يعتبر دخول الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر من بوابة الإسـكندرية جاء بواسطة القديس مار مرقس الرسول وهو كاروز الديار المصرية ومؤسس كنيستها، وهو أحد الرسـل السـبعين، وأحد الانجيليين الأربعة، ويلقب فى طقوس الكنيسة القبطية بـ ناظر الإله (ثيؤريموس)، الإنجيلى، وكاروز مصر ومدبرها الأول، وضياء كورة مصر، ومبدد الأوثان، وتلميذ المسيح الطوباوى، والكارز العظيم الذى تباركت به كل قبائل الأرض وبلغت أقواله إلى أقطار المسكونة.
وكان تأسيس كنيسة الإسكندرية فى منتصف القرن الأول، وبحسب تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصرى كان مجيء مار مرقس للإسكندرية فى السنة الثالثة من حكم كلوديوس قيصر (41 - 54م) أى ما يعادل سنة 43م تقريباً، وبحسب تاريخ البطاركة كان مجيئه فى السنة الخامسة عشر بعد صعـود يسوع المسيح (أى حوالى سنة 43/44م )، أى أنه بحسب يوسابيوس القيصرى وتاريخ بطاركة الكنيسة القبطية كان تأسيس مار مرقس لكنيسة الاسكندرية حوالى سنة 43م، إلا أن مراجع أخرى ترجح سنة 61م .
اليوم السابع التقى القمص موسى إبراهيم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية، حيث أكد أن الكنيسة لديها أعمال مشتركة مع بيت العائلة طوال الوقت وكانت الفعاليات محدودة بسبب جائحة كورونا ولكن التواصل مستمر والعمل أيضا مع كل افرادها من مختلف طوائف الشعب المصرى.
وحول وثيقة التعاون مع وزارة القوى العاملة، أكد أنها مقصود بها دعم المجتمع، وهدفها بناء الشباب ومساعدتهم، مؤكدا أنها كانت اتفاقيتين منهم تعزيز قدرات الشباب وتوفير الأمان لهم عند تنفيذ مشروعات خاصة، وكذلك العمل على المستوى المهنى ليصبح بشكل سليم، وحتى يكون ضمان على عدم وجود ملاحظات على المنتج، والاتفاقية الثانية نشر ثقافة العمل الحر فالعالم يتجه إلى فكرة الإنتاج والعمل الحر وعدم الاعتماد على الوظيفة وأن يكتشف الإنسان إمكانياته وقدراته الذاتية ليصبح مجهوده لصالح مشروعه، فالسوق فى احتياج لأفكار جديدة.
متحدث الكنيسة الأرثوذكسية مع الزميل محمد الأحمدى
وحول قانون الأسرة المسيحية، أكد أن القانون سيلتزم بالأصول الكنسية المتعارف عليها وتفهم لواقع الناس، موضحا أن الحديث عن هذا القانون من المبكر فهو لم يصدر حتى الآن وما زال قيد الدراسة فى وزارة العدل، والكنيسة تنتظر حتى الانتهاء منه.
وأوضح أن التعاون مع كنائس مصر قائم وموجود طوال الوقت، ولكن الأنشطة شبه متوقفة حاليا بسبب ظروف كورونا، والتواصل مستمر على عدة مستويات فى الأعياد والمناسبات العامة.
وحول احتفال الكنيسة الأرثوذكسية بصوم السيدة مريم العذراء فى7 أغسطس المقبل، أشار إلى أن كل كنيسة لها صلاحية ترتيب أمورها وفقا لظروفها، وفى المقابل الترتيبات لم تتضح بعد ومتوقع أن يكون هناك شكل احتفالى منحصر فى القداسات والصلوات والعظات، وذلك مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا.
جانب من الحوار
وتحدث عن إجراءات الأديرة بعد انخفاض أعداد الإصابات بفيروس كورونا، حيث قال إن الأديرة اشترطت الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعلى مستوى الكنائس ستعود الأنشطة تدريجيا بعد انخفاض أعداد الإصابات، ولكنها عودة مقيدة فالوضع قبل جائحة كورونا كانت الكنائس مليئة بالمواطنين، وحاليا التجمعات الكبيرة مصدر للخطورة، موضحا أن قاعات العزاء فى الكنائس مازالت مغلقة فى أغلب الأماكن على مستوى الجمهورية، والاحتفالات أيضا مقيدة إلى حد كبير.
وأشار إلى أن لقاء البابا تواضروس الثانى مع الأسر القبطية كانت إحدى المبادرات التى أعلنت عنها الكنيسة الأرثوذكسية على موقعها الرسمي، مؤكدا أن قداسة البابا كانت له عدة لقاءات مع قطاعات مختلفة داخل الكنيسة، وأنه كان يتواصل مع الكنائس فى الخارج ومع آباء كهنة وآباء أساقفة فى إيبارشيات الخارج عبر الإنترنت، موضحا أنه مع تدشين الموقع الرسمى للكنيسة جاء فكرة تقديم طلبات من الأسر القبطية على الموقع الرسمى للكنيسة، والموقع لجأ إلى التمويه لأن الطلبات تجاوزت أعداد كبيرة وكان هناك قائمة انتظار طويلة، ومع عودة الأنشطة ومساحة الوقت لدى قداسة البابا تم التمويه على إغلاق الباب لحين انتهاء الطلبات، وهناك أسئلة يتم تجميعها من قبل المواطنين الذين يرسلون إلى الموقع إلى قداسة البابا للرد عليها.
وأوضح أن قداسة البابا متابع جيد للسوشيال ميديا والأحداث فى حدود ارتباطاته ومواعيده الخاصة، كما يقوم المركز الإعلامى أيضا بتقديم الصورة من على السوشيال لقداسته.
جانب من اللقاء
وأشار إلى أن العلاقة مع الأزهر الشريف علاقة تاريخية، حيث يقوم الأزهر والكنيسة بدور وطنى قوى وكانوا حاضرين فى كل الفعاليات والأحداث وكان أبرزها يوم 3 / 7 / 2013 كان أحد المشاهد المهمة فى تاريخ مصر الفترة الأخيرة، لكن على مستوى التعاون كان قداسة البابا زار الأزهر الشريف فى تهنئتهم بعيد الأضحى المبارك، وكانت جلسة محبة ودية وطرحت فيها مجموعة من الأفكار التى كانت توحى برغبة فى التعاون ولم يكن ذلك شيء جديد.
وأشار إلى أن عظة البابا تواضروس الثانى لن تستمر أون لاين وجارى دراسة الأمر، وكان قداسة البابا يعقد الاجتماع بحضور شعبى محدود وقت جائحة كورونا، ونعلم جيدا أن من يحضرون عظة قداسة البابا تواضروس من الميديا أضعاف من يحضروها فى الظروف العادية، وكانت عظة قداسة البابا قد توقفت خلال الفترة الماضية بسبب جائحة كورونا فكانت أخر له قبل التوقف فى شهر أبريل الماضى قبل أسبوع الآلام، وعادت العظة مرة أخرى فى أول أربعاء بعد عيد العنصرة فى شهر يونيو، حيث تتمثل العظات التى قدمها خلال الأسابيع السابقة تحت عنوان "رسالة فرح"، وتتاح العظة على الصفحة الرسمية للكنيسة الأرثوذكسية ومن خلال القنوات الفضائية المسيحية وصفحة المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، وصفحة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقدم قداسة البابا الحلقة الخامسة والسادسة من السلسلة متحدثًا عن أربع شخصيات تتناولهم رسالة فيلبى، وهم السيد المسيح، بولس الرسول، القديس تيموثاوس، القديس أبفرودتس، مشيرا إلى حياة الاتضاع والتلمذة التى يجب يتحلى بها الإنسان المسيحي.
جانب من لقاء القمص موسى مع الزميل محمد الأحمدى
وتابع أن تحدى السوشيال ميديا الذى يواجه الكنيسة يعد شديد الأهمية، وهى نقلة فى حياة المواطنين، ويجب أن نتعامل معها على أنها أداة أقوى وأفضل من ذى قبل، ولم تقض على الحياة الاجتماعية كما تردد فهى أداة للتقارب الإجتماعى، وما يحدث هو تحول للأدوات، والسلام باليد تحول على السوشيال ميديا إلى إيموشن وعلى المدى البعيد سيتكيف الإنسان معه وسيتحقق معه نفس الشعور، وأى مؤسسة تريد أن تبقى رسالتها حية ومؤثرة ينبغى أن تتعامل مع السوشيال ميديا، مؤكدا أن الشائعات وحملات الهجوم موجودة فى كل زمان ومكان وأزيد حاليا بسبب السوشيال ميديا، فهى أتاحت فرصة لأمور كثيرة مثل التعبير عن الرأي، وكل إنسان له منصة حاليا يعبر من خلالها عما يشعر به، والكنيسة تستطيع أن تدرك واقع العمل الرعوى واحتياجاته، ويتبقى أن الشائعات تقوم بالتشويش على العمل الرعوى قليلا وكثير من هؤلاء بالتدريج يدركوا الحقائق ويتراجعوا عن تصرفاتهم، وقداسة البابا قلبه مفتوح للجميع، ويرى أن هؤلاء مهما فعلوا هم أولاده وفى الحقيقة هو مستعد استعداد دائم أن يلتقى بهؤلاء ولا يمانع من التواصل معهم.
اللقاء