تختتم يوم الأحد المقبل منافسات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، بمواجهة نارية تجمع المنتخبين الإيطالي والإنجليزي على ملعب ويمبلي التاريخي، في لقاء سيشهد العديد من التحديات الثنائية على أرض الملعب، في ظل بحث الفريقين عن لقب طال انتظاره لعقود.
وبعد منافسات دامت على مدار شهر، وبطولة شهدت العديد من المفاجآت فى كل أدوارها، يكتب نجوم إنجلترا وإيطاليا تفاصيل المشهد الختامي للبطولة القارية، والذي قد يشهد كتابة اسم بطل جديد فى صفحات تاريخ البطولة، وهو منتخب "الأسود الثلاثة"، أو تحقيق "الأتزوري" للقب للمرة الثانية.
1- صراع خاص بين دوناروما وبيكفورد
ويجمع التحدي الأول بين الحارسين، الإيطالي جيانلويجي دوناروما والإنجليزي جوردان بيكفورد، أقل الحراس تلقيا للأهداف فى منافسات البطولة حتى الآن، الأمر الذى يسعى كل منهما للحفاظ عليه خلال المباراة النهائية.
وتألق الحارس الإيطالي على مدار البطولة، ولم يتلق أي أهداف خلال منافسات دور المجموعات، قبل أن يتلقى ثلاثة أهداف فى الأدوار الإقصائية، بواقع هدف وحيد في مباريات النمسا وبلجيكا وإسبانيا، قبل أن يتألق فى نصف النهائي أمام المنتخب الإسباني، ويتصدى لضربة حاسمة من المهاجم ألفارو موراتا.
وحقق الحارس رقما قياسيا لإيطاليا في البطولة، بعد الحفاظ على شباكه نظيفه لـ1168 دقيقة، ليتفوق على رقم مواطنه دينو زوف، والذي حققه في منافسات كأس العالم 1982.
أما بيكفورد، فقدم مستويات مميزة على مدار البطولة، ولم تتلق شباكه سوى هدف وحيد في نصف نهائي اليورو، من ركلة حرة أسكنها اللاعب، ميكيل دامسجارد، الشباك بشكل رائع. ويحافظ الحارس على مكانه الأساسي مع المنتخب الإنجليزي منذ مونديال 2018 بروسيا.
2- منافسة فى الخطوط الخلفية بين كيلليني وبونوتشي ضد ماجواير وستونز
أما في الخطوط الخلفية، فيشتد الصراع على لقب الأفضل في البطولة بين كل من الإيطاليين جورجيو كيلليني وليوناردو بونوتشي والإنجليزيين هاري ماجواير وجون ستونز، وذلك بعد تقديمهم مستويات مميزة على مدار البطولة، وقيادتهم للمنتخبين إلى بعد مراحل المنافسات.
يتميز كيللييني بالتدخلات القوية والرقابة اللصيقة للخصوم، بينما تكون مهمة بونوتشي الأبرز هي إخراج الكرة بالشكل الصحيح من أجل بداية الهجمات. نجح اللاعبان في تنفيذ الأدوار الموضوعة لهما من قبل المدير الفني روبرتو مانشيني، وكانا من أهم أسباب صلابة الفريق الدفاعية، بالرغم من اعتماده على الهجوم والضغط المتقدم في معظم لقاءاته.
وعلى الجانب الآخر، أظهر ماجواير وستونز تفاهما كبيرا في منافسات البطولة. ويتميز ستونز بالسرعة والقدرة على التقدم بالكرة، وهو الأمر الذي تحسن فيه بشكل كبير بفضل العمل تحت إمرة المدير الفني، جوسيب جوارديولا، في فريق مانشستر سيتي، أما ماجواير فهو الصخرة الدفاعية التي تحطمت عليها الكثير من هجمات الخصوم في مختلف أدوار البطولة، وذلك بالإضافة إلى تميزه في ضربات الرأس وألعاب الهواء، وهو ما يشكل خطورة على الخصوم في الكرات الثابتة.
3- هدوء جورجينيو يصطدم بتألق فيليبس
يتميز لاعب الوسط الإيطالي بهدوء شديد في أصعب الظروف، وهو ما أظهره في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي، وأكده أمام إسبانيا في نصف نهائي اليورو، وخاصة في ركلات الترجيح، بعدما أسكن الكرة الحاسمة شباك أوناي سيمون بشكل رائع. وسيكون أمام اللاعب مهمة كبيرة خلال المباراة النهائية من أجل السيطرة على معركة وسط الملعب والاستحواذ.
وسيصطدم النجم الإيطالي بتألق كالفين فيليبس، أحد مفاجآت المنتخب الإنجليزي في اليورو، والذي يشبه الكثيرون طريقة لعبه بأسطورة "الأتزوري" أندريا بيرلو، وقدم اللاعب مستويات مميزة على الصعيد الدفاعي، وكان له دور كبير في بداية هجمات فريقه بتمريرات متقنة في كل أنحاء الملعب، ويعود الفضل في تطور مستواه الملحوظ إلى العمل مع المدير الفني الأرجنتيني الفذ، مارسيلو بييلسا.
4- كييزا وستيرلينج وسباق السرعة على جانبي الملعب
وفي الخطوط الأمامية سيكون الصراع على جانبي الملعب واضحا بين النجمين فيديريكو كييزا ورحيم ستيرلينج، بعد تقديم كليهما لمباريات رائعة، ومساهمتهما في تشكيل خطورة هجومية على المرمى خصوم إيطاليا وإنجلترا في البطولة.
تألق كييزا في ثمن النهائي أمام النمسا، وهو ما دفع مانشيني للاعتماد عليه بشكل أساسي في المباريات التالية، ليواصل التألق ويثبت أقدامه في التشكيلة الأساسية خلال المراحل الحاسمة.
أما ستيرلينج فيعتبر من أبرز نجوم إنجلترا في البطولة، وكان مصدر الخطورة الأبرز لـ"الأسود الثلاثة" خاصة في المباريات الأولى، في ظل غياب التوفيق عن المهاجم هاري كين في المباريات الأولى، لينجح في التسجيل أمام كرواتيا والتشيك وألمانيا، بالإضافة إلى حصوله على ركلة جزاء مثيرة للجدل أمام الدنمارك، فتحت طريق التأهل للمباراة النهائية أمام منتخب بلاده.
5- معاناة إيموبيلي واستفاقة كين
أما التحدي الذي يشهد تفوقا واضحا للمنتخب الإنجليزي، فيبرز في مركز رأس الحربة، بعد استعادة نجم هجوم توتنهام كين للذاكرة التهديفية في المرحلة الأهم للأسود الثلاثة، لينجح في إضافة 4 أهداف إلى رصيده قبل المباراة النهائية، ويشكل خطورة كبيرة ومصدر إزعاج لدفاعات الخصم بفضل تحركاته وضغطه المتقدم وصناعته للأهداف لزملائه.
أما إيموبيلي فاكتفى بإحراز هدفين في دور المجموعات، قبل أن يترك مهمة التهديف لزملائه في المباريات الحاسمة، في ظل تألق نجوم الأجنحة وخط الوسط، ولكنه سيسعى لاستعادة بريقه في المباراة الأهم له ولمنتخب بلاده هذا العام، وهي كذلك أيضا بالنسبة كين، الذي يتمنى تحقيق بطولة كبرى في مسيرته، خاصة بعدما تأكد غيابه عن دوري أبطال أوروبا مع توتنهام الموسم المقبل.