هناك عدد من الفنانات يمكن أن يطلق عليهن لقب ملائكة الرحمة، ليس بسبب الأعمال الفنية اللاتى قمن بها ولكن لأنهن قمن في الواقع بتخفيف جراح المرضى والمصابين، سواء بشكل تطوعى أو لأنهن احترفن ودرسن التمريض وعملن به لفترة.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1959 تحدثت المجلة عن فنانات بدرجة ملائكة رحمة وذلك تحت عنوان "ملائكة الرحمة تغزو الشاشة"، ذكرت خلاله عدداً من النماذج والحكايات الطريفة لممرضات وحكيمات تركن الطب إلى الفن.
وكان من بين الحكايات حكاية صبية جاءت إلى مستشفى الهلال الأحمر تسأل عن مديره الدكتور عبدالمجيد محمود، فنهرها الحارس على بوابة المستشفى وتصادف في هذه اللحظة مرور المدير فسألها عما تريد، وأجابت قائلة :" عاوزة أبقى تلميذة في قسم التمريض" فضحك مدير المستشفى وقال لها :" بس انتى صغيرة يابنتى" ، فأجابت الطفلة " أنا هكبر بسرعة" ، واصطحبها مدير المستشفى إلى مكتبه بعد أن وجد تمسكها بالدراسة في معهد التمريض واستثناها من شرط السن، والتحقت الطفلة بمدرسة الممرضات ، وكانت هذه الطفلة هي الفنانة عايدة كامل، وخلال دراستها أثبتت تفوقها في الدراسة ولم تكن تمل العمل .
وتحدثت عايدة كامل بعد أن أصبحت نجمة في الإذاعة عن ذكرياتها خلال هذه الفترة، مؤكدة أنه تقدم لخطبتها خلال هذه الفترة ما يقرب من 20 مريضاً ، وظلت تذكر هذا المريض الذى كان يعانى من مرض خطير ويوشك على الموت ، وهو يستعد لإجراء جراحة خطيرة، فكانت تهتم به لسوء حالته اهتماماً كبيراً ، وظلت إلى جواره حتى أجرى الجراحة وأفاق ليجدها ترعاه ، وهنا سألها :" انتى متجوزة"، فأجابت بالنفى ، فقال المريض بلا تردد :" تتجوزينى"، وتركت عايدة كامل الغرفة وهى تشعر بالخجل.
وخرج المريض من المستشفى والتحق بكلية الحقوق وتخرج منها بينما أصبحت عايدة كاملة نجمة، حيث استقالت من المهنة التي أحبتها بعد أن اندلعت المظاهرات ضد الاحتلال وتساقط فيها عشرات الجرحى ،فكانت ترى منهم العشرات وتأثرت بما يحدث لهم، ولم تتحمل أن ترى مواطنيها بهذه الحال فتركت التمريض وعملت بالفن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة