كثيرا ما يتمنى الإنسان أن يعمل في مجال ما، ثم يغير القدر مساره فيعمل في مجال أخر، ودائماً يتمنى الإنسان أن تكون هوايته هي المجال الذى يعمل فيه، ولكن هذا لا يحدث كثيراً، وهناك عدد من كبار النجوم كانت هوايتهم تختلف عن المجال الفني الذى عملوا واشتهروا فيه وكتب لهم المجد.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1950 نشرت المجلة موضوعاً بعنوان :" لو احترفوا هواياتهم" ذكرت فيه عددا ً من هوايات النجوم التي تمنوا أن يعملوا بها ولكن القدر غير مسارهم.
وكان من بين هؤلاء النجوم المخرج الكبير هنرى بركات الذى أخرج العديد من روائع السينما المصرية.
وكان بركات يحلم طوال عمره بأن يكون محامياً ، وبالفعل درس القانون الذى يهواه حتى أخر مرحلة، ولكن جذبته السينما ، وبدلا من أن يسهر الليل في دراسة قضايا موكليه، كان يسهر لعمل المونتاج الذى بدأ به طريقه في السينما ، ثم تحول من المونتاج إلى الإخراج ، حيث وجد فيه متنفساً لهوايته الأولى في المحاماة وحب القانون ، فبدلاً من أن يدافع عن المظلومين في المحاكم ، راح يدافع عنهم في اول فيلم أخرجه للنجمة الكبيرة أسيا وهو فيلم " المتهمة" ، وكان الاستديو الذى أخرج فيه هذا الفيلم هو ساحة المحكمة التي راح يناقش فيها رجال القضاء ، ولكن ليس بالأقوال ، وإنما بالصور التي تعبر عن كل ما في نفس رجل القانون الذى أصبح مخرجاً سينمائياً.
وكانت موضوعات الأفلام التي يخرجها بركات دفاع عن حقوق الطبقات المظلومة في المجتمع ، وساعدته السينما على أداء واجبه نحوها، وعلى الدفاع عنهم على الشاشة.
يذكر أن من أهم أفلام بركات :" الباب المفتوح، دعاء الكروان، الحرام، هذا جناه أبى، معلشى يازهر، أفواه وأرانب، ولا عزاء للسيدات"، وغيرها مئات الأفلام التي دافعت عن حقوق المظلومين وأبرزت معاناتهم على شاشة السينما.