تحل الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو 2013، ففى ذلك اليوم خرج الملايين للشوارع فى جميع المحافظات المصرية مطالبين بإسقاط حُكم جماعة الإخوان الإرهابية، وأسقطوهم.. فكانت ثورة شعب حماها الجيش المصري العظيم في مشهد أبهر العالم وشهد الجميع بسلميتها.
ونؤمن بأن الحقائق الآتية من البديهيات، وهي أن جميع البشر قد خلقوا متساوين، وأن خالقهم قد حباهم بحقوق معينة لا يمكن انتزاعها، من بين هذه الحقوق: حق الحياة، والحرية، والسعي لتحقيق السعادة لضمان هذه الحقوق قامت الحكومات بين البشر، مستمدة سلطانها المشروع من رضى المحكومين، وأنه متى أصبح أي شكل من أشكال الحكم خطرًا على هذه الغايات، فإن من حق الشعب أن يغيِّره أو يلغيه، وأن يقيم نظامًا جديدًا للحكم على أساس من هذه المبادئ، وينظِّم سلطاته على نحو يجعله أقرب ما يكون لضمان أمنه وتحقيق سعادته.
حقائق ومخططات تصدت لها ثورة 30 يونيو على يد الإخوان
فى التقرير التالى، رصد "اليوم السابع" كيفية صد ثورة 30 يونيو العديد من الجرائم التي وقعت أيام حكم جماعة الإخوان والتي وبسببها قامت ثورة 30 يونيو التي تعتبر في حد ذاتها حائط دفاع ليس عن وطننا الحبيب مصر فقط لكن عن منطقة الشرق الأوسط، وقد أفشلت مخططات الجماعة الإرهابية وشركاءهم الذين حاولوا بأقصى ما أوتوا من جهد من تخريب الدولة المصرية وهدم مؤسساتها، واحراجها أمام المجتمع الدولى– بحسب الخبير القانوني والمحامى هانى صبرى.
في البداية - حكم الإخوان مصر لمدة عام إلا أنه كان أسوء عام مر على مصر، وما زلنا نعاني من تبعاته حتي وقتنا هذا، فتحمل المصريّون كثير من المعاناة حيث أخفقت الجماعة في كافة المجالات، حيث رسخ حكم مرسي وجماعته حالة من الاستقطاب الحاد، وقسم المجتمع بين مؤيد لمشروع النهضة الذي يمثله هو وجماعته دون أن يقدموا دليلاً واحداً علي هذا المشروع الوهمي مجرد كلام مرسل لكسب أصوات المواطنين في صناديق الاقتراع دون تقديم رؤية حقيقية لكيفية إدارة الدولة – وفقا لـ"صبرى".
حصار المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج وتهديد الصحفيين
كما شهدت مصر خلال حكمهم أعمالاً فوضوية وهمجية غير مسبوقة بتحريض من الجماعة منها قاموا بحصار المحكمة الدستورية العلياء، وحصار مدينة الإنتاج الإعلامي، وتهديد الإعلاميين والصحفيين، وقتل الصحفي الحسيني أبو ضيف، والاعتداء علي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية - المقر البابوي - في سابقة لم تحدث من قبل، وحادث قتل بعض المواطنين الشيعة بالجيزة – الكلام لـ"صبرى".
فقد أصدر المعزول مرسي – حينها - العديد من القرارات والإعلانات الدستورية وعمل هو جماعته بسرعة كبيرة علي ترسيخ الأخونة، وأطاح بسيادة القضاء، وقام بعزل النائب العام، وتركيز كافة السلطات في يده لمحاولة الاستحواذ علي السلطة وإخماد كل أصوات المعارضين لهم، مما دفع المصريين للخروج في مظاهرات عارمة إلى الاتحادية والتحرير لإسقاط الإعلان الدستوري الباطل الذي تسبب في إثارة غضب الرأي العام وعبر عن ضيقه بإحراق بعض مقار لحزب الحرية العدالة الذراع السياسي للجماعة وقتها – هكذا يقول الخبير القانونى.
الإفراج عن سجناء جهاديين والاستيطان بسيناء
ووصل الأمر بالجماعة الإرهابية إلى الإفراج عن سجناء جهاديين من ذوي الفكر المتطرف والخطورة الإجرامية استوطنوا سيناء، وسعوا إلى تكوين إمارة إسلامية متطرفة بدعم من جماعة الإخوان الإرهابية، ونفذت هذه الجماعات فعلاً خسيساً بالإجهاز على 16 شهيداً من الأمن وقت الإفطار في رمضان، فضلاً عما تكشف بعد إقصاء رئيسهم من كون هذه الجماعات الإرهابية السند لجماعة الإخوان في حروبها الإرهابية ضد الدولة.
وفى تلك الأثناء - قامت قيادات الجماعة الإرهابية بالتآمر علي مصر، وكانت الضربة التي سددها القضاء وفقاً لصحيح القانون للرئيس المقصي هي الإشارة إليه بالاسم وعدد كبير من قيادات جماعته بالتعاون مع حماس وحزب الله في واقعة اقتحام سجن وادي النطرون وقضايا التخابر ضد الدولة، ومن أخطائهم القاتلة المعالجة السلبية للغاية لمباشرة إثيوبيا بناء سد النهضة، كشفت عن الافتقاد لأسس التعاطي مع الأزمات الممتدة منها أو الناشئة، فضلاً عن سوء إدارة الحوار مع القوي السياسية وبثه علي الهواء بما ساهم في توتر العلاقات مع الجانب الإثيوبي وأجهض أسس الحوار السياسي معه ومازلنا نعاني تداعياته حتي وقتنا هذا.
تدنى مستوى الخدمات وطمس هوية مصر
كل ذلك، مضافا إليه تدني المستوي الخدمي وارتفاع أسعار السلع والخدمات دون تدخل حكومي يسعي لوقف جشع التجار، تكررت وبشكل متواصل أزمات البنزين والسولار، والانقطاع المتكرر للكهرباء، كان هناك اتجاه واضح من جماعة الإخوان الإرهابية نحو تغيير هوية مصر الثقافية، والعمل علي ارتدادها لحساب توجهات رجعية، بدءً من منع عروض الباليه بدار الأوبرا، إلى إقصاء قيادات الثقافة والفنون والآداب، وإحلال قيادات تدين بالولاء للجماعة الداعمة للحكم.
الشعب المصري العظيم عنده موروث حضاري يمتد إلى الآلاف السنين، ومعتدل بطبعه لذلك رفض الفاشية الدينية المتمثّلة في جماعة الإخوان المُسلمين الإرهابية، وأسقطهم وصحح المسار وأجهد مخططاتهم التي كانت تحاك ضد مصر، وقضي على أطماعهم في منطقة الشرق الأوسط ومازالت تحارب مصر عن العالم ضد الإرهاب، وتبنّي دولة قوية قادرة على تحقيق تطلعات شعبها العظيم.
ثورة 30 يونيو تؤكد أن مصر تشهد تغيرات واسعة النطاق لبناء دولة حديثة وعصرية، وتتطلع لأفضل المعايير العالمية لتتمكن من اللحاق بركب التطورات العالمية التي يشهدها المجتمع الدولى، فانتقلت مصر من مرحلة تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار، وتأكيد التلاحم بين الدولة والمواطنين باعتبارهما أساسًا لبقاء واستمرار الدول، إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة، والعمل على الحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها ومؤسساتها المختلفة بمقوماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، واستعادت الدولة المصرية مكانتها الإقليمية والدولية ويشهد العالم بدورها المحوري والفاعل في العديد من القضايا.