كثيراً ما يلعب الحظ والصدفة دورهما فى حياة الإنسان ، فأحيانا ينجو من الموت أو يحقق نجاحاً ويتغير مصيره بسبب صدفة أو ضربة حظ، حين يقرر القدر له مصيراً أخر، وكثيرا ما لعبت الصدفة والحظ دورهما فى حياة نجوم الزمن الجميل لينجو بعضهم من موت محقق أو يحقق نجاحا وشهرة ونجومية.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدرعام 1961 نشرت المجلة عددا من المواقف والأحداث التى حدثت لنجوم الزمن الجميل والتى تغيرت معها أقدارهم، سواء بدفعهم إلى طريق الفن والمجد والشهرة أو بنجاتهم من موت محقق.
وذكرت الكواكب أن من بين النجوم اللذين دفعهم الحظ والصدفة إلى طريق الفن والنجومية الفنانة الكبيرة نجوى فؤاد والتى لم تفكر يوماً فى أن تكون راقصة مشهورة تسلب عقول الجمهور حين ترقص على المسرح.
وأشارت الكواكب إلى أن نجوى فؤاد كانت تعمل موظفة فى مكتب متعهد حفلات، وذات يوم نظم هذا المتعهد حفلة لإحدى الهيئات، وكان من بين نجوم هذا الحفل الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا التى كانت ستؤدى رقصة فى الحفل، ولكنها اعتذرت قبل الحفل بساعة واحدة حيث أصيبت بمغص كلوى مفاجئ.
واحتارالمتعهد أمام هذا الموقف المفاجئ فكيف يستطيع أن يأتى براقصة فى هذا االوقت القليل تحل محل كاريوكا، وفوجئ أثناء حيرته بالموظفة نجوى فؤاد تعرض عليه أن تحل هذا المأزق، وأن ترقص هى بدلاً من تحية كاريوكا، ولم يجد المتعهد حلاً سوى الذى اقترحته موظفته الممشوقة القوام، ولهذا وافق على هذه المغامرة، كالغريق الذى يتعلق بقشة.
وأعلن مذيع الحفل عن مفاجأة بظهور راقصة جديدة وقال فى حقها كلمات جذبت انتباه الجمهور وجعلته متشوقاً لرؤية هذه الراقصة، وتمالكت نجوى فؤاد نفسها واستجمعت شجاعتها وصعدت للمسرح لأول مرة ورقصت وتحمس لها الجمهور وصفق كثيراً ومع تصفيقه زادت شجاعتها وإبداعها فى الرقص، وفى اليوم التالى صدرت الصحف لتتحدث عن مولد نجمة جديدة فى الرقص الشرقى وفتحت لها أبواب الشهرة والمجد ليتغير مصيرها بهذه الصدفة التى جعلت كاريوكا تعتذر عن هذا الحفل.