فقدان ابنها الوحيد كان أكبر صدمة في حياتها، فبعدما عاشت معه مراحل عمره المختلفة من طفولة ومراهقة وشباب، أدى حادث إلى وفاته وعمره ٢٢ عاما، وعاشت ماما نزاد فترة صعبة بعد فقدان ابنها ولم يخطر ببالها أنها في يوم من الأيام سيكون لديها ٥٥ طفلا تبدأ معهم حياتها من جديد.
ماما نزاد أشرف صاحبة إحدي بيوت الايتام وليست دار، وذلك وفقا لحديثها مع اليوم السابع، فهي مؤمنه بفكرة البيت وليست الدار، فعند دخول البيت تشعر بحالة من الحب والعطف والدفء المنتشر في كل مكان، فيختلف بيتها عن كل دور الأيتام الذى شاهدناها من قبل، حيث قررت ماما نزاد أن تخصص للأطفال غرفا خاصة للألعاب والبلاي ستيشن والرسم والموسيقي وحريصة على دخولهم مدارس خاصة والاشتراك في النوادى وتنمية مهاراتهم.
وعن حكاية ماما نزاد قالت لـ اليوم السابع: "حكايتي بدأت بعد وفاة ابني الوحيد في حادث ساعتها اسودت الدنيا في عيني وناس كتير نصحوني انا وباباه نعمل عمرة وصدقات، عشان نرتاح والثواب يوصله، عملنا كدا فعلا بس كنت بحس اني نفسي اعمله حاجة تاني، فقررت أجيب أرض ونبني مسجد وبيت للأيتام بس يكون مختلف وهو فعلا طلع مختلف هو بيت مش دار الولاد فيه كلهم اخوات وكلهم ولادى واعمارهم من اقل من سنة لـ 11 سنة ، بيحترموا بعض وعايشين مع بعض كأننا فعلا أسرة وهما عوضونى عن كل حاجة فقدتها وعن فقدان ابنى".
وأضافت" انا نيتى إنى أعمل حاجة تكون ثواب لا بنى بس الأكثر انى فعلا عاوزة أنقذ الأطفال الايتام وبستغرب جدا من الناس اللى بيرموا ولادهم في الشارع ، ده انا فقدت ابنى عشان اعوضه بقى معايا 55 طفل، وبعملهم كل حاجة عشان ميحسوش انهم ايتام أو ناقصهم حاجة سواء مدارس خاصة او مصايف في أماكن كويسة وسفر ورحلات انا بعمل كل حاجة عشانهم وعايشة عشانهم هما، زى منا بديهم هما كمان ادونى حبهم وحضنهم وكلمة ماما اللى بسمعها منهم".
"انا مبحبش يوم اليتيم"، هو ما قالته ماما نزاد عن فكرة الاحتفال بيوم اليتيم وتقديم الهدايا للأطفال في هذا اليوم حيث قالت: من ساعة ما عملت البيت ده وانا مبحبش احتفل بيوم اليتيم انا بعمل عيد ميلاد مجمع للأطفال بس وده كان قبل كورونا بعد كورونا مبقتش اعمل كدا، وبعدين يعنى ايه يوم يتيم اشمعنى اليوم ده اللى بنحتفل بيه للأطفال، انا مش معوداهم ياخدو الحاجات القديمة من الناس ولا ياكلو اكل مش نضيف او مش كويس ومعوداهم إن أهم حاجة كرامتهم ومحدش يجرحهم ولا يزعلهم بكلمة مهو مش عشان يتيم هنستفرد بيه، هما لو اتربوا على كدا هيطلعوا عندهم شخصية ومعندهمش نقص".
واستكملت حديثها " بالنسبة للزواج انا بلاقى تليفونات تجيلى تقولى عندكم بنات أيتام للجواز، بتضايق جدا يعنى ايه عندكم حد يتيم للجواز انا بناتى مش هجوزهم بالطريقة دى هما هيتعلموا ويكبروا ويدخلوا الجامعة ولو قابلوا حد كويس عاوزين يتجوزوا ييجى ويقابلنى واشوفه مناسب ليها ولا لا وهكذا الولد هما مش أقل من أي حد ، انا ببنى عمارة عشان كل واحد فيهم يكون ليه شقة وليهم دفاتر توفير وكل حياتهم ماشية طبيعى".
وأنهت حديثها قائلة "انا حياتى فرقت كتير بعد الـ 55 طفل هما عوض ربنا ليا وربنا يقدرنى واسعدهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة