نشاهد، اليوم، صورة جميلة قديمة لأحد شوارع القاهرة المحروسة، تنتمى إلى منطقة القاهرة الخديوية بجمالها ذى اللمسة الأجنبية، بسبب تأثر الخديوى إسماعيل فى صناعة جمالها بما شاهده فى إيطاليا وفرنسا.
وفى زيارة الخديوى إسماعيل لباريس عام 1867 لحضور المعرض العالمي، طلب الخديوى إسماعيل شخصيًا من الإمبراطور نابليون الثالث أن يقوم المخطط الفرنسى "هاوسمان" الذى قام بتخطيط باريس بتخطيط القاهرة الخديوية.
وفى مقابلة التكليف بين الخديوى إسماعيل وهاوسمان، طلب إسماعيل من هاوسمان أن يحضر معه إلى القاهرة كل بستانى وفنان مطلوب لتحقيق خططه.
تحولت القاهرة إلى تحفة حضارية تنافس أجمل مدن العالم، ليطلق عليها كتاب الغرب حينذاك "باريس الشرق"، وتمثل القاهرة الخديوية بداية العمران المصرى فى صورته الحديثة خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر، وهى تعد من المشروعات العالمية البارزة التى تمت فى ذلك القرن لما بنى عليه تخطيطها من دراسات للتخطيط، والتعمير الشامل، وتحطيم عوائق التنفيذ لإخراجها سريعًا إلى حيز الوجود، وبالشكل الذى يجعلها تضاهى أجمل مدن العالم.
فى عام 1872 افتتح إسماعيل شارع محمد على بالقلعة بطول 2.5 كيلومتر، فيما بين باب الحديد والقلعة على خط مستقيم، وزانه على الجانبين بما يعرف بالبواكي، وفى العام نفسه افتتح كوبرى قصر النيل على نهر النيل بطول 406 أمتار، وكان يعد آنذاك من أجمل قناطر العالم، حيث زُيّن بتماثيل برونزية لأربعة من السباع (الأسود) نحتت خصيصًا فى إيطاليا.. كما افتتح أيضًا كوبرى أبو العلا على النيل على بعد كيلو متر تقريبًا من الجسر الأول، والذى صممه المهندس الفرنسى الشهير "جوستاف إيفل"، صاحب تصميم البرج الشهير بباريس، وتمثال الحرية بنيويورك.