رغم أزمة كورونا، إلا أن مصر لم تتوقف عن العمل السياحي والأثري، فاستكملت إنشاء المتاحف الجديدة وعمليات الترميم بجانب الاكتشافات الأثرية التي لفتت أنظار العالم وإنشاء المدن السياحية الجديدة والنهوض بالمقصد السياحي المصري، وهذا كله يتطلب الترويج الجيد له أمام كافة دول العالم خاصة الأسواق المصدرة للسياحة في مصر، ولهذا قررت وزارة السياحة والآثار إطلاق حملة ترويجية سياحية دولية لمصر في ظل المتغيرات العالمية بعد أزمة فيروس كورونا المستجد، حيث تم التعاقد مع تحالف كندي انجليزي متخصص لإعداد استراتيجية إعلامية للترويج السياحي لمصر تمهيدا لإطلاق حملة ترويجية دولية للسياحة المصرية لمدة 3 سنوات تبدأ في الربع الأخير من العام الجارى.
وخلال الفترة الماضية، عقد وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، اجتماعات عدة مع مسئولي التحالف الكندي الإنجليزي المكلف بإعداد الاستراتيجية الإعلامية وذلك بحضور قيادات الوزارة وممثلي القطاع الخص ومسئولي التحالف من مختلف دول العالم من إنجلترا وأمريكا وكندا وألمانيا وغيرها.
وفي يونيو استملت الوزارة المسودة الأولى لهذه الاستراتيجية والتي تتكون من أكثر من 700 صفحة موزعة على 7 أجزاء لمناقشتها، وذلك بعد الانتهاء من الدراسات اللازمة لإعدادها من خلال دراسة للأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلى مصر من مختلف دول العالم، وكذلك الأسواق المنافسة، كما قام التحالف بعمل استمارات استبيان وتم توزيعها علي أكثر من ١٢ ألف سائح من مختلف دول العالم ممن زاروا مصر خلال الثلاث سنوات السابقة أو ممن يعتزمون زيارتها خلال الثلاث سنوات القادمة للوقوف على آراء وتوجهات السائحين، حيث شملت استمارة الاستبيان معلومات لقياس مستوى رضاء السائحين وتوصياتهم ومقترحاتهم عن المقصد السياحي المصري، ونقاط الضعف التي يجب معالجتها والعمل علي تحسينها.
وقد تضمنت مرحلة إعداد الدراسة عقد لقاءات مع أكثر من 50 وزير ومسئول حكومي في مصر، والاتحاد المصري للغرف السياحية، وبعض كبار المستثمرين والخبراء السياحيين، وعدد من أساتذة الجامعات، وقيادات وزارة السياحة والآثار، بالإضافة إلى بعض الخبراء والمسئولين السياحيين الدوليين من خارج مصر.
وقامت لجنة المتابعة والتقييم المعنية المُشكلة بالوزارة لهذا الملف بمراجعة المسودة، ووضع الملاحظات ثم قام التحالف بإعداد المسودة الثانية للاستراتيجية، وعقد اجتماع آخر لمناقشة الإطار العام للآلية التى سيتم على أساسها تنفيذ هذه الاستراتيجية علي أرض الواقع للترويج للمقصد السياحي المصري ومنتجاته المتنوعة فى الأسواق السياحية المستهدفة.
فريق عمل الاستراتيجية أكد على ضرورة إبراز المقصد المصري كمقصد نابض بالحياة جاذب لعدد كبير من السائحين من مختلف الفئات العمرية والأذواق من خلال تسليط الضوء على أن مصر مقصد سياحى آمن ومتنوع يتمتع ببنية سياحية قوية و شمس مشرقة وجو دافئ وشواطئ خلابة وحياة بحرية متميزة وحضارة قديمة متفردة وفن حديث وسينما ومسرح وحرف تراثية وأكلات مصرية تقليدية شهية و فعاليات رياضية وفنية وأثرية وثقافية وغيرها من مصادر الجذب السياحي بالإضافة إلى إبراز مشروعات البنية التحتية الضخمة التي تقوم بها الدولة في مختلف المجالات.
ومقر المقرر أن تتسلم مصر الاستراتيجية بنسختها النهائية قبل نهاية شهر أغسطس المقبل.