بدأ العد التنازلى لمهرجان كان السينمائى، فى دورته الـ74، حيث من المقرر إقامة افتتاح المهرجان بعد غد الثلاثاء الموافق 6 يوليو، والذى تستمر فعالياته حتى 12 يوليو الجارى، وستكون هذه المرة هي الأولى التى يمشى فيها نجوم الشاشة الكبيرة على السجادة الحمراء مجدداً، منذ تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد، ومن هؤلاء النجوم، كاترين دونوف، وسبايك لى، وشون بن، وماريون كوتيار.
بوستر المهرجان
ويقام مهرجان كان السينمائى، كل عام فى شهر مايو، إلا أن الأزمة الصحية العالمية فرضت تأجيله، ومن المقرر أن توزع جوائز المهرجان في ليلة الختام يوم 17 يوليو، وبينها السعفة الذهبية المرموقة، وحسب ما نشرته التقارير الإعلامية، سيكون الجمهور المسموح به فى صالات السينما محدداً بعدد معين أو بنسبة ما، لكن وضع الكمامة سيبقى ضرورياً فى المساحات الداخلية، وفى هذا الصدد، قال المفوض العام للمهرجان تييرى فريمو، "لم ننتهِ من الجائحة بعد وينبغى تالياً توخى الحذر".
ويُعرَض فى المهرجان 24 فيلماً مدرجاً ضمن المسابقة الرسمية أمام آلاف المشاركين فى المهرجان ولجنة تحكيم برئاسة المخرج النيويوركى سبايك لى، الذى اختير لتولى هذه المهمة فى 2020، ووافق على اختياره مجدداً بعد إلغاء دورة العام الماضى، وسيرافق سبايك لى، ضمن لجنة التحكيم، خمس نساء وأربعة رجال، بينهم نجم السينما الكورية الجنوبية الممثل سونج كانج، الذى أدى دور ربّ الأسرة فى فيلم "باراسايت"، والمغنية ميلين فارمر.
وفيما يتعلق بالأفلام، يفتتح المخرج الفرنسى ليوس كاراكس مسابقة المهرجان بفيلمه "أنيت"، وهو كوميديا موسيقية من بطولة ماريون كوتيار، وآدم درايفر، وهو الفيلم الذى تولت فرقة "سباركس" الأمريكية الشهيرة كتابة السيناريو والموسيقى فيه.
وفى المسابقة أيضاً أفلام لعدد من المخرجين المرموقين سبق لبعضهم أن حصل على السعفة الذهبية، كالإيطالى نانى موريتى عن فيلمه "ترى بيانى"، والفرنسى جاك أوديار عن "ليزوليمبياد"، وأبيشاتبونج ويراسيتاكول عن فيلمه الأول بالإنجليزية خارج تايلاند "ميموريا" مع تيلدا سوينتون، وجان باليبار.
لكن المسابقة تتضمن أيضاً أفلاماً لمخرجين آخرين كالمغربى نبيل عيوش الذى يعبر من خلال فيلمه "على صوتك -إيقاعات كازابلانكا" عن نبض الشباب المغاربة وتطلعاتهم، والمخرج الروسى كيريل سيريبرينكوف الذى يُعرَض فيلمه الجديد "بترفز فلو" فى المهرجان، لكن قرار منعه من مغادرة الأراضى الروسية سيحول دون حضوره إلى "كان".
ويبلغ عدد الأفلام التى ستُعرض خلال المهرجان أكثر من 80، أو حتى 120 فيلما فى حال احتساب الأفلام المدرجة أقسام موازية، أما ختام المهرجان فسيكون مع "أو إس إس 117: فروم أفريكا ويذ لاف"، وهو الجزء الجديد من سلسلة أفلام المحاكاة الساخرة لأفلام التجسس "أو إس إس 117".
ويطبق المهرجان هذه السنة سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى الحد من بصمته البيئية، كاعتماد السيارات الكهربائية والإقلال من استخدام الورق واقتطاع مساهمة مناخية من رسوم الحصول على بطاقة اعتماد لحضور العروض.
وسيكون مهرجان كان فرصة لمعاودة الأحداث السينمائية فى أجواء احتفالية وبحضور النجوم بعد فترة طبقت فيها قيود صارمة وكانت دور السينما مغلقة خلالها، وسيكون الحصول على تصريح الدخول الصحى إلزامياً للجميع، ومن لم يتلقَ اللقاح بعد، سيكون عليه الخضوع للفحوص التى تجرى كل 48 ساعة مجاناً فى الموقع.
في حين حذر رئيس المهرجان، بيار ليسكور، قبل افتتاح الملتقى السينمائي السنوى: "لن يكون بإمكاننا التصرف بإهمال"، وتابع حسبما نشر موقع deadline: "لن نقيم الكثير من السهرات والتجمعات الكبيرة التي قد تكون لها عواقب صعبة، فمن مسئوليتنا جميعًا، المهرجان والمدينة والمشاركين، أن يجري هذا الحدث الذي يقام في ظل الجائحة على أفضل وجه".
وقالت إحدى المشاركات فى تنظيم المهرجان، "سنتحلّى بحسّ المسئولية، وسنقيم علي شرف المهرجان بعيدًا عن الاحتفالات الضخمة، عشاء جلوسًا يشارك فيه ما لا يتعدّى 140 شخصًا.. والكمامات ستكون إلزامية للتنقل، وسيتم توزيع عبوات من السائل المطهّر على الطاولات".
كما قررت دار " CHOPARD" للمجوهرات، الراعي الرسمي للسعفة الذهبية، إلغاء حفلها السنوي الكبير الذي كان عادة من أبرز أحداث ليالي المهرجان، مفضلة تنظيم سهرات صغيرة محصورة الحضور على شرفة فندق "مارتينيز".
وقالت موريال جريهان، مديرة الإعلام لدى CHOPARD: "من حظنا أننا فى الهواء الطلق، وبالتالي سيكون من الأسهل الالتزام بالبروتوكول الصحى، وسيجري حفل توزيع جوائز CHOPARD التي تكافئ المواهب الواعدة على شاطئ فندق كارلتون، وبنصف عدد المدعوين العادى".
وعلي جانب آخر، قررت المجلة التي ترافق المهرجان إصدار ملحق يومى، عن سهرات "كان" بأربع صفحات بدلًا من 7، كما قررت بلدية "كان"، تخفض عدد المدعوين إلى النصف في حفل الاستقبال التقليدي الذي يقيمه رئيس البلدية للصحافة الدولية التي تغطي المهرجان بحضور أعضاء لجنة التحكيم والمنظمين، بعدما كان يشارك فيه عادة 800 شخص، وأوضحت البلدية "هذا سيسمح لنا بالالتزام بشكل تام بالتباعد الصحي الذي لا يزال سارياً".