يتعرض النجوم دائمًا للعديد من المواقف الصعبة أثناء تصوير أعمالهم الفنية، وقد يضطرون للمجازفة بصحتهم وتعريض حياتهم للخطر لإتقان تصوير أحد المشاهد، وهذا ما حدث مع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ أثناء تصوير أحد مشاهد فيلم شارع الحب مع الشحرورة صباح، وكتب تفاصيله فى مقال بمجلة الكواكب فى عدد نادر صدر عام 1958 تحت عنوان "حمام سبرتو".
وقال العندليب عبد الحليم حافظ إنه لم يكن يعرف السباحة، وكان بينه وبينها عداء قديم حيث يؤمن دائمًا بالمثل القائل "المية تكدب الغطاس".
وأشار حليم إلى أنه أثناء تصوير فيلم شارع الحب كان هناك مشهد يجب خلاله أن ينزل إلى الماء لينقذ صباح التى تحاول الانتحار خلال أحداث الفيلم، وحاول العندليب أن يتهرب من تصوير هذا المشهد وطلب من المخرج عز الدين ذو الفقار أن يستعين بدوبلير لتصوير المشهد ولكن عز الدين رفض وأصر أن يصور العندليب وصباح المشهد بأنفسهم، وأن تلقى صباح بنفسها فى الترعة ثم يقف العندليب على شجرة تطل على النيل ثم يقفز ويلقى بنفسه فى الماء.
وأمام إصرار المخرج وافق العندليب على تصوير المشهد على مضض، رغم مخاوفه من البلهارسيا التى ظل يعانى من آثارها منذ كان طفلاً حتى وفاته، ورغم استيائه وخوفه من المياه التى بدت منفرة وغير نظيفة، مؤكدًا أن الشحرورة صباح اضطرت أيضًا للرضوخ لرغبة المخرج رغم سخطها وغضبها، وظلت تصرخ موجهة كلامها لعز الدين ذو الفقار وهى فى الماء قائلة: "أنا غلطانة لأنى بشتغل فى فيلم من أفلامك، كان مالى أنا بالمصيبة دى".
وأشار حليم إلى أنه ظل يطيب خاطر صباح مؤكدًا لها أن مصيبته أكبر لأنه مصاب بالبلهارسيا، وأن نزوله لهذه المياه القذرة قد يزيد من آثارها، ولكنهما اضطرا لتنفيذ أوامر المخرج.
وأكد العندليب أنه بعد الانتهاء من تصوير المشهد أسرع إلى بيته ودخل إلى الحمام واغتسل بالماء المغلى ليزيل آثار الماء القذر الذى نزل فيه، ثم رش جسده بزجاجتين من السبرتو الأحمر حتى يقتل الجراثيم، وطلب من شقيقه اسماعيل أن يحضر له 3 زجاجات من الكولونيا لتكتمل بها عملية التطهير، وظل على هذا الحال لعدة أيام بعدها يستحم بهذه الطريقة مرتين يوميًا، وأقسم أن يتعلم السباحة وأن يصر فى أى عمل أن يتم تصوير المشاهد التى تحتاج نزوله فى الماء بحمام سباحة نظيف حتى يتجنب الموقف الذى حدث له أثناء تصوير فيلم شارع الحب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة