تشكل منطقة غرب أفريقيا أرضا خصبة وبيئة حاضنة لنشاطات الجماعات المتطرفة، وبحسب دراسة حديثة للمركز العربى لمكافحة الإرهاب فإن هذه المنطقة تتميز بعوامل عدة لنموّ هذه الجماعات، وتصاعدت المخاوف من تزايد أنشطة التنظيمات الإرهابية فى غرب أفريقيا، لاسيما بعد إعلان العديد من الجماعات المتطرفة المنتشرة الولاء لتنظيم “داعش”، وتأييد فكرة مشروع دولة الخلافة، ومن بينها حركة التوحيد والجهاد، حركة أنصار الدين، وفيما يلى أبرز التنظيمات :
ـ بوكو حرام: نشأت بوكو حرام فى مدينة ميدوجورى فى عام 2002 باسم بوكو حرام الذى جاء من اللغة المحلية (الهوسا) بمعنى “التعليم الغربى حرام” لأنه سبب انتشار الفساد فى المجتمع الإسلامى، أى أن الجماعة نشأت لمناهضة انتشار التعليم الغربى الذى ألحق الضرر بآلاف المسلمين الذين يعانون البطالة والتهميش (كما يرى أنصار الحركة)، وكانت تضم مثقفين وأكاديميين. ومن هنا جاءت مواجهتها للحكومة التى سمحت بذلك، ومع استمرار اعتماد الدولة على المسار الأمنى من دون غيره تصاعدت أعمال العنف من الجهة الأخرى حتى تحولت الجماعة لتنظيم متطرف وعنيف.
ـ حركة أنصار الدين: بعد سقوط نظام العقيد القذافى فى ليبيا عاد إياد غالى (وكان قائداً قومياً قاد حركة تمرد على حكومة مالى وتم توقيع اتفاقية سلام بين حركته والحكومة عام 1992 ثم أرسلته الحكومة قنصلاً لها فى جدة) إلى أزواد، حيث سلسلة جبال أغارغا، ثم بدأ فى تجميع المقاتلين الطوارق نظراً لمكانته الاجتماعية وانتمائه القبلى. خريطة حواظن التطرف فى افريقيا
ـ حركة الجهاد والتوحيد فى غرب أفريقيا: ظهرت الحركة إثر انشقاق قادتها على تنظيم القاعدة، وقام بعض أعضائها بتأسيس كتائب خاصة بالمقاتلين من أبناء القبائل العربية فى أزواد أسوة بسرية “الأنصار” فى تنظيم القاعدة التى تضم المقاتلين الطوارق. وأعلنت الحركة أول بيان لها فى أكتوبر 2011 معلنة الجهاد فى أكبر قطاع من غرب أفريقيا، وتوصف بأنها “الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر إثارة للرعب فى شمال مالي”.
ـ القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي: جاء التنظيم امتداداً للجماعة السلفية للدعوة والقتال التى انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة فى عام 1997، وتركزت أعمال الجماعة فى البداية على المواقع العسكرية، ولكن مع الاحتلال الأمريكى للعراق، تحولت للقيام بأعمال خطف الأجانب، ثم اتخذت أعمالها أبعاداً إقليمية خاصة بعد إعلان أيمن الظواهرى عن تحالف القاعدة مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال، لتتحول إلى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى.
ـ حركة شباب المجاهدين فى الصومال: ظهرت الحركة مستغلة أجواء عدم الاستقرار بالصومال، وتم استقطاب المؤيدين لمواقفها، وبدأت الارتباط بتنظيم القاعدة مع إنشاء عدد من معسكرات التدريب فى دول القرن الأفريقي.