نشاهد، اليوم، صورة للأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل "1853- 1920) وهى سيدة مصرية صاحبة فضل ورؤية، ومساهمة حقيقية فى النهضة المصرية الحديثة، وذلك بسبب تبرعها الكبير لإنشاء الجامعة المصرية.
كان مشروع بناء جامعة القاهرة سيتوقف لولا رغبة الأميرة فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل فى المساهمة لبناء الجامعة التى تضمن استمرار المشروع و توطيد كل أساس أركانه، فلم يكن الدار التى أقامت بها الجامعة من قبل ملكًا لها بل كانت تؤجر الدور الأول من صاحبه الخواجة نستور جناكليس بأموال كثيرة بلغت 400 جنيه فى العام، كان جناكليس لا يريد إيجار الدار بل بيعه سواء للجامعة أو غيره، إلى أن تم إقناع جناكليس من قبل الأمير أحمد فؤاد بمد عقد الإيجار أربع سنوات، فوافق جناكليس على شرط أن لا يؤجرها لهم بعد هذه المدة، وكان موقعها بمقر الجامعة الأمريكية بالتحرير، هذه الظروف لم تجعل المكان مقرًا ثابتًا للجامعة.
وأطلع الدكتور محمد علوى باشا، الطبيب الخاص بعائلة الأميرة فاطمة و رائد طب الرمد فى مصر، على ظروف الجامعة الصعبة منها اختلال ميزانية المشروع و احتياج معونة جادة لضمان استمرار المشروع، فأظهرت له الأميرة فاطمة استعداد للتبرع وخصصت ست أفدنة أوقفتها لبناء دار جديدة للجامعة، بالإضافة إلى 661 فدانًا من أجود الأراضى الزراعية بالدقهلية فى 2 يوليو 1913.
وخصصت 40% من صافى أرباح 3357 فدانًا و 14 قيراطًا و 14 سهمًا لميزانية الجامعة أى مبلغ صافى 4000 جنيهًا سنويًا، بعد خصم المستحقات و المرتبات من مجموع 5239 جنيهًا.
وأعطت الأميرة ستة أفدنة فى بولاق الدكرور فى مقر وزارة الزراعة الحالى ليتم إنشاء الجامعة عليهم.
ولاحظت الأميرة فاطمة تعثرًا فى بناء كلية الآداب لقلة الأموال فمن أجل اتمام الكلية تبرعت بمجوهراتها، وقد وضعت جامعة القاهرة تمثالا لها فى داخل القبة كنوع من التكريم، ولوحة رخامية داخل كلية الآداب مكتوب عليه "ذكرى عطرة للأميرة فاطمة إسماعيل التى أسهمت فى بناء الكلية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة