لم تكن تعلم رانيا رمضان، 23 سنة، أن تحديها لأسرتها وحبها واختيارها لزوج تكون نهايتها على يديه، فلم يحفظ الجميل بعد سجنه لمرتين بسبب تعاطيه وتجارته المخالفة للقانون، واضطرت للعمل خادمة فى المنازل، لتنفق على أسرتها وعليه فى محبسه، وتشترى بتحويشة عمرها بمساعدة والدها وأخوالها توك توك، ليخرج من سجنه ويأكل لقمة من حلال.
بدأت الواقعة بوصلات من الهزار والضحك بين رانيا ونجلتها وشقيقها، فى أحد شوارع محافظة الإسكندرية وتحديدًا فى منطقة أبو سليمان، وتعالت أصوات الضحك وهم يقذفون بعضهم بأكياس المياه، إلا أن الزوج أفسد عليهم وصلة الهزار، والمياه لامست التوك توك الذى أعده للبيع، لينفق على ملذاته، برغم عدم ملكيته له، فهو ملك للزوجة والتى اشترته لتأكل أسرتها من حلال، وتحولت وصلة الهزار، لمشهد مأساوي، بعد احتدام النقاش بينهما، وعندما علت أنه يريد بيع التوك توك، خاصة أنه هددها بإشعال النيران بها، ولكى تنهى النقاش، استجابت له لتصعد لشقتها، وأثناء دورانها لترضيته، سكب عليها البنزين، وأشعل النيران فيها أمام نجلتها وشقيقها، لتنتهى قصة حب وتضحية، على أيدى من أحبت واختارت، وتحدت به أسرتها وأخوالها.
قال شريف محمد حسين، خال رانيا، إنها كانت إنسانه مكافحة منذ صغرها، وتقدم لها شخص لم نقبله منذ تقدمه لخطبتها، ولكنها أصرت عليه لحبها له، فوافقت الأسرة رغما عنها، ورضخوا لطلبها، وبعد الزواج اتضح أنه يتعاطى ويبيع المخدرات وعاشت برفقته 7 سنوات، الذى أدمن المخدرات، ما أدخله فى مشاكل وصلت به إلى السجن فى بداية زواجه بعدة أشهر، وتحملت هى مسؤولية نفسها.
وأضاف شريف حسين، بدأت تعمل خادمة بالمنازل، تمسح سلالم وتنظف الشقق، خلال سنوات سجنه، وكانت تنفق عليه وعلى أسرتها، واشترت التوك توك، لتوفر لأسرتها لقمة من حلال، ورغم وقوفها بجانب زوجها كثيرًا إلا أنه لم يرد لها الجميل، بسبب إدمانه للمخدرات، كان يفتعل معها المشاكل على أتفه الأسباب التى كان آخرها رش المياه على التوك توك، ليقوم بإشعال النيران بها، ولم يهتم بنجله الذى كان فى بطنها فهى حامل فى الشهر الخامس.
فيما أكد إسماعيل محمد حسين، خال رانيا، أن شقيق رانيا صاحب الـ14 سنة، شهد موقف لن ينساه حينما شاهد النيران تشتعل فيها، وحاول شقيقها إخماد النيران، ولم يهرب، فاحترقت يديه، ويعيش فى حالة من الرعب لأنه رأى جسد شقيقته وشعرها يتساقط منها أثناء اشتعال النيران بها، وتوافد الناس لمحاولة إخماد النيران ومنهم من ألقى عليها بطانية، وزوجها يشاهدها ولم تتحرك مشاعره تجاه زوجة ضحت بكل شىء من أجله، وتم نقلها للمستشفى الميري، وألقى القبض عليه.
وقال بسيونى محمد حسين، أحد جيران الأسرة ،أصيبت رانيا بحروق من الدرجة الثالثة، وتوفيت بعد يومين من دخولها العناية المركزة، ومات جنينها، وتركت طفلة عمرها 6 سنوات.
قال محمد بسيونى شرشر، خال السيدة التى لقيت مصرعها على يد زوجها بمنطقة أبو سليمان بمحافظة الإسكندرية، إن أسرة الضحية مقيمة بقرية صروة التابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، فوجئت الأسبوع الماضى بإصابة ابنة شقيقته بحروق نتيجة قيام زوجها بإشعال النيران بها.
وأضاف شرشر، أن رانيا رمضان إبنة شقيقته، تزوجت منذ 6 سنوات، وكانوا رافضين لزواجها من هذا الشخص، ولكن قدر الله لها أن تتزوجه، لتكتشف إبنة شقيقته بعد شهرين من زيجتها أنه يتعاطى ويتاجر فى المواد المخدرة ويلقى القبض عليها وهى حامل فى طفلتها الأولي، وتقوم بالعمل فى المنازل من أجل الإنفاق على طفلتها عقب ولادتها، وكذلك عليه وهو فى محسبه ليجرى الحكم عليه بالسجن 5 سنوات.
وأضافت جدة الضحية، أن حفيدتها قامت بالعمل وإحضار جزء من المال حتى تمكنت من شراء توك توك، للإنفاق عليهم، ليخرج منذ 4 شهور ويعمل على التوك توك، ليحكى لها حفيدها شقيق الضحية أن يوم وقوع الحادث كان فى زيارتها وأثناء الهزار معه قامت برش المياه على شقيقها، ليشاهدها الزوج، وتحدث مشادة بسبب ملامسة المياه للتوك توك، ويتشاجر معها، لأنه كان يريد بيعه والزبون على وشك الحضور، برغم رفضها بيعه لأنها تريد أن تأكل من حلال، وهو يريد بيعه لينفق منه على المخدرات.
وقالت الجدة، أثناء المشاجرة قام الزوج بإحضار بنزين من أجل حرق التوك توك، لتقوم حفيدتها بمحاولة تهدئته ليسكب عليها هى الأخرى المادة الحارقة "البنزين" ويشعل النيران بها، ولا يستطيع أحد إنقاذها ويصاب حفيدها بحروق فى اليدين بسبب محاولته التدخل فى إنقاذ شقيقته، مطالبة الجهات القضائية بسرعة إجراء التحقيقات مع المتهم، وأنه تثق فى القضاء المصري، بأنه سيقوم بالحكم على المتهم بتوقيع أقصى عقوبة عليه وهى الإعدام لأنه قام بقتله حفيدتها.
وأضافت جدة رانيا، أن آخر زيارة كانت بكفر الشيخ منذ 6 أشهر، وأعطتها كل ما تحتاج إليه، وقبل الحادث بيومين تواصلت معها، لتطمئن عليها، مؤكدة أن رانيا ضحت بالكثير من أجل زوجها رغم سجنه مرتين بسبب المخدرات، ولم يحفظ الجميل، وكانت نهاية حبها له وإصرارها على زوجها، ماتت على يديه حرقاً.
وقال أحمد بسيوني، خال رانيا رمضان، كنا رافضين هذه الزيجة، لأنه شخص غير مرغوب فيه منا، وبعد أربع شهور اكتشفت أنه يتعاطى المخدرات ويبيعه، وألقى القبض عليه، وبعدها بدأت تعمل فى المنازل لتنفق عليه وهو بالسجن، لتربى ابنتها الطفلة.
وأضاف خال المجنى عليها، تمكنت من الجمعيات ومن خلال مساعدتها، جمع مبلغ اشترت التوك توك، لتحسن من دخلها وفى نفس الوقت تأكل عيش حلال وتبعد عن الحرام، وبعد خروجه، عاد للمخدرات، وأراد بيع التوك توك فرفضت، ونظرا لرفضها سكب عليها البنزين وأشعل فيها النيران وجلس ليتفرج عليها، وحاول شقيقها الصغير 10 سنوات وكان متواجد أثناء الواقعة، إخماد النيران، وأصيب فى يديه، ولم تتحرك مشاعر الزوج.
رانيا وطفلتها
رانيا رمضان
رانيا ونجلتها
رانيا الضحية
رانيا ضحية اختيارها لحبيبها
اليوم السابع مع اخوال الضحية رانيا
اليوم السابع وجدة رانيا
جدة رانيا تطالب بالقصاص