وسط هزيمة نكراء تعرض لها الجيش الأثيوبى فى اقليم تيجراي، على يد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، ودعوات لفتح تحقيقات فى مجازر وحشية ارتكبها رئيس الوزراء الأثيوبى آبى أحمد، أعلنت حكومة أديس أبابا بدء الملء الثانى لسد النهضة، ضاربة بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية قبل ايام من جلسة مجلس الأمن التى تناقش تعنت أديس أبابا فى ابرام اتفاق ملزم لملء وتشغلي السد، الأمر الذى اعتبره مراقبون ضجة للتغطية على فشله الداخلى وانحدار شعبيته.
قبل أسابيع نجح مسلحو الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، في دحر قوات الجيش الفدرالي الإثيوبي ودخول مدينة مقلي، عاصمة إقليم تيجراي، شمال إثيوبيا، وقامت القوات عملية تطهير للقوات الحكومية التى ارتكبت أفظع الجرائم تجاه الاقليم، ما يعد تحول كبير في الصراع المتأجج منذ نحو 8 أشهر، وهو ما عدّه مراقبون انتكاسة وفشل كبير لحكومة رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد.
وجاءت الحكومة الأثيوبية فى الاعلان عن الملء الثانى للسد، منا اعتبره مراقبون ضجة من أجل التغطية على فشله الداخلى واذلال جيش أديس أبابا، بعد أن استعرضت قوات إقليم تيجراي، آلاف الأسرى من الجيش الإثيوبي، على نقالات والبعض الآخر يضع ضمادات ملطخة بالدماء، بينما تم اقتيادهم إلى سجن كبير على الحافة الشمالية للمدينة.
ونقلت «صحيفة نيويورك تايمز» الأمريكية، إنه خلال العرض في ميكيلي عاصمة الإقليم، كان هناك أكثر من 7 آلاف جندي إثيوبي أسير، ساروا لما يقارب 75 كيلومتراً جنوب العاصمة، لمدة 4 أيام.
وتحرر الآلاف من سكان مدينة تيجراي ونزلوا إلى الشوارع ويرفعون الأعلام ويطلقون الألعاب النارية احتفالا بدخول "قوات دفاع تيجراي" إلى المدينة بعد أشهر من سيطرة قوات الجيش الإثيوبي والقوات الإريترية عليها، والتي شهدت انتهاكات بالغة بحق المدنيين في المدينة والإقليم بالكامل، وصفتها الأمم المتحدة بأنها ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما تسببت في تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية بالإقليم، إلى حد وضع مئات الآلاف من سكانه على شفا مجاعة، وفق تقرير أممي.
وقالت الجبهة أنها أجرت عمليات تطهير ضد القوات الحكومية الإثيوبية المنسحبة من العاصمة الإقليمية ميكيلي بعد ارتكابها لمجاوز وإبادة جماعية ممنهجة ، وأن المدينة عادت "بنسبة 100%" إلى سيطرتهم.
وكان دخل الجيش الإثيوبي إقليم تيجراي، في نوفمبر الماضي، بالتعاون مع الجيش الإريتري وميليشيات؛ بزعم تنفيذ قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي -الحزب الحاكم في الإقليم وفي إثيوبيا سابق- هجوم على قاعدة عسكرية فدرالية في الشمال الإثيوبي، وهو ما نفته الجبهة التي اتهمت آبي أحمد بالتذرع بالهجوم المزعوم للإطاحة بها وبسط سيطرته على الإقليم.
ومنذ ذلك الوقت، سعت قوات دفاع تيجراي لإعادة تنظيم صفوفها وتجنيد قوات جديدة حتى تتمكن من استعادة السيطرة على الإقليم، إلى أن بدأت، الأسبوع الماضي، هجوما مضادا نحو العاصمة مقلي.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز التقدم السريع لقوات تيجراي بأنه انتكاسة كبيرة لحكومة أبي أحمد، والذي كان قد تعهد في بداية العملية العسكرية، العام الماضي، بأن العملية ستنتهي في غضون أسبوعين، لا سيما وأن ناشطين في تيجراي يقولون إنهم سيسعون للاستقلال عن إثيوبيا بعد الفظائع التي ارتُكبت بحقهم خلال العملية العسكرية الأخيرة، وهي أزمة أخرى تضاف لأزمات الحكومة الإثيوبية التي تعاني من تمرد في عدد من الأقاليم.
وقال سيساي هاجوس (36 عاما)، وهو أحد من خرجوا إلى الشارع للاحتفال بالتطور الأخير: "لقد احتلونا. أبي (أحمد) كاذب ودكتاتور، لكنه هُزم بالفعل. ستكون تيجراي بلدا مستقلا".
ويتهم لاجئون ومراقبون دوليون القوات الإثيوبية والقوات المتحالقة معها بارتكاب "فظائع واسعة النطاق"، تضمنت تطهيرا عرقيا ووضع الإقليم على شفا المجاعة، وهو ما دفع المجتمع الدولي للضغط على النظام الإثيوبي للسماح بدخول منظمات الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وسحب القوات الإريترية من الإقليم.
فيما طالبت جبهة تحرير إقليم تيجراي، بفتح تحقيق دولي في المجازر التي ارتكبتها القوات الإثيوبية في الإقليم.
فيما أكد مراقبون أن خطوة الملء الثانى للسد تأتى للفت الانتباه الدولى عن فتح تحقيقات فى المجازر، وأيضا من أجل رفع شعبية آبى أحمد التى تزلزلت بعد الصور التى انتشرت على وسائل الاعلام عن الجيش الأثيوبى وتقهقره فى تيجراي.