى أيقونة تمثل حياة السيدة العذراء وأوانى المذبح، وكذلك الكتاب المقدس مفتوح على الأية "مبارك شعبى مصر" وخريطة العائلة التي تبدأ من العريش وحتى دير المحرق.
ويوجد داخل صحن الكنيسة أيقونات يرجع تاريخها من 4 إلى 6 قرون تمثل الرسومات بطريقة قبطية.
محرر اليوم السابع أمام الكتاب المقدس
السلم الآثرى للعائلة المقدسة
يوجد داخل الكنيسة السلم الآثرى الذي عبرت من خلاله العائلة المقدسة، ويوجد فى أوله مذبح الذى تقام فيه الصلوات، ومن خلال هذا السلم انطلقت العائلة إلى منطقة البهنسا وجبل الطير وباقى المسارات إلى دير المحرق حوالى 6 شهور.
السلم الذى عبرت منه العائلة المقدسة
يوجد داخل الكنيسة أيضا المذبح الآثرى الذى يقام فيه الصلوات خاصة فى أيام عيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر والعائلة المقدسة مريم العذراء ويوسف النجار، كما يوجد سرداب أثرى كان يستخدمه الرهبان للهروب عند شعورهم بأى هجوم على الدير.
تاريخ الكنيسة
يرجع تاريخ الكنيسة إلى القرن 19 الميلادى، حيث تهدمت أجزاء منها نتيجة لانفجار مركب محملة بالبارود كانت تمر بالقرب من الكنيسة، ويذكر المؤرخون أيضا أن هذه الكنيسة تهدمت عدة مرات وأخذ فى الاعتبار عند بناءها من جديد أن تكون ذات طابع معمارى حديث وقد تم إزالة جميع المبانى المنهارة التى كانت من حولها ولكن يرجح أن يكون الحائط القبلى هو الحائط الوحيد الباقى من الكنيسة الأثرية.
دير وكنيسة السيدة مريم العدوية
ووضع داخل مبنى الكنيسة الجديد الآثار القديمة الخاصة بها مثل الحجاب القديم والأيقونات الاثرية وقد عثر أثناء التوسعات الأخيرة للكنيسة على سراديب تمتد من أسفل صحن الكنيسة حتى شاطئ النيل الملاصق للكنيسة، وكان قد اعتاد الأقباط أثناء بناء كنائسهم فى العصر البيزنطى على إعداد تلك السراديب حتى تكون جاهزة لكى يهرب منها المصليين عند حدوث أى خطر أو عدوان عليهم من الأعداء.
البابا تواضروس الثانى يتحدث عن نهر النيل
قال قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خلال احتفالية الكنيسة الأرثوذكسية بعيد دخول المسيح أرض مصر فى كنيسة مريم العدوية بالمعادى: "نحن نجلس بجوار نهر النيل العظيم الذى يمتد لأكثر من 4 آلاف كيلومتر فى 10 دول أفريقية، فهكذا وضعه الله وشكله وهكذا ظهر النيل أمامنا يرسم اللوحة المصرية الرائعة".
وتابع قداسته، خلال احتفالية إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، أن مصر كبلد يظهر على الخريطة كالمربع فمساحة بلدنا مليون كيلو متر مربع، ويوجد ضلعان من هذا المربع على المياه، وضلعان على الصحراء وفى المنتصف نهر النيل، متابعا: "نهر النيل ليس مجرد نهر مثل أنهار العالم، فنحن نطل على بحرين هما البحر الأبيض المتوسط وهو بحر الأنهار والبحر الأحمر هو بحر بلا أنهار وهذه عظمة".
وأضاف قداسة البابا تواضروس: "نهر النيل هو حياتنا وكما قال عنه الموسيقار محمد عبد الوهاب إنه النهر الخالد، فهذا النهر نأخذ منه عدة بركات وأرجو أن نفهمها تماما ونقدمها ونشرحها ونعيشها ونتحدث بها، بينها بركة نهر النيل نشربها ونستخدمها في الزراعة والصناعات المتعددة والعمل السياحى والنقل النهرى، وبركة أخرى نسكن حول النهر فأخذنا من النهر طبيعته والنهر طبيعته هادئة فطبيعة المصريين هادئة، فمصر والمصريون لا يعرفون العنف وليس هذا فى داخلهم".
إحدى اللوحات داخل السرداب
المخطوطات داخل الكنيسة
أوانى المذبح فى القرون السابقة
أيقونة تمثل حياة السيدة العذراء مريم
جانب من السرداب
سرداب كنيسة مريم العدوية فى المعادى
لوحة بمدخل السرداب
مذبح آثرى
نهاية السرداب