من محافظة قنا بصعيد مصر حضر الأخوان "سيد و رمضان" ذوى البشرة السمراء والعمامة البيضاء، يحمل كل منهما فى يده عصا رقيقة من الخيزران وفى كتفه ما يسمى بـ"الذخيرة"، وهى الشىء الذى يجمع فيه الثعابين التى يخرجها من المنازل.
الأخوان يجوبان القرى والمراكز يطلقان القسم الرفاعى فترد عليهما الثعابين بالتصفير وتأتى طائعة غير مكرهة ومستسلمة غير معادية، فمن الناس من يتهمهما بالنصب ومنهم من يصدقهما ويعطيهما النفحات لكنهما لا يطلبان من أحد مقابل عن عملهما.
"اليوم السابع" التقى الأخوين سيد ورمضان فى البداية يقول عم سيد: نحن أصحاب طريقة ونحمل العهد والقسم ونجوب به البلاد حضرنا من قنا ونعمل فى سوهاج ونقيم بمركز البدارى فى أسيوط، ومن أخطر الثعابين التى واجهتها كان ثعبان الكوبرا وهذا الثعبان قام بقتل 10 أشخاص بسبب قوته وشراسته.
مضيفا" لا أتقاضى أموالا من يعطينى نفحة بأخد وأى شخص لا يوجد معه أموال نخرج له الثعابين دون مقابل، ومن أصعب ما أخرجنا أفعى مدرجه كانت فى حاجر ساقلته قتلت 7 مواشى ".
ومن المواقف الغريبة التى تعرض لها فى استخراج الثعابين قال سيد: كنت عند أحد الأشخاص وقال لى قف داخل المنزل بدون ملابس وصاحب المنزل معى والحمد لله أخرجت له الثعبان من المنزل لأن من يثق فى نفسه وفى قسمه وعهده لا يخاف أحدا.. ونحن لا نبغى إلا خدمة الناس ورفع إيذاء الأفاعى والثعابين عن الناس".
وعن كيفية تعلم المهنة وأخذ العهد والقسم الرفاعى قال: تعلمنا المهنة من الشيخ أبو نور الدين ومن أشهر مشايخ تعليم المهنة ومن يعطونا القسم هما الشيخ شمس والشيخ نور، حيث تبدأ بشرب "الكرفه" وهى مثل الشاى وبعدها نظل بمقر الشيخ لمدة 40 يوما داخل غرفة نأكل طعاما يقدمه لنا الشيخ بدون ملح وكل الثعابين موجودة من حولنا بشرط عدم خيانة الثعابين، لأنه فى حالة الخيانة الثعابين سوف تخون من خان القسم.
وعن طريقة تحصين الشخص ليستطيع أن يمسك بالثعابين هناك قسم يتم ترديده: "يا حى يا قيوم .. كرامه سيدنا النبى والحضرة والشفاعة .. يارب أترقيت من الدابى إذا دبى .. وأبن الحرام إذا حبى ومشيت ليل .. اطوقت بطوق الحديد بطوق الدبيب .. قبلتك من قلبى إلى ربى .. أرقينى بنيه خالصة بالمدد .. شم أوذنى أدينى سنه فى أوذنى .. ما تؤذنى فى أو تضرنى ليل ولا نهار .. ولا فى طبيخ يكون عريان .. ياسم يا سموم ما تسرح أودانى ولا تؤذنى ولا تضرنى .. المدد يا ال البيت وبيت النقاش عمره ما يعلاش .. أرقينى من شعر رأسى لضافر رجلى أترقيت من أى حاجه من أى أفعى ومن أى كبرى أمسكها وماضربهاش وأقولها بينى وبينك حد الله .. وقفه للنبى صلى الله عليه وسلم بالمدد غالى ووهبت للفقراء واليتام وال البيت حق 5 كيلو لحم .. رقيتى وتحسينى من جسدى ومن مالى أحطهم فى الذخيرة .. الفاتحه".
وبعد انتهاء القسم قمت بالإمساك بعدد من الثعابين الموجودة مع عم سيد وعم رمضان، حصيلة عملهم عن اليوم وكان عددها أكثر من 10 أنواع مختلفة كلها كانت بمجرد أن قرأت القسم عليها تظل ساكنة ولا تتحرك من مكانها وأفعل بها ما أريد دون خوف.
وعن طريقة كشف الحاوى النصاب قال: أتركه يفعل ما يشاء بالمنزل وبعد أن ينتهى من عمله أحضر وعاء به ماء وملح واطلب منه وضع الثعبان الذى أخرجه بداخله فعندها سوف يتحول إلى حبل وتكتشف أنه غش، وأنه ساحر وفى بعض الأحيان يحضر ثعبانا يكون قد اصطاده قبل ذلك وفى غفلة من صاحب المنزل يقوم بإخراجه من بين طيات ملابسه من كم جلبابه ويوهمك بأنه وجده بالمنزل وهذا نصب ودجل".
