عقدت كلية الإعلام جامعة القاهرة، صباح اليوم الأحد، مؤتمرها العلمي الدولي السادس والعشرين تحت عنوان "الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي: مسارات للتكامل والمنافسة"، تحت رعاية الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، و الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، وبرئاسة الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام، وتحت إشراف الدكتورة وسام نصر، وكيلة الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، وبمشاركة عدد كبير من الباحثين المصريين والعرب، وعدد من أساتذة وخبراء الإعلام المصريين والأجانب.
يناقش المؤتمر عددا من القضايا في صناعة الإعلام، من خلال العديد من الدراسات العلمية والحلقات النقاشية التي تبحث في تقنيات الإعلام الرقمي والتأثيرات المتبادلة بينها وبين وسائط الإعلام التقليدي.
بدأت فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بكلمة الدكتورة وسام نصر، أمينة عام المؤتمر، والتي أكدت أن المؤتمر العلمي الدولي للكلية في نسخته السادسة والعشرين يتميز هذا العام بخارطة متنوعة من الحلقات النقاشية المتميزة، بمشاركة خبرات عربية ودولية تناقش قضايا مهمة في الإعلام الرقمي والتقليدي، لافتة إلى أن ضرورة السعي نحو تجويد العمل الإعلامي.
وأكدت نصر، أن الحلقات النقاشية تتناول القضايا المجتمعية المهمة وثيقة الصلة بالإعلام الرقمي والتقليدي، بهدف وضع ميثاق شرف للإعلام الرقمي، عبر مائدة مستديرة يشارك فيها كوكبة من الأكاديمين والخبراء، لافتة إلى أن المؤتمر لم يبتعد عن رؤية مصر للتنمية المستدامة ومجاراة الخطوط التنموية للدولة لمواجهة الأزمات العالمية والمحلية.
وأوضحت وكيل كلية الإعلام لشؤون الدراسات العليا، أن المؤتمر يسعى إلى لفت نظر صناع القرار الإعلامي إلى دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الصناعة الإعلامية، وذلك عبر ما يزيد عن 70 بحثا من دول عربية وأفريقية، مقسمة على 12 جلسة بحثية، تضم قضايا نوعية أبرزها الذكاء الاصطناعي، وتأثيرات الإعلام الرقمي.
وكشفت أمين عام المؤتمر، أن الجلسة الختامية غدا سوف تشهد توزيع جوائز للباحثين المشاركين، والإعلان عن أفضل بحث في المؤتمر، وذلك باختيار لجنة من أساتذة كلية الإعلام.
من جانبها، قالت الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة الكلية، أن صناعة الإعلام تشهد تغيرات كبيرة، إذ تنتقل من الشكل المملوك للحكومة إلى إعلام رقمي أكثر حرية، لدرجة تصل في بعض الأحيان إلى الفوضوية، الأمر الذي يتيح لأي شخص بمجرد امتلاك إنترنت القدرة على نقل الأخبار ونشرها، والتصوير والتوثيق، مما دفع بعض وسائل الإعلام التقليدية إلى النقل عنه، وبالتالي تهديد مهنيتها جزئيا.
وتابعت "مصطفى": يثار هنا إشكالية نهاية الإعلام التقليدي، غير أن التجارب تشير إلى أن وسائل الإعلام تتعايش وتتكيف وتطور من نفسها، وهنا يظهر السؤال حول كيفية قدرة الإعلام التقليدي على البقاء، ومواجهة أزمة نقص الإعلانات، مؤكدة أن الوسائل التقليدية عملت على الاشتراك في العالم الرقمي، وذلك عبر إطلاق مواقع إلكترونية، وإشراك الجمهور في صناعة المحتوى، ولكن تراجع الإعلام التقليدي لا يعني نهايته، وبالتالي لا جدوى من إثارة الصراع بينهما.
وطالبت رئيسة المؤتمر، الإعلام الجديد بتفادي الشائعات، والتركيز على الجوانب المهنية، والتخلص من عيوبه، ومن هنا جاءت فكرة المؤتمر التي تستهدف العمل على وضع رؤية لميثاق شرف للإعلام الرقمي، ودراسة العلاقة التكاملية بينه وبين الإعلام التقليدي، ودراسة آثاره النفسية والاجتماعية، وتأثيراته على القائمين بالاتصال، وظواهره المستجدة مثل توظيف المؤثرين في التسويق، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في كشف الأخبار المزيفة، وغيرها، مؤكدة أن المؤتمر يتصدى لقضايا الأمن السيبراني، وصحافة الفيديو، وأبعادهما المختلفة.
شهد المؤتمر خلال جلسته الافتتاحية، استعراض كلمة مسجلة للمهندس عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي أكد فيها أن صناعة الإعلام فاعلة في تشكيل وعي المجتمعات، حيث أوضح أن الثورة الرقمية أحدثت نموذجا جديدا في الإعلام، الذي يتكامل مع الإعلام التقليدي، مع اتسامه بالشمول والإتاحة والتفاعلية، وذلك عبر البث الحي، صحافة الموبايل، وصحافة المواطن وغيرها.
ورأى وزير الاتصالات، أن هذه الثورة الرقمية أعادت تشكيل الواقع الإعلامي، وذلك عبر تقنيات الواقع المعزز، وسلسلة الكتل، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والبيانات الضخمة، مشيرًا إلى أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي أسهمت في كشف المحتوى المزيف وصناعة المحتوى الإعلامي، وظهور صحافة الروبوت، مع دمج تقنيات انترنت الأشياء والحوسبة السحابية في التغطيات الصحفية ونقل وتسويق المحتوى.
وكشف "طلعت" عن أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعمل على تجهيز الدولة للانتقال إلى الذكاء الاصطناعي، وقد قفزت أكثر من خمسين مركزا على هذا المؤشر، مبينًا أن هذه التكنولوجيا خلقت تهديدات خطيرة، منها القرصنة الإلكترونية، وغيرها، وهنا أعدت وزارة الاتصالات إطارا تشريعيا لسد تلك الفجوة، كما تشير تلك الظاهرة إلى مخاطر الأتمتة على مستقبل الوظائف البشرية، وإن كان الواقع يشير إلى أنه لا استغناء عن العنصر البشري.
كانت الدكتورة هويدا مصطفي رئيس المؤتمر، والدكتورة وسام نصر أمين عام المؤتمر في ختام كلماتهما قد توجهتا بالشكر لكل القائمين على المؤتمر وكل من ساهم في إنجاحه، وعلى رأسهم وزارة الاتصالات ورئاسة الجامعة لرعايتهما الكريمة للمؤتمر، منوهين بالدور الذي قامت بها إدارة الكلية ولجان المؤتمر، ورؤساء والجلسات والمعقبين عليها ومقرريها والمشاركين بها.