قال السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إن مصر تواصل اتصالاتها وجهودها الدبلوماسية للدفاع عن قضيتها فى أزمة سد النهضة، واصفا طرح الأمر على مجلس الأمن أمر غير مسبوق ولم يحدث مع أى دولة أخرى لديها قضايا مشابهة.
وأضاف خلال لقائه مع تلفزيون اليوم السابع، أن أعضاء مجلس الأمن بالطبع لم يكن لديهم رغبة من العام الماضى أن تأتى القضية إلى المجلس لعدة أسباب، وهى أن هذه القضية لم تأتى قضايا مشابهة لها للمجلس من قبل، كذلك أن هذه القضية تدخل أعضاء المجلس فى التعامل مع أمور يحاولون تجنب التعامل معها لأنها تمس بمصالح بعض الأطراف، وتمس بشكل مزدوج دول المنابع التى لا تريد إرساء سوابق فى الأمر لأن لها مصالح، ودول المصبات تدرك أنها لم تستطيع أن تفعل ما فعلته مصر وتأتى بقضيتها إلى المجلس، لذلك فإن إتيان القضية للمجلس خلال عامين متتالين، أمر يولد ضغطا سياسيا على كافة الأطراف وصولا إلى الحل، ولكن المجلس ليس هو الذى يقدم الحل لكنه أحد المسارات التى يجب أن تسلكها مصر وصولا إلى تحريك الأمور وتوليد قوى الدفع نحو الوصول لحل لهذه القضية المعقدة.
وتابع السفير محمد إدريس خلال اللقاء الذى أعدته هدى أبو بكر، وقدمه تامر إسماعيل، حول ردود فعل أعضاء مجلس الأمن، " الكل يعتبر أنه وقف معك بالإتيان بالقضية إلى المجلس لأنه كثيرين كانوا يرغبون فى تجنب إتيانها للمجلس لأنها تمس بمصالح البعض، بالتالى قد يدفع البعض بأنه قد عمل ضد مصالحه المباشرة بالموافقة على إتيانها لمجلس الأمن".
وأضاف مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، هناك قضايا عديدة فى أنحاء العالم تحدث يوميا ومجلس الأمن لم يجد لها حلا، فهو لم يتعامل مع القضية الفلسطينية، ولم يتعامل مع ما حدث فى غزة، ولم يصدر شيء إلا حينما أبرمت مصر اتفاق وقف إطلاق النار، وقتها أصدر المجلس بيان صحفى محدود أثنى على جهود مصر، أيضا هناك قضايا فى ليبيا، واليمن وقضايا كثيرة هامة وعاجلة وبها قدر كبير من الدمار فى بعض الدول، لكن المجلس فى النهاية هو تعبير سياسى يصل لنقطة توازن بين مصالح متناقضة ومتعارضة.