وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي، انطلاق مشروع تطوير الريف المصري ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة بأنه "يعتبر تدشينًا للجمهورية الجديدة"، مؤكدًا أن الجمهورية المصرية الجديدة قائمة بثباتٍ ورسوخ على مفهوم الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التي تمتلك القدرات الشاملة: عسكريًا، واقتصاديًا، وسياسيًا، واجتماعيًا، وتعلى مفهـوم المواطنة وقبول الآخر وتسعى لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية وتتطلع
لتنمية سياسية تحقق حيوية للمجتمع المصري قائمة على ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة والإنسانية.
وقال الرئيس السيسي- خلال كلمته بالمؤتمر الأول للمشروع القومي "حياة كريمة" الذي عقد مساء الخميس باستاد القاهرة للدولي- بحضور رئيسي مجلسي النواب والشيوخ ورئيس الوزراء وشيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة ونواب البرلمان وممثلين لمختلف المحافظات ولفيف من الشخصيات العامة والإعلاميين ونجوم الفن والثقافة، وشباب من مختلف الأحزاب، ومواطنين من شتى ربوع مصر- إن الجمهورية الجديدة تسعى لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا صحيًا وعقليًا وثقافيًا، إيمانًا بأن الإنسان المصري هو كنز هذا الوطن وأيقونة انتصاره ومجده. فمصر القوية، الحديثة، المدنية، الديمقراطية هي التي تليق بالمصريين وتعبر عن إرادتهم وتناسب تطلعاتهم وتمثل تضحياتهم.
وشدد الرئيس السيسى، علي أن مصر تدير علاقاتها الخارجية إقليميًا ودوليًا بثوابت راسخة ومستقرة قائمة على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام وإعلاء قواعد
القانون الدولي كما أن مصر أيضا قد أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما يعزز من إنفاذ إرادتنا وحماية مقدراتنا.
وقال الرئيس السيسى، إنه في سبيل تحقيق السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي فإن المنهج الذي اتبعته مصر كان قائمًا على ممارسة أقصى درجات الحكمة والاستخدام الرشيد للقوة دون المساس بدوائر الأمن القومي المصري على الحدين القريب والبعيد.
وأكد الرئيس السيسى، أن المساس بأمن مصر القومي خط أحمر ولا يمكن اجتيازه "شاء من شاء.. وأبى من أبى"، مضيفا: إن ممارسة الحكمة والجنوح للسلام لا يعنى بأي شكل من الأشكال السماح بالمساس بمقدرات هذا الوطن والذي لن نسمح لأي ما كان أن يقترب منه ولدينا في سبيل الحفاظ عليه خيارات متعددة نقررها طبقًا للموقف وطبقًا للظروف.
وفيما يخص أزمة سد النهضة الاثيوبي وجه الرئيس السيسى حديثه للمصريين، قائلًا: "لا يليق بنا أن نقلق أبدا.. عيشوا حياتكم".
وقال الرئيس إن مصر تتعامل دائما في كل القضايا بعقل راشد وتخطيط عميق بعيدا عن الوهم أو دغدغدة مشاعر المصريين، معتبرا أن قلق المصريين بشأن موضوع المياه "مشروع"، مطمئنًا المصريين بقوله:"لدينا خيارات متعددة للحفاظ على أمن مصر القومي"، مؤكدًا أن مصر تسعى لجعل نهر النيل، نهرا للشراكة والخير.
وأشار الرئيس السيسى، إلي أننا أكدنا دائما استعداد مصر لنقل الخبرات في مشاريع الكهرباء والإنتاج الزراعي لكل أشقائنا في القارة الأفريقية، منوهًا بأن تحرك مصر في مجلس الأمن الدولي بشأن قضية سد النهضة الإثيوبي جاء لوضع القضية على أجندة المجتمع الدولي، وأن مصر طالبت باتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.
وأوضح الرئيس السيسى، أن المشروعات التي تنفذها الدولة تستهدف الحفاظ على كل نقطة مياه وعلي رأسها مشروع تبطين الترع الذي يتكلف أكثر من 60 مليار جنيه والذي يأمل في الانتهاء منه خلال 3 سنوات، بالإضافة إلي مشروعات تحلية المياه وغيرها من المشروعات.
ووجه الرئيس السيسي، رسالة إلى الأشقاء في السودان وإثيوبيا بضرورة العمل على التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة، "لكي نعيش في خير وسلام"؛ مشددًا على أن مصر أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما يعزز من إنفاذ إرادتنا وحماية مقدراتنا.
و أكد الرئيس السيسي أن مصر القوية الديمقراطية والحديثة والمدنية هي التي تليق بالمصريين، معربًا عن امتنانه للشعب المصري لما بذله من جهود سعيًا لتحقيق البناء والتطوير.
كما وجه الرئيس السيسى، التحية إلى الجيش والشرطة لما يبذلانه من جهود في خدمة الوطن، مؤكدًا أنه والجيش المصري انحازا بشكل مطلق لإرادة الشعب المصري العظيم، مشيرًا إلى أنه لم يخش إلا الله ولم يسع إلى تحقيق ذلك إلا من خلال العمل، مشددا على أن الشعب المصري أثبت عبقرية راسخة؛ ومعربًا عن سعادته وسط رموز الشعب المصري، وقال "واجهنا موجة إرهاب عاتية، واقتحمنا أزمات ومشكلات اقتصادية من خلال برنامج الإصلاح الاقتصادية".
وقال الرئيس السيسي" إذا كنا نمتلك ثقة في الله ثم في أنفسنا إن إحنا نبقى متصورين إن ممكن الهدم والتخريب والتدمير ده استثناء، إنما البناء والتنمية والتعمير هو الأصل".
وأشار الرئيس السيسى، إلي أن مصر دائمًا مستعدة لنقل خبراتها والتعاون في مشروعات الكهرباء والإنتاج الزراعي للأشقاء في القارة الأفريقية، فمصر لديها قدرات مختلفة، متاحة للأشقاء الأفارقة، شريطة عدم الاقتراب من المياه الخاصة بمصر.
وشدد الرئيس السيسى، علي أن مصر لا تسعى - أبدا - للتهديد أو التدخل في شؤون الدول، لكنها تسعى، دائمًا ، للتعاون والقبول بالتنمية التي ستنتج من توليد الكهرباء للإثيوبيين، مع التأكيد على أنه لا مساس بالمياه الخاصة بمصر.
وأكد الرئيس السيسي علي مواصلة مصر التحرك في مسار السعي لإيجاد اتفاق قانوني ملزم بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) فيما يتعلق بعملية ملء وتشغيل سد النهضة.
وتابع الرئيس: مستقبل البلاد والشعوب يتم من خلال العمل والاتحاد، حيث إن الدولة نجحت في مواجهة التحديات عندما كنا معًا على قلب رجل واحد"، مضيفًا: "أنا والجيش نروح الأول قبل ما حد يهدد مصر.. قبل ما يحصل أي حاجة لمصر، يبقى لازم أنا والجيش نروح علشان حاجة تحصل لمصر غير كدة مفيش".
وطمأن الرئيس السيسي المصريين، بأن الأمور ستكون على ما يرام، وأن خطط الدولة تسير بشكل مدروس بفضل الله، داعيًا إلى نبذ القلق وعدم الالتفاف إلى أي أحاديث تغاير الواقع؛ قائلاً: "كل الأمور تسير بخير بسلام وأمان.. وأرجو متسمعوش كلام حد؛ لكن أنا دائما صادق وأمين ومخلص معكم وشريف وأنا مازالت على العهد ده".
وفيما يتعلق بالمشروع العملاق "تطوير قري الريف المصري، قال الرئيس السيسى، إنه يقف متحدثًا اليوم في لحظة يمتزج في نفسه مزيج من السعادة والفخر، السعادة بوجوده في وسط رموز وممثلين من كافة فئات الشعب المصري والفخر بما حققناه معًا من انتصارات متتالية وإنجازات عظيمة تحققت بسواعد أبناء مصر وبدماء شهدائنا الأبرار.
وأضاف الرئيس السيسى:٠أجد نفسي الآن، وهي تفخر بما حققه المصريون وقد تعالت الصيحات في ميادين مصر وفى شوارعها وقراها معبرة عن إرادة الأمة المصرية في استعادة مصر ممن أرادوا انتهاك قدسية أرضها وسلبوا هويتها تدفعهم في ذلك مفاهيم مغلوطة وأيديولوجيات متطرفة..وأجدني ومعي الجيش المصري الذي شرفت بقيادته في تلك اللحظات العصيبة من تاريخ الوطن وقد كان انحيازنا مطلقًا لإرادة هذا الشعب العظيم".
وأشار الرئيس السيسى، إلي أنه على قدر ما كانت التحديات والصعوبات، التي واجهتنا جراء قرارنا شعبًا ودولة بأن نستعيد مصر من شرذمة البغي والضلال التي تتاجر بالوطن والدين بقدر ما كان العزم على خوض غمار التحدي وأن نحقق النصر المبين في معركتي البقاء والبناء.
وأوضح أنه حين لبي نداء الشعب المصري كانت ثقته في قدرات المصريين مطلقة ويقينه في النصر بلا شك وزاده في رحلة العمل على رأس فريق إنقاذ الوطن هو التجرد والإخلاص، مضيفًا:" لم أخش غير الله ولم يكن لي هدف سوى الوطن ولم أسع سوى بالعمل".
وأكد الرئيس السيسى، أنه يقينه كان صادقًا وثقته في محلها حيث أثبت هذا الشعب الباسل أن عبقريته مسألة راسخة في مكنون شخصيته. واستلهمت الشخصية المصرية عراقتها وقوتها وجذورها الحضارية وراحت تثبت للعالم كله قدرتها على صناعة المجد، مؤكداً أنها لم تخش من اقتحام التحديات ولم تيأس بفعل آلات إعلامية تسعى لإحباط العزائم، ولم يثنها إرهاب غاشم عن أهدافها. حيث كانت التحديات كبيرة ولكنها أبدًا لم تكن أكبر أو أقوى من إرادتنا على مواجهتها والعبور بالوطن نحو آفاق المستقبل.
ولفت الرئيس السيسى، إلي أنتا واجهنا موجة إرهاب عاتية، سالت دماء أبنائنا من رجال الجيش المصري العظيم والشرطة المصرية الباسلة واقتحمنا مشكلات، وأزمات اقتصادية متراكمة على مدار عقود ببرنامج للإصلاح الاقتصادي كان بطله هو المواطن المصري الذي تحمل آثاره المباشرة على حياته اليومية متفهما أهمية هذه الإجراءات لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مشيراً إلى أنه والشعب المصري أعاد بناء مؤسساتنا الوطنية الدستورية وقد تشكلت الغرف التشريعية الممثلة للشعب المصري وعلى التوازي كان السباق مع الزمن لبناء مصر المستقبل وتعظيم قدراتها وأصولها فكانت المشروعات القومية الكبرى رمزًا يعبر عن إرادة المصريين في البناء. وما بين مدن جديدة، تتسع لكافة المصريين في كل ربوع الوطن وإسكان اجتماعي يوفر المسكن الملائم لشبابنا وتطوير للمناطق الخطرة وغير الآمنة، للقضاء على العشوائيات وتحديث شامل لشبكة الطرق القومية وزيادة للرقعة الزراعية وصولًا اليوم إلى انطلاق مشروعنا الوطني الأعظم لتنمية الريف المصري "حياة كريمة" .
وأكد الرئيس السيسي- في هذا الإطار- أن الدولة تسعي من خلاله إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من "أربعة آلاف" قرية مستهدفين تحقيق تنمية مستدامة وتحسين جودة الحياة لحوالي 58 مليون مواطن خلال السنوات الثلاث القادمة بموازنة تقارب الـ 700 مليار جنيه أو يزيد.
ووجه السيسي حديثه الي الشعب المصري قائلاً: "أجدد معكم العهد وأصدقكم الوعد بأن نبدأ جمهوريتنا الجديدة المولودة من رحم ثورتكم العظيمة في 30 يونيو عازمين على المضي قدمًا نحو المزيد من العمل والبناء ممتلكين القدرة الشاملة مستمرين في تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية داعمين المزيد من
المساحات المشتركة بين أبناء الوطن موفرين كافة السبل لشبابنا لتحقيق مستقبل يليق بهم في وطنهم العظيم"، مضيفًا:"كما أنني أود أن أعبر عن عظيم امتناني للشعب المصري العظيم على كل ما بذله من جهود وما قدمه من تضحيات لنقف اليوم آمنين مطمئنين سعيًا للبناء والتطوير والتنمية".
وتوجه الرئيس بالشكر لرجال الجيش المصري على ما قدموه وما يقدمونه من تضحيات لصون كرامة الوطن وحماية مقدراته، كما توجه السيسي بالتحية لرجال الشرطة المصرية الباسلة على دورهم المحفور بحروف من نور في مواجهة الإرهاب الأسود، أشكر كل عامل بنى لمصر المجد وكل فلاح زرع لها الأمل وكل عالم أضاء لها النور، كما أتوجه بتحية خاصة للمرأة المصرية العظيمة التي كانت دومًا في طليعة المسيرة الوطنية وفى صدارة التحدي.
وتابع الرئيس السيسي :"انني معكم على عهد ووعد أجددهما بين حين وآخر بأن أظل أبنًا لهذا الوطن عاملًا من أجله، متجردًا من الهوى ومخلصًا لإرادتكم واثقًا في قدراتكم مؤمنًا بعزائمكم داعيًا الله بالتوفيق والسداد"
واختتم الرئيس كلمته بالقول: "وكما كانت كلماتي معكم.. مخاطبًا وجدانكم من قبل حين قلت: "إن الأحلام لا تسقط بالتقادم" فاليوم أؤكد لكم: "إن الإيمان بالحلم يصيغ الحاضر ويصنع المستقبل".. وإن حلمي لوطني كبير وعظيم مثل أحلامكم وعزيمتي في تحقيقه لا تحيد مثل عزيمتكم، فلنخلص أحلامنا لمصر ولنعمل من أجلها على الدوام دائمًا وأبدًا".
احتفالية حياة كريمة
الرئيس السيسى أثناء إلقاء كلمته
الرئيس السيسى أثناء توجهه للمشاركة فى مؤتمر إطلاق مبادرة حياة كريمة
الرئيس السيسى أثناء مشاركته فى مؤتمر حياة كريمة
الرئيس السيسى والحضور خلال عزف السلام الجمهورى
الرئيس السيسى يدشن مبادرة حياة كريمة
الرئيس السيسى يطلق المشروع القومى لتنمية الريف المصرى
الرئيس السيسى يكرم الدكتورة زينب على محمد سلامة المتطوعة بمؤسسة حياة كريمة
الرئيس السيسى يكرم المهندسة نيفين النحاس حسن حسان الباحثة بمكتب نائب محافظ الاسكندرية
الرئيس السيسى يكرم مجدى رياض عبد الغفار أبو شونة رئيس مركز ومدينة الشهداء بالمنوفية
الرئيس السيسى يلقى كلمة هامة فى حفل اطلاق مبادرة حياة كريمة
الرئيس السيسي خلال إطلاق المشروع القومى لتنمية الريف المصرى
الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس يكرم المهندسة رقية حماد عربى رئيس الجهاز التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى باسوان
السيدة ورد اليمن عبد العظيم تتسلم تكريما من الرئيس السيسى نيابة عن ابنها محمد على جبر منسق مؤسسة حياة كريمة بمحافظة بنى سويف
جانب من احتفالية حياة كريمة بحضور الرئيس السيسي
جانب من مشاركة الرئيس السيسى فى احتفالية اطلاق مبادرة حياة كريمة
جانب من مشاركة الرئيس السيسى فى مؤتمر تدشين مبادرة حياة كريمة
محمد طه رئيس القطاع التنفيذى بمؤسسة حياة كريمة يتسلم تكريم من الرئيس السيسى نيابة عن طارق أحمد على خليل منسق المؤسسة فى سوهاج
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة