فى زيارة تعد الأولى له خارج السلطنة منذ توليه منصبه فى يناير 2020 خلفا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد، يقوم السلطان هيثم بن طارق بأول زيارة إلى المملكة العربية السعودية، الأحد المقبل وتستمر يوما واحدا. تأتى الزيارة فى توقيت دقيق فى منطقة الخليج، تلبية لدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وفق وكالة أنباء السعودية.
ووفق ما نقلت الوكالة السعودية، تهدف الزيارة المرتقبة إلى تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة بين قيادتى البلدين الشقيقين، وتوسيعًا لآفاق التعاون المشترك وسبل تطويره فى مختلف المجالات بما يعود على شعبى البلدين بالخير والنماء.
وقالت صحيفة الشبيبة، أن وفدا رفيع المستوى يضم عددا من الوزراء سيرافق السلطان هيثم فى زيارته التى تدوم يوما واحدا، ويستقبله خلالها العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان.
وقد أصدر ديوان البلاط السلطانى فى عمان بيانًا حول زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة العربية السعودية، وأشار البيان وفقا لما نقلته صحيفة الشبيبة أنه سيرافق سلطان عمان وفد رفيع المستوى يضم كل شهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، خالد بن هلال بن سعود البوسعيدى وزير ديوان البلاط السلطانى، الفريق أول سلطان بن محمد النعمانى وزير المكتب السلطانى، حمود بن فيصل بن سعيد بن إبراهيم منصب وزير الداخلية، بدر بن حمد بن حمود البوسعيدى، وزير الخارجية، سعيد بن حمود المعولى وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، قيس بن محمد بن موسى اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، عبد السلام بن محمد المرشدى رئيس جهاز الاستثمار العمانى، فيصل بن تركى آل سعيد سفير السلطنة المعتمد لدى المملكة العربية السعودية.
وأضافت، صحيفة الإمارات اليوم، أن المحادثات السعودية العمانية ستتركز على تطورات الوضع على الساحة اليمنية فى إطار استمرار الحراك الدبلوماسى المكثف من قبل سلطنة عُمان لحلحلة الأزمة اليمنية وفق توافقات إقليمية ودولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ عام 2014 وإجراء حوار مباشر بين الأطراف المتقاتلة، وكذلك دعم وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمنى، ونتائج مفاوضات الملف النووى الإيرانى، إلى جانب دفع مسيرة التعاون بين دول مجلس التعاون، وتعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى شتى المجالات بما فى ذلك سبل دعم الاقتصاد العماني".
وكثفت مسقط خلال الأشهر الماضية جهودها المتمثلة فى تنسيق لقاءات على مستوى منخفض بين التحالف العربى والحوثيين، إضافة إلى تنظيم سلسلة من اللقاءات بين مسؤولين دوليين وغربيين والوفد الحوثي.
وفى بيان لسفارة سلطة عمان تم تأكيد أن الزيارة التى يقوم بها السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان للسعودية تكتسب أهمية محورية باعتبارها أول زيارة خارجية له منذ توليه الحكم فى 11 يناير 2020، وتأتى الزيارة فى توقيت بالغ الأهمية لدفع مسيرة التعاون المشترك خطوات للأمام، بحكم الوشائج القوية بين البلدين ولمصلحة منطقة الخليج.
وأشار البيان إلى العلاقات العُمانية ـ السعودية تكتسب أهمية قصوى فى استراتيجية الأمن والاستقرار فى منطقة الخليج العربى، ويتجدد التواصل بين البلدين فيما من شأنه خير واستقرار المنطقة، ذلك التواصل لاقى ترحيبًا واسعًا فى الأوساط الإعلامية والعامة فى البلدين.
ووفق البيان فقد كانت العلاقات الوطيدة التى تجمع سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية - وما زالت - تمثِّل حلقة الميزان فى أمن واستقرار الخليج، واليوم تبرز حالة من التقارب والتطابق فى وجهات النظر بين مسقط والرياض فى ملفات عدَّة سياسية واقتصادية وأمنية، وترسم تلك الملفات المشتركة أبرز العناوين فى مستقبل المنطقة، لا سيما مع إنشاء رابط اقتصادى وشريان حيوى مهم بين البلدين يتمثل فى الطريق البرى الرابط بين السلطنة والمملكة الذى يختصر المسافات بين الشعبين ويعزِّز التواصل التجارى بين البلدين ويشجِّع الاستثمار بينهما ويفتح منافذ عدَّة متبادلة، والأهم من ذلك أيضًا هو حالة الارتياح السعودى للأدوار العمانية التى لم تتلوَّن ولن تتغير تجاه السلام والاستقرار فى المنطقة.
ووفق بيان لسفارة عمان فقد أن الأوان أن تشهد الملفات الإقليمية انفراجة وتغيرات إيجابية تهدف للإصلاح، ويأتى فى مقدمتها المبادرة السعودية لوقف إطلاق النار فى اليمن، وبلورة مواقف إيجابية عربية تجاه سوريا.
وأشار البيان للملف اليمنى واستمرار معاناة الشعب اليمنى، واستمرار الدور العُمانى الموثوق والأمين فى تقديم المعالجة ومحاولة التنفيس عن الأشقاء اليمنيين، وتتويج ذلك بمبادرة سعودية ووساطة عُمانية مخلصة فى سبيل إنهاء الصراع فى اليمن - تنهى صفحة الخلاف وفتح آفاق جديدة تستشرف مستقبلًا أرحب يجمع الفرقاء على طاولة واحدة بالتساوى فى دولة واحدة يسودها الأمن والاستقرار والإعمار.
وعلى مستوى العلاقات الاقتصادية بين السلطنة والسعودية، شهد حجم التبادل التجارى بينهما نموًا مستمرًا خلال العشر سنوات الأخيرة بين عامين 2010 ـ 2020، ومن أهم السلع والمنتجات الرئيسة فى التبادل التجارى المنتجات الزراعية والحيوانية والمنتجات الصناعية والثروات الطبيعية والمنتجات المعدنية واللدائن، ويسعى البلدان إلى تعزيز تعاونهما فى مجالات السياحة، والترفيه، والفنادق والاستثمارات العقارية، ومجال المصائد والزراعة السمكية، والتعدين.
وقد كانت السلطنة والسعودية وقعتا عام 2005 اتفاقية بإنشاء مجلس رجال الأعمال العُمانى السعودى الذى يأتى تدعيمًا لروابط الأخوة القائمة بين البلدين ورغبة منهما فى تعزيز ودعم العلاقات المتميزة، وتأكيدا لحرص كل منهما على زيادة وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وإقامة المشروعات المشتركة بين البلدين، والعمل على تقوية العلاقات بين رجال الأعمال فى البلدين لتنشيط وتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية والاستفادة من فرص الاستثمار المتاحة فى البلدين.
وعلى صعيد التعاون الثنائى، صرح السفير العمانى لدى الرياض فيصل بن تركى آل سعيد، فى وقت سابق بأنه "من المتوقع أن نشهد فى القريب العاجل توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية بين البلدين، ونتطلع إلى أن يكون القطاع الخاص فى البلدين مكونا رئيسيا فيها".، حيث وصل حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال الربع الأول من 2021 إلى نحو 152ر2 مليار ريال سعودى (570 مليون دولار) بزيادةٍ بنسبة 2ر6% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وينتظر أن يتم قريبا افتتاح أول طريق، بطول 800 كيلومتر، يربط بين السعودية وسلطنة عمان بعد اكتمال إنشاء المرافق اللازمة لتقديم الخدمات لمستخدميه.
ويمر الجزء الأكبر من الطريق عبر السعودية ويمتد إلى بعض من أصعب التضاريس فى العالم بما فى ذلك الربع الخالي.
وتسلم السلطان هيثم أمس الاثنين من السفير عبدالله بن سعود العنزى أوراق اعتماده سفيرا فوق العادة ومفوضا من قبل العاهل السعودى معتمدا لدى سلطنة عمان.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قد وجه دعوة إلى السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان لزيارة السعودية فى مايو الماضى.
وتسلم الدعوة فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء فى سلطنة عمان، خلال استقباله الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودى فى مسقط.