تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء مهامها القتالية في العراق لتباشر مرحلة جديدة من التعاون العسكرى مع الدولة العراقية، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الاثنين أن المهام القتالية للولايات المتحدة ستنتهى بحلول نهاية العام الجارى.
أكد الرئيس الأمريكي في حضور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال استقباله إياه في البيت الأبيض أن بلاده لن تكون مع نهاية العام في مهمة قتالية في العراق، وتابع: "لكن تعاوننا ضد الإرهاب سيتواصل حتى في هذه المرحلة الجديدة التي نبحثها"، موضحا أن الدور الأمريكي في العراق سيتحول إلى تقديم المشورة والتدريب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة سترسل جرعات لقاحات ضد فيروس كورونا للعراق قريباً.
بايدن والكاظمى
وتمحور لقاء الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمي بشكل أساسي حول وجود القوات الأمريكية في العراق وعلى نطاق أوسع، قدرة بغداد على التصدي لخلايا تنظيم "داعش" المتبقية.
وشهد اللقاء التأكيد المتبادل على انتقال العلاقة الأمنية بين الطرفين الى مهام الاستشارة والتدريب ودعم بناء القدرات العسكرية العراقية، وتقديم الدعم الفني للقوات المسلحة العراقية، وعدم وجود القوات القتالية بحلول يوم 31 ديسمبر المقبل.
وأشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بدور رئيس الوزراء الكاظمي والحكومة العراقية المتنامي في السير بالعراق نحو الاستقرار، ومساهمتها الفعالة في إرساء أسس السلام والتهدئة في منطقة الشرق الأوسط.
كما شهد اللقاء تأكيد دعم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، على مسار إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في 10 أكتوبر المقبل، وأكد الكاظمى تطلع العراق إلى بناء علاقات وطيدة وشراكة راسخة مع الولايات المتحدة الأمريكية، على أسس احترام السيادة العراقية، وضمن إطار الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين وحفظ مصالح العراق.
لقاء أمريكى عراقى فى البيت الأبيض
كما عبّر الكاظمى عن تقدير العراق للدعم الأمريكي في الجهود المبذولة لأجل إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية في موعدها المقرر.
وتباحث الجانبان في توسعة أفق الاستثمار أمام الشركات الأمريكية في العراق، والخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية في توفير بيئة جاذبة للاستثمار بالفرص الواعدة في العراق، وبما يعزز الاستقرار الاقتصادي ويزيد من خلق فرص العمل.
وجرى خلال اللقاء أيضا بحث الجهود الثنائية والتعاون المشترك في مجال مكافحة جائحة كورونا، واستعداد الولايات المتحدة توفير المزيد اللقاحات من أجل تعضيد جهود الحكومة العراقية في الوقاية وتوفير الحماية الصحية لأبناء الشعب الواحد.
محادثة جانبية بين الرئيس الأمريكى ورئيس وزراء العراق
فيما أكد وزير الخارجية العراقى فؤاد حسين أن خروج القوات الأمريكية من العراق لا يعنى انتهاء الوجود الأمريكى بالعراق، إذ ستبقى فى البلاد مهمة للجيش الأمريكى بصفة استشارية وتدريبية، لافتا إلى أن العراق بحاجة ماسة إلى الابقاء على القوات لغرض التدريب وتقديم الدعم اللوجستي للقوات العراقية.
وقال وزير خارجية العراق في تصريحات له اليوم الثلاثاء " إن الإعلان المرتقب الذي سيشهده البيت الأبيض في ختام لقاء الكاظمي مع بايدن، سيكون متزامناً مع ختام جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة والأخيرة بين البلدين، مضيفا أنه من المقرر صدور بيان مشترك حول ما تم التوصل إليه فيما أن كانت أمريكا جدية في سحب قواتها أم لا.
وأشار إلى أن الحوار الاستراتيجي بجولته الرابعة والتي قد تكون الأخيرة يعيد ملف خروج القوات المسلحة الامريكية من العراق إلى الواجهة، مضيفا أن ملف الاتفاق على سحب القوات هو المرتقب الأول على طاولة الحوار والذي من المقرر أن يطرح جدولا زمنيا لا يتعدى نهاية ديسمبر من العام الحالي، وذلك بعد أكثر من خمس سنوات على عودة القوات الأمريكية إلى العراق في إطار التحالف الدولي للحرب على الإرهاب.
ولا يزال حوالى 2500 جندى أمريكي متواجدين في العراق وتُرسل الولايات المتحدة أيضاً بشكل متكرر إلى البلاد قوات خاصة لا تُعلن عن عديدها. ويريد الكاظمي، رئيس حكومة دولة تمزّقها أعمال العنف وتعاني من الفقر ويتفشى فيها الفساد، أن تتعهّد واشنطن، رسمياً على الأقل، بإعادة تقييم وجودها في العراق.
وانسحبت معظم القوات الأمريكية المُرسلة عام 2014 في إطار التحالف الدولي لمساندة بغداد على هزيمة تنظيم "داعش"، خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. رسمياً، ليس هناك قوات مقاتلة، فالعسكريون الأمريكيون الذين لا يزالون في العراق يؤدون دور "مستشارين" أو "مدرّبين".