تغيرت ملامح بحيرة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، وظهرت المسطحات المائية التى غابت عن الأنظار سنوات طوال، وبتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بالاهتمام بالبحيرات، بدأ العمل بها، بتعميق وتطهير البحيرة وتطويرها، وعلى مدار 7 سنوات فى ظل عمل طوال 24 ساعة بثلاث ورديات دبت الروح فى البحيرة، وعادت لسابق عهدها، وعبر ثلاثة مراحل بدأت عملية التطوير.
بحيرة البرلس ثانى أكبر البحيرات الطبيعية فى مصر، وتبلغ مساحتها حوالي 108 آلاف فدان تقريبا بعد تناقص 50% من مساحتها الأصلية بسبب التعديات، وتقع فى محافظة كفر الشيخ، ولها دور كبير فى استقبال الطيور البرية المهاجرة، وأعلنت كمحمية طبيعية عام 1998م، وبها 28 جزيرة يعيش عليها بعض الصيادين، وعدد من الأهالى.
ويعتمد عليها أهالى البرلس لكسب رزقهم، ففي الصباح الباكر يخرج الصيادون من منازلهم المجاورة للبحيرة سواء فى مدينة برج البرلس أو بقرى بر بحرى أو غيرها، وتخرج زوجات الصيادين لمساعدتهم أو لبيع الأسماك التى يصطادونها، فعلى الطريق الدولى الساحلى تجد العشرات من زوجات الصيادين يضعن السمك فى أوان، وتعرضن بيعها بالشروة، والشروة يبدأ ثمنها من 20 جنيه لـ 40 جنيه، وهى أرخص من البيع بالكيلو.
وقال المهندس أسامة هنداوي رئيس الإدارة المركزية لمنطقة وسط الدلتا بكفر الشيخ، إن القيادة السياسية وجهت بالاهتمام بالثروة السمكية بالبحيرات ، لذا تم وضع خطة لتنمية الثروة السمكية وزيادة المخزون السمكي بالبحيرات، فتم القاء 73 مليون وحدة زريعة بجميع البحيرات المنتشرة في مصر، ومنهم بحيرة البرلس، تم إلقاء 4 ملايين وحدة زريعة سمك، من بينهم 3 ملايين وحدة زريعة بلطي، ومليون وحدة زريعة مبروك، مؤكداً أن إلقاء الزريعة بالبحيرة لتنميتها، وزيادة المخزون السمكي بها، ما يؤثر على زيادة نسبة الصيد، كما يؤدي لخفض الأسعار حينما تزداد كميات الأسماك ببحيرات مصر.
وأضاف هنداوي، أنه يتم إلقاء بلطي نيلي ومبروك حشائش ومبروك فضي، لأنهما صالحين للزراعة في المياه العذبة، مؤكداً أن أعمال التطهير والتعميق جارية ، من خلال شركة المقاولون العرب، وتقوم الإدارة العامة للمشروعات بوسط الدلتا بأعمال التطهير حاليا في منطقة النقعة ببحيرة البرلس، كما تقوم بمجهود لإزالة مخلفات إنشاء الحوش والسدود والصيد الجائر بالاشتراك مع وزارة الداخلية ممثلة في شرطة المسطحات بالبرلس، ضمن رؤية وتخطيط السيد القصير ، وزير الزراعة ، والدكتور صلاح مصيلحي رئيس مجلس إدارة الثروة السمكية.
وقال المهندس محمد أبو النضر، مدير مفرخ فوه السمكي: يتم توفير الزريعة لضخها ببحيرة البرلس، وتتم عملية المعالجة وأعمال التفريخ والتكاثر، لإخراج زريعة صالحه للعيش والتأقلم مع المياه العذبة ببحيرة البرلس مشيراً إلى أنه تم ضخ 4 ملايين وحدة زريعة بالبحيرة على مراحل ، وسيتم ضخ المزيد في المراحل المقبلة.
وأكد مجدى مرعى، رئيس جمعية منية المرشد وعضو الاتحاد التعاوني، أن القيادة السياسية والدولة تعمل جاهدة على تطوير البحيرات في مصر، وخاصة بحيرة البرلس، وخلال الـ7 سنوات الماضية شهدت البحيرة أعمال تطوير وتعميق لم تشهدها من قبل، لافتا إلى اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، واللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، والمسئولين بالبحيرة، مطالبا بتكثيف الدوريات الخاصة بشرطة المسطحات لمنع صيد الزريعة، " من غير من المعقول أن تتكلف الدولة تكاليف باهظة لتوفير الزريعة في البحيرة، ليتلقفها مافيا الصيد الجائر.
وأكد المهندس محمد السيد بلتاجي، المدير التنفيذى لبحيرة البرلس، أن أعمال تطهير البحيرة يتم على 3 مراحل، بتكلفة إجمالية 960 مليون جنيه، والمرحلة الأولى على مساحة 1808 أفدنة بتكلفة 90 مليون جنيه، لإزالة الهيش والبوص وأعمال التكريك، والمرحلة الثانية على مساحة 1500فدان بتكلفة 352 مليون جنيه، وتم كشف مسطح مائى وتكريك مساحته 1500 فدان، وتطهير مجرى بوغاز البرلس، وتكسية وتدبيش جانبى البوغاز، بالإضافة لشق ثلاثة قنوات شعاعية من القناة الرئيسية للبوغاز داخل البحيرة بأطوال،1500: 1200 متر، وبعرض 100 متر بعمق 5. 5م، بالإضافة لإنشاء مبنى المسطحات المائية على بوغاز البرلس.
وأضاف بلتاجي لـ"اليوم السابع"، أنه جارى العمل فى المرحلة الثالثة بمساحة 3026 فدان، وتهدف هذه المرحلة لكشف المسطح المائى من إزالة نموات نباتية، والهيش وتكريك مساحة 3026 فدان، وفتح 5 أبواب بالبحيرة وهى "الشاروش، الزنقة، المتفذ، القطوعات، سنجار" وتكريك أحواض أمام المصارف "مصبات"، وإنشاء مرسى نموذجى من بين إنشاء 6 مراسى سيتم إنشاؤهم، وتطوير منطقة القزاقات، وإنشاء القناة الإشعاعية الرابعة، بالإضافة إلى تطهير قناة برمبال بطول 11 كم، وتعديل السحارة أسفل ترعة الراشدية.
وقال المهندس محمد السيد بلتاجى، المدير التنفيذى لبحيرة البرلس، إنه تم إنشاء بحر فاصل بالجهة الشمالية للبحيرة بطول 70 فدانا، لفصل البحيرة عن قرى بر بحرى، لضمان عدم التعدى، كما تم تنمية وتطهير البركة الغربية بمساحة 1500 فدان، وتم إضافتها للصيد البحرى، كما تم إزالة المخالفات ومنها ازالة حلقة أسماك على مساحة فدان، كما تم إزالة الآلاف من مخالفات الغزل والجوربية وغرائز خشبية، كما تم فتح باب البشاروش.
وأكد عبد النبى عبد المقتدر شحاتة، شيخ الصيادين بالبرلس، أن بحيرة البرلس تشهد اهتماما كبيراً من القيادة السياسية، من أعمال تطوير بالإضافة إلى حملات ضبط مافيا الزريعة، وهم من يرفضون أعمال التطوير بالبحيرة لأنها تمنع صيدهم للزريعة، وتعميق البحيرة لعمق ما بين 5 أمتار لـ 8 أمتار يعجزهم عن صيد الزريعة، أما بقية الصيادين سعداء بما يتم شريطة استكمال أعمال التطهير لكل مساحة البحيرة ولا يقتصر فقط على تلك المساحة.
وقال شحاته: عادت البحيرة لمكانتها، فأصبح يرد للبحيرة أنواع الأسماك التى اختفت خلال السنوات الماضية، فيوجد الآن 34 نوعا من الأسماك ترد من مياه البحر المتوسط عبر البوغاز، ولكن للأسف مافيا الزريعة تصطادها فيقل عدد الاسماك، مؤكداً أنه لولا أعمال التطهير والعميق والتوسعة بالإضافة للمزارع السمكية ووصل سعر كيلو الأسماك البلطى والبورى مثل سعر كيلو اللحوم.
وأضاف شيخ الصيادين، أنه تم غلق هويس الخاشعة، لمنع صب مياه مصرف كوتشنر فى بحيرة البرلس لمنع تلوثها، حفاظاً عليها من صرف مجارى ومصانع المحلة الكبرى وكفر الزيات التى تلوث مصرف كوتشنر، وهناك 7 مصارف أخرى تلقى بمياه الصرف الزراعى فى بحيرة البرلس، مؤكداً أن ماكينة الصرف تلقى فى الثانية الواحدة 90 متر مياه، مطالباً بتحلية المياه وإعادتها للإستفادة منها فى رى الأراضى، كما حدث أيام اللواء أحمد زكى عابدين وزير التنمية المحلية، ومحافظ كفر الشيخ الاسبق، الذى استغل مصرف الهوسه وأقام هوايس عليه مما أدى إلى 400 فدان أرز.
وقال عبدربه محمد سعد، كبير الصيادين، لو تم تنفيذ فكرة استغلال وتطهير المصارف السبعة لزرعنا آلاف الأفدنة بالأرز والمحاصيل الرئيسية الأخرى دون الحاجة للتر مياه، بدلاً من إهدار آلاف الأمتار من المياه فى مياه البحر المتوسط من خلال بحيرة البرلس، مؤكداً أن 55 مليون لتر مياه حصتنا من نهر النيل تضيع منها حوالى 30% ببحيرة البرلس ومنها للبحر المتوسط.
مشددا على أن الأسماك ببحيرة البرلس زادت، نتيجة التطهير والتعميق وتعددت أنواعها، فقد ظهرت أسماك الجمبري لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما، بالإضافة لأسماك القاروص والدنيس، مشيراً إلى أن صغار الصيادين عادوا للبحيرة بعد انقطاعها عنها لقلة الأسماك.
وقال المهندس محمد فياض، مدير مشروع بحيرة البرلس، إن الهدف من الأعمال التى نقوم بها، الحفاظ على بحيرة البرلس وتنمية الثروة السمكية وتوسيع المسطح المائى لبحيرة البرلس، ما ينعكس على إيجاد فرص عمل وإحياء مهنة الصيد التى أوشكت على الاندثار وخاصة لدى صغار الصيادين، وتوفير أكبر كمية من المعروض من الأسماك الذي يؤدي لخفض سعر السمك فى السوق المحلية وزيادة جودته للتصدير وتقليل سعر البروتينات الأخرى من لحوم ودواجن والحفاظ على البرلس كمحمية طبيعية وعلى نوعية الأسماك المختلفة وتجديد النوعيات وإضافة نوعيات جديدة، وتلافى عملية النحر والاطلاع على جوانب البوغاز لتنشيط تيارات المياه وتجديدها الداخلة إلى بحيرة البرلس.
وقال اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، إن هناك اهتماما كبيرا من الدولة للحفاظ على البيئة وبحيرة البرلس وعدم تلوثها، مؤكداً أن الرئيس السيسي اهتم بالبحيرات ومنها البرلس، ووجه بسرعة تنميتها وتطوير إنتاجها من الأسماك من مختلف الأنواع، وأمر بسرعة تطوير وتطهير محمية بحيرة البرلس لزيادة إنتاجها من الأسماك من مختلف الأنواع لخدمة صغار الصيادين وأبناء المحافظة، مع العمل على إزالة الحشائش و الغاب والبوص والأحراش منها، وتعميقها وزيادة مساحة الصيد الحر لخدمة صغار الصيادين بالبرلس، وتطهير وتعميق بوغاز البرلس بما يسمح بدخول مياه البحر المتوسط المالحة إلى البحيرة للقضاء على الحشائش والبوص المنتشر بالبحيرة، مع وقف عمليات الصيد المخالفة بها، ومكافحة صيد الزريعة، وإطلاق ملايين الزريعة الصغيرة من الأسماك بها بصفة سنوية، ويتم إطلاق أكثر من 50 مليون وحدة زريعة صغيرة فى البحيرة ونهر النيل والمزارع السمكية المنتشرة بالمحافظة
وأكد محافظ كفرالشيخ، أن الرئيس السيسي بحث تطوير البحيرات المصرية وتنميتها وحل المشاكل التى تواجه هذه البحيرات لضمان زيادة إنتاجها من الأسماك وعلى رأسها بحيرة البرلس، التى تقع بالكامل فى نطاق محافظة كفر الشيخ على مساحة 108 آلاف فدان، مؤكدا أنه تم افتتاح قسم شرطة مسطحات البرلس على مساحة 400 متر بتكلفة مليون و250 ألف جنيه.
وتابع المحافظ: تمت دراسة مقترح الشركة الصينية لخدمات وإدارة المياه بشأن معالجة مياه الصرف الزراعى ببحيرة البرلس، وتم تنفيذ عدة حملات أمنية مكبرة بالتعاون مع مديرية أمن كفر الشيخ لإزالة التعديات وضبط المخالفين بالبحيرة، وعقب الانتهاء من المرحلة الثانية، ستبدأ المرحلة الثالثة والرابعة من تطهير البوغاز، تحت إشراف جهاز تعمير الساحل الشمالى بالتعاون مع المحافظة.
وأكد محافظ كفرالشيخ، أنه جارى تنمية وتطوير قطاعات كبيرة من بحيرة البرلس ابتداءً من تطوير وتعميق وتكسية بوغاز البرلس الذي يعتبر الشريان الرئيسي للبحيرة، مما أدى إلى دخول المياه المالحة للبحيرة محملة بأنواع كثيرة من الأسماك والزريعة، مما أدى إلى زيادة المخزون السمكي بالبحيرة والقضاء على النباتات المائية "ورد النيل، النسيلة، البوص"، بأماكن كثيرة بالبحيرة.
وقال محافظ كفر الشيخ، إن الحملات الأمنية مستمرة لإزالة التعديات ببحيرة البرلس بالتنسيق مع مديرية اﻷمن والثروة السمكية، مضيفا أنه سيتم التصدى لكافة أشكال الصيد الجائر بوغاز البرلس، ويتم تطبيق القانون الجميع للحد من هذه الممارسات الخاطئة ببحيرة البرلس، كما سيتم تشغيل قسم شرطة المسطحات المائية الذي تم إنشاؤه ببوغاز البرلس، لحماية حقوق الصيادين، وفرض سيادة القانون، والقضاء على اللنشات المخالفة ببحيرة البرلس.
وأضاف محافظ كفر الشيخ، أن المشروعات الجارية ببحيرة البرلس تشمل استكمال المرحلة الثانية لعملية تطهير وتعميق بوغاز وبحيرة البرلس، بتكلفة 155 مليون جنيه، ويهدف المشروع إلى تنمية بحيرة البرلس، وزيادة الناتج من الأسماك بها، وخلق بيئة صالحة لتكاثر أنواع مختلفة من الأسماك، وإتاحة مساحات كبيرة للصيد الحر، وتوفير فرص العمل لأهالي المحافظة، مؤكداً أن محافظة كفر الشيخ، هي قلعة إنتاج الأسماك في مصر، و أولى المحافظات على مستوى الجمهورية في إنتاج الأسماك من مختلف الأنواع، حيث تنتج المحافظة أكثر من 60% من إنتاج الجمهورية من الأسماك، بعد الأعمال الجارية ببحيرة البرلس وإنتاج مزرعة غليون، وذلك بفضل تنوع مصادر الأسماك بالمحافظة من عدة جهات منها محمية بحيرة البرلس التي تبلغ مساحتها 110 آلاف فدان.
جانب من القاء الزريعة
جانب من عملية القاء الزريعة
ضخ الذريعة ببحيرة البرلس
عبد النبى عبد المقتدر شحاتة شيخ الصيادين بالبرلس
مراسل اليوم السابع ببحيرة البرلس
معدات التطوير بالبحيرة_1