لم تكن ثورة 30 يونيو مجرد ثورة أدت لتغير سياسي معين، أو مجرد تغيير في نظام الحكم، بل كانت ميلادا لجمهورية جديدة بالكامل، ليس في السياسة فقط، بل جمهورية جديدة في كل جوانب الحياة المصرية، فمصر قبل 30 يونيو ليست هي مصر بعد 30 يونيو.
فمصر الضعيفة المتشرزمة المنغلقة البعيدة عن جيرانها، بفعل سياسات النأي بالذات عن المشاكل ومحاولة فرض استقرار مزيف يعيش فوق رماد أسفله جمر من النار شديدة السخونة تنتظر فقط الفرصة للانفجار، جاءتها ثورة 30 يونيو لتلقي عليها مياه العمل والجهد ليل نهار للتحول إلى أهم دولة في المنطقة وتعود لوضعها الطبيعي وتشهد انطلاقة ضخمة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا خلال سنوات معدودة.
فعلى المستوى الاقتصادي نجد أن عجز الموازنة انخفض من 12% عام 2013 إلى7.8% خلال خلال 2021 ومن المتوقع أن يصل إلى6.7% فى العام المالى المقبل، وتراجع معدل البطالة من 13.3% عام 2014 إلى7.2% فى ديسمبر 2020؛ ليسجل أدنى مستوى، ومعدل التضخم انخفض من 22% فى 2017 إلى 4.5% فى مارس 2021، وارتفع معدل النمو من4.4% إلى 5.6% فى العام المالى 2020، وهو أعلى معدل نمو منذ الأزمة العالمية المالية عام 2008.
ولو آخذنا جانبا بسيطا من المستوى الاجتماعي فسنجد أن عملت الحكومة بعد ثورة 30 يونيو على توصيل الدعم لمستحقيه من خلال برامج فعالة للحماية والدعم الاجتماعي للفئات الأكثر احتياجًا، وزيادة الإنفاق على الصحة والتعليم من115 مليار جنيه في 2014 إلى 663.7 مليار جنيه وهو إجمالى ما تم تخصيصه فى الموازنة الجديدة للعام المالى 2021/ 2022، بما يفوق نسب الاستحقاق الدستورى، وزيادة دعم الغذاء من 39.4 مليار جنيه في 2014 إلى 87.2 مليار جنيه، وتم تنفيذ أكبر برنامج إسكان اجتماعي لمحدودي ومتوسطي الدخل فى العالم، حيث تم تسليم حوالي 750 ألف وحدة سكنية كاملة التشطيب لأصحابها، وارتفعت المخصصات المالية المقررة للدعم بالموازنة العامة للدولة خلال السبع سنوات الماضية من 198.5 مليار جنيه بميزانية 2014/ 2015 إلى نحو 321 مليار جنيه بالموازنة الجديدة.
وذلك بالإضافة إلى المشروعات القومية الضخمة التى تم تنفيذها خلال آخر 8 سنوات ومنها مشروع زراعة المليون ونصف مليون فدان، مشروع قناة السويس الجديدة، ومشروع الإسكان الاجتماعي، ومشروع 100 مليون صحة والقضاء على فيروس سي، ومشروع حياة كريمة الذي يستهدف تطوير كل الريف المصري خلال سنوات معدودة.
وفي مجال توفير الطاقة التى كانت تشهد نقصا حادا في مصر قبل ثورة 30 يونيو استطاعت الحكومة تحويل تحدي نقص الغاز والكهرباء إلى فرصة جديدة للاستثمار، بما أسهم في القضاء على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى، وكذلك نقص الغاز، وتوفير فائض للتصدير بمراعاة تنويع مصادر توليد الطاقة على النحو الذى يساعد في تأمين احتياجات المواطنين، والمستثمرين، في الوقت الحاضر والمستقبل أيضًا.
كل هذا لمحة فقط مما تم انجازه منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد بعد ثورة 30 يونيو، ولا يسعنى في هذا المقام إحصاء كل انجازاته، التى لا يمكن لأي مقال احتوائها، ويوما ما سيكتب التاريخ أنجازات هذا الرجل في عشرات الكتب، والتى ستؤكد للجميع أن ثورة 30 يونيو هي ميلاد جمهورية جديد عظيمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة