نلقى الضوء على كتاب "النيازك فى التاريخ الإنسانى " لـ على عبد الله بركات، الذي يبحث فى جيولوجيا الأرض وتاريخ النيازك منذ عرفها الإنسان.
يقول الكتاب فى مقدمته:
يُعنى علم دراسة النيازك «ميتوريتكس»، بدراسة المواد الصُّلْبة الحديدية والحجرية، التي تسقط على الأرض من الفضاء الخارجي. وهو من العلوم الحديثة نسبيًّا، التي يعود تاريخ الاهتمام بها إلى بدايات القرن التاسع عشر، أي منذ حوالي 200سنة خلَتْ، وأخذ العلم ينمو نموًّا كبيرًا في الآونة الأخيرة، وأصبحت تطبيقاته تغزو مجالات العلوم المختلفة، التي من أهمها أبحاث الفضاء، وما يرتبط به من علوم؛ كنشأة الكون، والمكونات الكيميائية للنجوم والكواكب، وعلاقة الأجرام السماوية بالأرض، وبحث مسألة احتمال وجود حياة خارج الأرض. ويُسهم علم دراسة النيازك في تطوُّر علوم الأرض، وتقدُّم الدراسات الخاصة بمراحلِ تطورها، وسيرِ العمليات الحيوية عليها، ونشأةِ بعض المعادن والصخور، التي تتكوَّن من تأثيرات الصدمات النيزكية بالأرض.
وكما كانت النيازك ترتبط ببعض المعتقدات في العصور القديمة، ولا تزال في بعض الثقافات، ترتبط أيضًا في الثقافة العلمية الحاضرة بكثيرٍ من المسائل العلمية التي تناقشها وسائل الإعلام يوميًّا وتلقى اهتمامًا كبيرًا من قبل الناس، مثل موضوع انقراض أنواعٍ من الحياة كالديناصورات، بل أيضًا موضوع اختفاء حضارات إنسانية كحضارة «أطلانطس»، المفترضة، وخطورتها على الحياة، وقضية وجود حياةٍ على كواكب أخرى في المجموعة الشمسية، وفوائدها العلمية والمادية، وتأثيراتها في فكر الإنسان عبر العصور، وإسهامها في تطور الفكر العلمي.
وخلال العصور التاريخية، توجد إشارات لسقوط النيازك من السماء في شكل تلميحاتٍ لمصدر الحديد الذي توفره النيازك الحديدية، يُستدلُّ منها على معرفة الإنسان لظاهرة سقوط النيازك ثم تأتي التسجيلات الصريحة لسقوط الأحجار السماوية، واختلاف الباحثين عبر التاريخ حول هذه الظاهرة، التي استمرَّت حتى القرن الثامن عشر؛ حيث كان البعض يرفض فكرة إمكانية سقوط الأجسام الصلبة من السماء. وممارسات الإنسان تجاه النيازك، وتأثيراتها في معتقداته وأفكاره العلمية، وما قدَّمَت له من حديدٍ خالص استغلَّه في تشكيل أدواته الحديدية في العصور القديمة، حيث لم يكن يعرف استخلاص الحديد من خاماته الأرضية، وما قدَّمتْه من كنوزٍ معدنية، استغلَّها الإنسان منذ عصورٍ بعيدة.