حمل التشكيل الجديد لحكومة الجزائر الكثير من المفاجآت من بينها خروج وزراء كانوا محسوبين على دائرة الرئيس عبد المجيد تبون، أبرزهم وزير الخارجية صبري بوقادوم والعدل بلقاسم زغماتي، كما يعد تعيين رمطان لعمامرة (69 عاما) وزيرا للشؤون الخارجية من أبرز ملامح الحكومة الجزائرية الجديدة، لما يتمتع به لعمامرة من خبرة دبلوماسية وسياسية وعلاقات خارجية.
كما ضمت الحكومة 4 وزيرات هن، وفاء شعلال وزيرة الثقافة، وكوثر كريكو وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، وياسمين حمادي وزيرة السياحة والصناعة التقليدية، وبسمة عزوار وزيرة العلاقات مع البرلمان، وسامية موالفي وزيرة البيئة.
عبد المجيد تبون وأيمن عبد الرحمن
وعلى الجانب الآخر، تنتظر الحكومة الجزائرية الجديدة التى يترأسها أيمن بن عبد الرحمن تحديدات ثقيلة، لا سيما الأزمة الاقتصادية فجاء تعيينها فى ظل ظروف صعبة فرضها وباء كورونا والأضرار الاقتصادية التي تسبب بها، وقد تم مساء أمس الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة التي تكونت من 34 وزيراً ووزيرين منتدبين وقد أبقت على 16 وزيراً من الحكومة السابقة، فيما كان الحدث اللافت فيها عودة رمطان لعمامرة لتولي حقيبة الخارجية.
التشكيلة الجديدة
ولعل أبرز من غادر الحكومة هما وزيرا العدل بلقاسم زغماتي والشؤون الخارجية صبري بوقدوم وهما التغييران الوحيدان في الوزارات السيادية مقارنة مع حكومة جراد السابقة.
أيمن عبدا رحمن
كما شهدت الحكومة مغادرة وزير المجاهدين الطيب زيتوني، وزير الشباب والرياضة سيدعلي خالدي، وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، وزير الانتقال الطاقوي شمس الدين شيتور، وزير التربية الوطنية محمد واجعوط ووزير الصيد البحري سيد احمد فروخي، فيما تم إلغاء الوزارة المنتدبة المكلفة برياضة النخبة التي كانت تشغلها سليمة سواكري.
وزيرات بالحكومة الجزائرية
وشهدت التشكيلة الجديدة مغادرة أسماء أخرى لم تعمر طويلا في وزاراتها مثل بن فريحة هيام في وزارة التكوين المهني، محمد علي بوغازي في وزارة السياحة، محمد باشا في وزارة الصناعة، كمال ميهوبي في وزارة الموارد المائية، الهاشمي جعبوب في وزارة العمل ودليلة بوجمعة في وزارة البيئة.
في المقابل صمدت أسماء أخرى وضمنت تواجدها في الحكومة الجديدة، كان أبرزها وزير الداخلية كمال بلجود، وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، وزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي، وزير التعليم العالي عبد الباقي بن زيان، وزيرة التضامن كوثر كريكو، وزير الفلاحة عبد الحميد حمداني، وزير السكن طارق بلعريبي، وزير التجارة كمال رزيق، وزير الاتصال عمار بلحيمر، وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد ووزيرة العلاقات مع البرلمان بسمة أزوار.
وقالت الرئاسة إن رمطان لعمامرة عين وزيرا للخارجية خلفا لصبري قدوم.
التحديات أمام الحكومة الجديدة
تتولى الحكومة الجديدة مهامها في ظل ظروف خاصة تواجه الجزائر، أبرزها أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة، لم تتمكن حكومة عبد العزيز جراد التي تشكلت في أواخر عام 2019 من تجاوزها، على الرغم من احتلال الجزائر المركز الرابع كأكبر اقتصاد في إفريقيا.
ويعتمد اقتصاد الجزائر بشكل كبير على عائدات النفط، كما بلغت نسبة البطالة في وفقا لإحصائيات البنك الدولي أكثر من 12 % .
الحكومة الجديدة
من ناحيته، قال عبد الوهاب بن زعيم، عضو مجلس الأمة الجزائري، وفق سبوتنك، إن الحكومة الجديدة تتشكل من سياسيين وتكنوقراطي، تستجيب وتعبر عن نتائج الانتخابات التشريعية، بمشاركة الأحزاب الموجودة بالمجلس الوطني.
وأضاف أن الحكومة سيكون لها دورها التنفيذي والإصلاحي، خاصة في مجال الاقتصاد ودفع التنمية والإسراع في الاستثمار، وخلق مناصب العمل.
وأوضح أن برنامج الرئيس يسير بخطى ثابتة وواضحة، حيث جرى تعديل الدستور وقانون الانتخابات ثم انتخاب المؤسسة التشريعية، فيما ينطلق البرنامج الاقتصادي الكبير الموجود في برنامج الرئيس، وأن أولى خطواته وملامحه هو تعيين رجل اقتصادي بخبرة كبيرة في المالية لدفع عملية الإصلاح الاقتصادي، والاتجاه بسرعة نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبحسب بن زعيم، فإنه حينما ينتعش الاقتصاد ينتعش معه آليا جميع القطاعات، وزيادة مناصب الشغل وتحسين القدرة الشرائية والسكن والتجارة والنقل والمواصلات والزراعة والصحة والتعليم والإسكان.