"فيها حاجة حلوة" حكايات من دفتر جدعنة المصريات.. شيكو أول بنت بلياتشو تعلم الأطفال "بالحب".. نشوى عملت أول مدربة كرة قدم للجنسين فى الصعيد ووصلت لمدير فنى بالسعودية.. و"أسماء" أول جزارة من الصم والبكم.. فيديو
السبت، 31 يوليو 2021 03:00 م
نماذج نسائية مشرفة
كتبت إيمان حكيم
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مستوى العالم، يضرب بالمرأة المصرية المثل في "الجدعنة" والصبر وقوة التحمل والرضا، فضلاً عن الجمال وخفة الروح، وفي كل بيت بمصر، هناك امرأة لها قصة مميزة، وتحدي خاضته وخرجت منه منتصرة، لتواصل الحياة بمنتهى البساطة وتواجه التحدي التالي، ومن دفتر جدعنة المصريات نقرأ هذه القصص التي رصدها اليوم السابع.
"شيكو" أول بنت بلياتشو فى مصر.. 15 سنة ضحك ولعب وجد مع الأطفال
بالشعر والألوان والبالونات الملونة نجحت "الآنسة شيكو" أن تخطف قلوب الأطفال وانتباههم على مدار 15 عامًا كانت خلالها أول "بلياتشو" نسائى فى مصر، لا يقتصر دورها على الترفيه والتسلية فقط إنما تغرس فى الأطفال أسس وقواعد وسلوكيات تربوية، عشقت "مرفت عبد الملاك" الأطفال وكان هذا السبب فى اختيارها لأن تكون "بلياتشو" قبل نحو 15 عامًا، فحين لم يقدر لها أن تكون زوجة وأم اختارت أن تكون أكثر شخصية محبوبة ومقربة من الأطفال وتساعد في تحسين سلوكياتهم بطريقة محببة ومقربة لقلبهم.
"شيكو البلياتشو مش للضحك بس" هكذا تحدثت ميرفت إلى "اليوم السابع" عن شخصية البلياتشو التى تؤديها وأوضحت " كنت حريصة على تقديم حكايات تساعد على تصحيح السلوك الخطأ وأيضا تناولت أكثر من قضية وكان على رأسهم التحرش بالرغم من أنهم أطفال كنت حريصة على توصيل الفكرة بشكل بسيط يتناسب مع عقولهم".
اختارت ميرفت أن يكون "شيكو البلياتشو" بشكل لا تدل ملامحه على بنت أو ولد لكى تساعد على توصيل الرسالة التى كان هدفها تعديل السلوكيات.
وتابعت ميرفت حديثها: أنا بدأت فى المجال منذ أكثر من 15 سنة وكان الهدف منه غير ربحي، وبدون تقاضي أي أجر. واردفت شيكو: "فكرت أعمل شخصية تساعد الأطفال على الفهم وتصحيح السلوكيات الخاطئة بطريقة مقبولة وبدون توبيخ للأطفال وبدأت انزل الشارع وأشارك في حفلات أعياد ميلاد وغيره وكل هذا بدون أجر حبا فى الأطفال وكنت حريصة على نزولي لكثير من المستشفيات والشوارع ودور الأيتام وكنت حريصة على تكرار الزيارة لأنهم يستحقون الضحك واللعب".
ومثلما كان حبها للأطفال هو سبب اختيارها لدور البلياتشو، كان حبها لهم أيضًا السبب في أن تكون "بلياتشو حزين" فقالت: بتضايق لما حد يقولي بتتكلمي عن التربية ليه وإنتي مش أم، أنا غير متزوجة وليس لدى أطفال لكن بحس كل طفل وبكون قادرة اعرف ومحتاج إيه واعرف أغير مزاجه انا يمكن ربنا لم يرزقني بنعمة الأطفال ولكن كل طفل بالشارع هو طفلي حب الأطفال غير مرتبط بأن تكون البنت متزوجة أو لا.
نشوى من أول مدربة كرة قدم للجنسين بالصعيد لمدير فنى بالسعودية
رغم وجود فريق نسائي مصري لكرة القدم، إلا أن ممارسة الفتيات للعبة ليس شائعًا كرياضات أخرى، فما بالنا بأن تكون الفتاة مدربة ليس فقط لفريق نسائي وإنما لفريق من الجنسين؟ هذا ما نجحت في الوصول إليه نشوى جابر الفتاة الصعيدية ابنة محافظة المنيا التي برعت في لعب كرة القدم قبل أن تحرمها الإصابة من الاستمرار في صفوف اللاعبات فأصبحت الآن مديرًا فنيًا بنادي فليج السعودي النسائي.
قالت نشوي جابر لـ"اليوم السابع": "بدايتي كانت في المرحلة الإعدادية عندما التحقت بالمدرسة الرياضية بالمنيا في عام 2000 وبدأ وقتها ظهور الكرة النسائية داخل محافظة المنيا، وكان هناك بعض المدربين يطالبوا بتكوين فريق من البنات لـ كرة قدم نسائي بمركز شباب مدينة "أ" بالمنيا وكنت حريصة على المشاركة وبالفعل التحقت مباشرة بالفريق".
نشوى
شاركت نشوى مع الفريق في الدوري الممتاز وحققن نجاحًا كبيرا رغم قوة المنافسين، وانتقلت بعدها لنادي سوهاج الرياضي وشاركت في عدة بطولات على مستوى الجمهورية حتى انضمت لمنتخب مصر للناشئين وشاركت في تصفيات أمم أفريقيا للسيدات عام 2008، وعندما تعرض النادي لأزمة مالية لم يتمكن من الاستمرار فانتقلت إلي نادي قنا البحري.
قالت نشوى: الحمد لله شاركت في العديد من البطولات مثل البطولة العربية لمده 3 سنوات على التوالي وحصلت على المركز الثاني في جميع السنوات وبطولات الجمهورية مع الأندية التابعة لها.
وعن الصعوبات التي واجهتها تحدثت نشوي قائلة:" كانت اصعب مرحلة هي وقت تعرضي لإصابة شديدة في الكاحل الأيمن مما أدى إلى عدم استمراري في صفوف اللاعبات ومسيرتي الرياضية ولكن حاولت أكون حريصة على الحفاظ على المرحلة الانتقالية المهنية بحياتي عندما أخذت القرار أن أصبح مدربة".
تابعت باعتزاز: "كنت أول مدربة بالصعيد لتدريب الأولاد "الذكور" في أكاديمية للموهوبين بمركز بني مزار في محافظه المنيا لتدريب الأولاد، كان بينهم أطفال وشباب وكان ذلك فرصة لي رغم تخوفي ولكن هذه المرحلة هي سبب ما انا فيه الآن".
محطات عدة مرت بها نشوى خلال عملها في التدريب من أبرزها التدريب بمشروع ألف بنت ألف حلم التابع للمجلس الثقافي البريطاني والتدريب لدى وزارة الشباب والرياضة، بعدها انتقلت إلى دوله الإمارات العربية المتحدة وبعدها إلى نادي فليج السعودي في حفر الباطن كمدير فني للسيدات، حيث تستعد للمشاركة مع فريقها في الدورى السعودى للمحترفين في أغسطس المقبل.
"أسماء" من الصم والبكم بتتكلم وتدبح وتشفى وتقطع بإيديها
لم تتعد سنوات عمرها الـ18 عامًا، ورغم أنها من الصم البكم إلا إنها استطاعت أن تعمل في مجال لا يمتهنه سوى الرجال، وعملت بمجال الجزارة منذ الصغر، وبالرغم من صعوبة التواصل مع الآخرين، لكن ذكاءها كان سببًا من انتقالها من مهنة النظافة بمحل الجزارة، إلى أصغر بنت جزارة بالمحل، وأكثرهم نشاطًا، كل هذا بسبب حبها للجزارة والوصول لحلمها الذي تسعى لتحقيقه منذ الصغر، إنها أسماء جمعة التي أثبت أن الوصول للحلم ليس بمعجزة، لكن بالصبر والسعى، كما أثبتت نفسها أنها أقوى من الظروف والتحديات التي تعيشها.
تحدثت "أسماء جمعة" بلغة الإشارة لـ"اليوم السابع" قائلة: "من وأنا عندي 8 سنوات بشتغل في مجال الجزارة"، وعبرت عن حبها لأصحاب المكان قائلة إنهم في مكانة أهلها، وتضيف: "تعلمت الجزارة من ذبح وسلخ وتقطيع".
وحكى الحاج ناصر عبد القادر صاحب محل الجزارة الذي تعمل فيه "أسماء" قائلًا: "البداية كانت الحاج والد أسماء لما جابها لينا وهي عيلة صغيرة، وكبرت واتربت معانا"، ويضيف: "إحنا استلمنا أسماء وعمرها يتراوح ما بين 8 أو 9 سنين، وأول نزولها معانا فى المحل كانت كمساعدة في نظافة المحل، لكن البنت كانت مصممة تتعلم كل فنون الجزارة".
وتابع قائلًا: "أسماء ذكية جدًا وعندها نشاط يشجع أى شخص إنه يعلمها كل حاجة، ولو حابة تتفرجى على أسماء تعالى فى العيد شوفى بنفسك بتعرف تشيل ذبيحة بنفسها من أول الذبح لحد التقطيع"، ويوضح سبب دخولها محل الجزارة قائلًا: "كانت دايمًا من وهي صغيرة تطلب من والدها إنها نفسها تطلع جزارة ويكون عندها أكبر محل جزارة في مصر".
وأضاف قائلًا: "في البداية كانت في مشكلة في التواصل معاها لأنه بتتكلم بلغة الإشارة، لكن مع العشرة أصبحت بتفهم كل حركاتنا وتنفذ الطلب من قبل ما نطلبه، وحفظت طريقتنا في التعامل وإحنا كمان بدون ما نتعلم لغة الإشارة بقينا بنعرف نتكلم معاها، واتعودنا على بعض والمعاملة بقت سهلة".
من الجزارة للشارع قصة تسرد سطورها أم حمزة بنت شبرا، الأم لـ 4 أيتام والتى تبدأ رحلتها في السابعة صباحا حيث تصطحب عربية من الصاج واسطوانة بوتاجاز وخبز ولحم، وتختار مكانها بأحد شوارع شبرا لتحضر أشهى رغيف حواوشى لتكسب قوت يومها ولا تنتهي رحلتها قبل منتصف الليل.
وتقول أم حمزة صاحبة الـ 50 عامًا لـ اليوم السابع: بدأت أنزل الشارع من 4 سنين بعد وفاة زوجي وتركت عملي بمهنة الجزارة لكن اختلف الحال كثير بعد الوفاة وأصبحت أنا المسؤولة عن نفسي وعن أربعة أولاد أعمارهم بين 12 إلى 21 سنة، أكبرهم ابنتي هبة التي تدرس بكلية الطب واختها ندي تدرس بكلية الإعلام وأحمد وحمزة بالمرحلة الإعدادية وحصلت على لقب الأم المثالية عن دائرة شبرا.
وأضافت أم حمزة: "الشغل مش عيب بالرغم من بساطة العربية لكنها تعتبر هي الدخل الأساسي لأولادي، فى ناس بتحسدنا على حالنا لأننا فخورين جدا بنفسنا، وفي ناس نفسها تعمل زينا لكن مش عارفين أو بيكابروا لكن أنا عندى استعداد أعمل أى حاجة علشان خاطر أولادى ونعيش مستورين".
وأردفت أم حمزة: " أنا من غير ربنا وبناتي مش هعرف أقف في الشارع، بالرغم من تفوقهم الدراسي في الثانوية العامة وحصولهم على أوائل الثانوية العامة وصولهم لـ كليات القمة لم يتعالوا على أمهم بل بالعكس دايما يقولوا: يا أمة إحنا فخورين بيكي مبسوطين أنك أم بطلة جدا ودايما نحكى عنك لأصحابنا، بناتي يساعدوني في الطلبات والتحضيرات".