تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم الأربعاء، بذكرى رحيل القديس أبانوب المعترف، حيث كان راهبا فى راهبا فاضلا بأحد أديرة الصعيد فى زمان دقلديانوس الذى عذب الشهداء كثيرا وسفك دماءهم حتى أنه سفك دماء ثمانين شهيدا فى يوم واحد.
ويذكر كتاب السنكسار أنه حدث فى أحد الأيام أن ذكر أحدهم اسم القديس أبانوب فاستحضره إريانا والى أنصنا وعرض عليه السجود للأوثان فأجابه القديس قائلا: "كيف أترك سيدى يسوع المسيح وأعبد الأوثان المصنوعة من الحجارة " فعذبه كثيرا ثم نفاه إلى الخمس مدن الغربية فأقام هناك محبوسا 7 سنين حتى أهلك الرب دقلديانوس وملك قسطنطين البار وأصدر أمره بإطلاق جميع من فى السجون وإحضارهم إليه ليتبارك منهم، لاسيما الفضلاء منهم وهم زخاريس الأهناسى ومكسيميانوس الفيومى وأجابى الذى من دهنى وأبانوب الذى من بالاؤس فانطلق رسول الملك يخرج القديسين من السجون.
وخرج القديسيون من السجون وكانوا يرتلون ويسبحون الله وكان القديس أبانوب عاد من الخمس مدن وأقام بجبل بشلا (ورد فى مخطوط بشبين الكوم " سبلا ") بجوار بلده والتقى به رسول الملك فأخذه معه فى مركب إلى أنصنا فالتقوا بالمسيحيين وبالأساقفة ورسموا القديس أبانوب قسا وحدث بينما كان يقدس وعند قوله: "هذا قدس القديسين فمن كان طاهرا فليتقدم " أنه رأى السيد المسيح له المجد يتجلى فى الهيكل بمجده الأسنى وهو يغفر خطايا الشعب التائب وسافر الرسول إلى الملك ومعه القديسون وكان عددهم اثنين وسبعين، ركب كل اثنين منهم عربة ولما مروا على إحدى البلاد وكان بها أديرة للعذارى خرج للقائهم 700 عذراء وهن ينشدون ويرتلن أمامهم حتى غابوا عن الأعين ولما وصلوا ودخلوا عند الملك طلب إليهم أن يغيروا ثيابهم بأخرى جديدة فلم يقبلوا فتبارك منهم وقبل جراحاتهم وأكرمهم وقدم لهم مالا فرفضوا وأخذوا ما تحتاجه الكنائس من ستور وأوانى.
وودع الملك العذارى وعادوا إلى بلادهم وعاد القديس أبانوب إلى ديره ولما أكمل سعيه رحل بسلام.