اعتاد الناس خلال أيام الإجازات الرسمية والأعياد على زيارة المواقع والمتاحف الأثرية، وذلك للتعرف على الحضارة المصرية القديمة وتاريخ بلده العريق، مستغلا تلك الأيام لقضاء أكبر وقت داخل تلك الصروح التاريخية العظيمة، ولهذا نقدم خلال أيام عيد الأضحى المبارك، قصة متحف، وخلال السطور المقبلة نستعرض حكاية متحف سوهاج، الذى يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، فى الجهة المقابلة لمبنى المحافظة.
متحف سوهاج يضم العديد من القطع الأثرية المتميزة، وظل المتحف تحت الإنشاء حوالى ربع قرن، وتم افتتاحه فى 2018م، ويقع فى موقع متميز على الضفة الشرقية لنهر النيل، فى الجهة المقابلة لمبنى المحافظة، ويحده من الشمال مبنى نقابة المهندسين، ومن الجنوب فندق سياحى، ويبعد عن مقر الجامعة بنحو 200 متر.
يضم المتحف أكثر من 945 قطعة أثرية من مختلف العصور، ومقام على مساحة 8500 متر مربع تقريبا، بتكلفة 72 مليون جنيه، وتم تصميمه بشكل عصرى بحيث يمتزج فيه عبق الحضارة الفرعونية، مع حداثة الدولة، إضافة إلى بناء مرسى سياحى للسفن يخدم البواخر السياحية أثناء رسوها فى المنطقة، لتسهيل حركة نقل السائحين للمتحف.
ومن أبرز ما يضمه المتحف من آثار تمثال الإله "سخمت"، إله الحرب عند الفراعنة بطول مترين، وتمثال "نخت مين"، حاكم مدينة أخميم فى الدولة القديمة، مصنوع من الحجر الجرانيت بارتفاع متر، إلى جانب "بدروم"، يضم قاعات لعرض القطع الأثرية ومكاتب إدارية ومكتبة ودوراً أرضياً يشمل 7 قاعات عرض وقاعة لكبار الزوار ومرسى للبواخر على النيل.
يتضمن المتحف 6 قاعات للعرض، بحيث تعرض القاعة الأولى مختلف المعلومات عن الملوك والشخصيات المهمة، فتستعرض كل فاترينة عرض متحفى كيف أصبح الملك الحاكم هو محور الدولة منذ آلاف السنين، ويظهر ذلك من خلال تكرار اسم الحاكم أو الملك، ليس فقط على التماثيل الخاصة به أو معبده أو مقبرته، بل يظهر أيضا على قطع أثرية أخرى تخص الشخصيات التى تولت العديد من المناصب العامة بالدولة.
كما تضم قاعة العرض الأولى مجموعة من هذه البطاقات وهى بطاقات مصنوعة من العاج، وتؤرخ بأسماء الملوك، وأيضا الأختان الطينية التى كانت توضع عليها اسم المنتج وتاريخ صناعته، أما القاعة الثانية فالعرض المتحفى بها يسلط الضوء على الأسرة المصرية والصعيدية بالأخص، فتوضح دور المرأة المصرية فى الأسرة وأهميتها وكيف أنها كانت تهتم بأسرتها وأطفالها ونفسها، جمالاً وتزيناً،
وقاعة العرض الثالثة تبرز مدى اهتمام المصرى القديم بالصحة، فهى تعرض أدوات المطبخ المصرى القديم، وكيف كان يمكنه تخزين أو تجفيف الطعام ليظل عامراً بختلف أنواعه، ولا تزال أعمال العرض المتحفى مستمرة لإبراز جميع القطع الأثرية بمختلف القاعات الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة