نشرت الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية فيديو للرد على سؤال ورد إليها نصه، هل يجوز تحديد سعر الأضحية بعد الذبح؟ على أن يتم الاتفاق على البيع قبل الذبح ولكن تم إرجاء الثمن إلى ما بعد الذبح؟.
وأجابت دار الإفتاء، أن هذا العقد يسمى عقد فاسد، لأن الاتفاق على البيع دون تحديد الثمن يسمى بيع فاسد، لأنه يفضى إلى المنازعة بين الطرفين، وهذا البيع فاسد لأنه افتقد ركنا أساسيا من البيع وهو الاتفاق على الثمن، وبالتالي يجب أن يتم الاتفاق على الثمن قبل إجراء الذبح.
وكانت دار الإفتاء المصرية، أجرت بثا مباشرا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، للإجابة على أسئلة المتابعين والتى جاءت معظمها عن أحكام الأضحية وكيفية ذبح الأضاحي، فيما طلب أحد المتابعين التشديد على عدم ذبح الأضاحي في الشوارع وإلقاء مخلفات الذبح في الشوارع.
وقال الدكتور محمد عبد السميع، مدير إدارة الفروع الفقهية، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال البث المباشر :"الذبح في الطريق العام محرم ومجرم فلا يجوز للمسلم أن يؤذي الناس ولا يجوز أن يترك في الطريق العام الذي يسلكه كل الناس ما يؤذيهم أو يقطع عليهم الطريق أو يلوث ثيابهم أو يشيع فى نفوسهم حالة من القذارة وبالتالي هذا جرمه عظيم وإثمه كبير.
وتابع عبد السميع:" وقامت الدولة بوضع تشريعات لتجريم هذا، ونقول لمن أراد ليذبح هناك أماكن مثل المجازر ، وبعد الذبح كثير من الناس تلقى القاذورات التى تتخلف عن الحيوانات المذبوحة في الطريق العام وهذا أيضا محرم ومجرم".
وفي توضيح للفتوى نشرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكترونى في وقت سابق إجابة على سؤال:" ما حكم ذبح الأضاحي في الشوارع وترك مخلفاتها في الطرقات وعدم القيام بتنظيف هذا؟"، قائلة :"هذا العمل المسئول عنه من السيئات العِظام والجرائم الجِسام؛ لأن فيه إيذاءً للناس؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58]، وفاعل ذلك إنما يتخلق بأخلاق بعيدة عن أخلاق المسلمين؛ فإن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يقول فيما رواه عنه عديدٌ من الصحابة رضيَ اللهُ عنهم: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِه» رواه الشيخان وغيرهما.
وتابعت دار الإفتاء: "والذابح للأضاحي أو غيرِها في شوارع الناس وطرقهم مع تركه للمخلفات فيها يؤذيهم بدمائها المسفوحة التي هي نجسة بنص الكتاب العزيز، ويعرضهم لمخاطر الإصابة بأمراض مؤذية، وأين هؤلاء من حديث رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الذي رواه مسلم وغيره عن أبي برزة رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يا نبيَّ اللهِ، عَلِّمنِي شيئًا أَنتَفِعُ به، قال: «اعزِلِ الأَذى عن طَرِيقِ المُسلِمِينَ».
فكما أن إماطة الأذى صدقة، وهي من شعب الإيمان، فإن وضع الأذى في طريق الناس خطيئة، وهو من شعب الفسوق والعصيان، ووالله إنه ليجلب الأذى لفاعله في الدنيا والآخرة، وبرهان ذلك قوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «اتَّقُوا المَلاعِنَ الثَّلاثةَ: البَرازَ في المَوارِدِ، وقارِعةِ الطَّرِيقِ، والظِّلِّ» رواه أبو داود وأحمد وغيرهما عن معاذ وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم؛ فإن هذه الخصال تستجلب لعنَ الناسِ لفاعليها، وما نحن فيه مِن تقذير شوارع الناس ومرافقهم وتعريضهم للأمراض والأخطار مثير لغيظ الناس واشمئزازهم وحنقهم على فاعليها ومرتكبيها.
واختتمت دار الإفتاء المصرية: "فالواجب القيام بهذا الذبح في الأماكن المعدة والمجهزة لمثل ذلك، والواجب الحرص على الناس وعلى ما ينفعهم، والنأي بالنفس عن كل ما يُكَدِّر عيشَهم أو يؤذي أحاسيسهم وأبدانهم".