تناولت دراسة حديثة صادرة عن المركز الأوروبى لمكافحة الإرهاب، أزمة الجماعات الإرهابية فى القارة الأفريقية، حيث أشارت إلى أنه على الرغم من أن هناك جهودا أكاديمية عديدة للتمييز بين المرتزقة الجدد و"الجماعات الإرهابية المتطرفة"، والتى قامت خلال سنوات عديدة بأعمال إجرامية كثيرة على مستوى القارة الأفريقية، إلا أن جيوش المرتزقة استفادت بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 من عدد مهم من التكتيكات والاستراتيجيات التى تستخدمها الجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي تختلف كلية عن تلك التي كانت تستخدمها الجماعات المرتزقة التقليدية.
هذا إلى جانب تغير طبيعة البيئة السياسية الدولية، فقد تغير نشاط المرتزقة في القارة الأفريقية ليأخذ شكل العصابات الإجرامية والتنظيمات الإرهابية التى كرست منطق الفوضى داخل القارة في ظل غياب دولة القانون وفساد الأنظمة الأفريقية.
وقد حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا مجلس الأمن "يان كوبيتش" فى 21 مايو 2021 من أن التقدم بشأن القضية الرئيسية المتمثلة في سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا قد توقف، وأن استمرار وجودهم يشكل تهديدًا ليس فقط لليبيا ولكن على المنطقة الإفريقية بأسرها.
وقال إن الأحداث الأخيرة المقلقة في تشاد المجاورة، التي تم إلقاء اللوم فيها على المتمردين في مقتل الرئيس "ادريس ديبي إنتو"، هي تذكير بالصلة بين الوضع الأمني في ليبيا والأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف: "يعزز التنقل الكبير للجماعات المسلحة والإرهابيين وكذلك المهاجرين لأسباب اقتصادية واللاجئين، الذي يتم غالبًا من خلال قنوات تديرها شبكات إجرامية منظمة وغيرها من اللاعبين المحليين عبر الحدود غير الخاضعة للرقابة، مخاطر زيادة انعدام الاستقرار والأمن في ليبيا والمنطقة".