أجوء سادتها الفرحة والبهجة عاشتها تونس، أمس الأحد، حيث احتشد التونسيون فى الشوارع وضجت أصوات التهليل وترديد الشعارات المناهضة لسنوات ظلم الإخوان الإرهابية وذراعها فى تونس "حركة النهضة" بقيادة راشد الغنوشى، وأطلق التونسيون العنان لأبواق سياراتهم وأشعلوا الألعاب النارية، كما تعالت الزغاريد والهتافات من شرفات المنازل، مسجلين بعدسات هواتفهم المحمولة لحظة ميلاد تونس الجديدة، والخروج من نفق الإخوان المظلم الذى قبع فيه التونسيون ما يربو على العشر سنوات.
وشهدت تونس خروج الآلاف، رافعين أعلام بلدهم احتفاء بقرارات الرئيس قيس سعيد التى انتصر فيها لإرادة التونسيين استنادا إلى الفصل 80 من الدستور، وهتف المواطنون في شوارع الولايات التونسية، بشعارات "تحيا تونس"، ففي صفاقس خرج عدد كبير من أهالي المدينة للتعبير عن ابتهاجهم بقرارات الرئيس واستجابته للتحركات الشعبية التي عرفتها عاصمة الجنوب وغيرها من مناطق البلاد ضد حركة النهضة الإخوانية.
وارتفعت أصوات أبواق السيارات في شوارع البلاد والأحياء السكنية ابتهاجا بهذه القرارات المفصلية في تاريخ تونس.
تونسيون يعبرون عن فرحتهم
فيما أكد عدد من المواطنين التونسيين لليوم السابع أن هذه القرارات صائبة وأدخلت الفرحة على قلوبهم، من بينهم قيس العمرى، موظف بإحدى الهيئات الحكومية بتونس، الذى أكد أن قرارات إبعاد الإخوان عن المشهد السياسى قد طال انتظارهم كتونسيين لها وتمنوها بتفاصيلها، مضيفا أنه وقطاع واسع من التونسيين مثل لهم ليل الأحد علامة فارقة فى تاريخ بلدهم.
فيما أكد إزاهى مالك، ناشط سياسى ومنسق حملة الرئيس قيس الانتخابية سابقا، إن ما حدث بمباركة الشعب التونسى والرئيس اختار الانحياز لإرادة الشعب، إن قيس سعيد لا يمكن أن يخون الديمقراطية والحرية والعدالة وعبر عن وفائه لها، وهو خير المؤتمنين على القانون، وهذه القرارات ضمانة لانتشال البلاد من وضع كارثى.
اطفال تونس يفرحون بعد إزاحة الإخوان
وكان الرئيس قد اتخذ مؤخرا العديد من القرارات التى تصب فى صالح المواطن من بينها، تسلم الجيش حملة التلقيح كذلك خط إنتاج ونقل وتأمين الفسفاط كرافد أساسي للاقتصاد الوطني وقع تعطيله عنوة، كما قام بالإفراج عن القضايا الكبرى المعطلة في أروقة المحاكم ونشر احكامها للعموم، مشيرا إلى أن الرئيس سوف يلتقي كل رؤساء المنظمات الوطنية والأحزاب لتدارس كيفية تغير نظام الحكم وآلياته عبر استفتاء وعلى ضوء ذلك يعدل القانون الانتخابي.
الرئيس يشارك التونسيين فرحتهم
وعرض التليفزيون التونسي صورا للرئيس قيس سعيد يشارك التونسيين فرحتهم بإقالة رئيس الحكومة وتعليق عمل البرلمان في شارع الحبيب بورقيبة بوسط العاصمة.
وكان الرئيس التونسى قيس سعيد قد أعلن إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتجميد عمل واختصاصات المجلس النيابى لمدّة 30 يوما، ورفع الحصانة البرلمانية عن كل أعضاء مجلس نواب الشعب، وتولي رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس حكومة ويعيّنه رئيس الجمهورية.
والمرأة التونسية تعبر عن فرحتها
وأكدت الرئاسة التونسية أنه سيصدر قريبا أمر يُنظّم هذه التدابير الاستثنائية التي حتمتها الظروف والتي ستُرفع بزوال أسبابها.
ودعت رئاسة الجمهورية التونسية الشعب التونسي إلى الانتباه وعدم الانزلاق وراء دعاة الفوضى، فيما كشفت مصادر أمنية تونسية، أن الرئيس قيس سعيد كلف رئيس الأمن الرئاسي خالد اليحياوى بشؤون وزارة الداخلية، وذلك وفق خبر عاجل لقناة "سكاى نيوز".
ومن ناحية أخرى، عبر عدد كبير من السياسيين في تونس عن ارتياحهم بقرارات الرئيس قيس سعيد، فكتب أمين عام حركة تونس إلى الأمام عبيد البريكي تدوينة على صفحته في الفيسبوك تدوينة أكد فيها دعم الحركة لقرارات رئيس الجمهورية، مؤكدا: "نحن مع كل القرارات".
فرحة أهل تونس
من جانبها اعتبرت النائبة عن حزب التيار الديمقراطي سامية عبو، أن قرارات الرئيس قيس سعيد دستورية وهي تاريخية.
في السياق ذاته قال النائب عن الكتلة الديمقراطية هيكل المكي، إن قرارات الرئيس جرئية وجاءت استجابة لمطالب الشعب، واصفا رئيس الحكومة المقال هشام المشيشي بـ "الفاسد والمجرم".